الدوحة ـ «القدس العربي»: أعلنت جمعية قطر الخيرية إطلاقها حملة لإغاثة ضحايا الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، فجر الإثنين، بالتزامن مع إعلان عدد من الدول العربية عن مساعدات، فيما سيّرت كل من الدوحة والكويت جسراً جوياً مع تركيا، ووجهت الإمارات لإنشاء مستشفيات ميدانية لإغاثة الجرحى.
ونشرت المنظمة الخيرية القطرية بياناً على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، معلنة شروع فريقها في تقديم يد العون والمساعدة بشكل عاجل لمتضرري الزلزال في تركيا. وأطلقت قطر الخيرية حملة واسعة محفزة الجمهور لإغاثة “آلاف العائلات والمتأثرين” والإشارة الى أنهم “غير قادرين على تأمين احتياجاتهم الأساسية في ظل الأحوال الجوية العنيفة التي تُعرقل عمليات البحث والإنقاذ”.
وعلمت “القدس العربي” أن عدداً من الجهات القطرية تتحرك لتأمين المزيد من المساعدات، فيما يشبه هبة شاملة تشارك فيها المؤسسات الرسمية والفعاليات الاجتماعية ومختلف الفئات.
ووجهت جمعيات إغاثية المجتمع القطري من مواطنين ومقيمين ومؤسساته، وأفراده التحرك على نحو عاجل، وتلبية النداء من أجل إغاثة المتضررين من الزلزال.
وأعلنت قطر الخيرية، عن مباشرة الفرق الميدانية التابعة لها، بتوزيع المساعدات الإغاثية العاجلة على المتضررين من الزلزال الذي ضرب الجنوب التركي والداخل السوري، وذلك بالتزامن مع إطلاقها لحملة إغاثية عاجلة بعنوان “أغيثوا متضرري الزلزال – تركيا وسوريا”. وذكرت قطر الخيرية، أنه استجابة للاحتياجات الإنسانية العاجلة، تم البدء مباشرة في توزيع 27 ألف وجبة غذائية ساخنة على المتضررين من الزلزال مناصفة ما بين الداخل السوري وتركيا بقيمة تجاوزت مئة ألف دولار.
وتحركت قافلة من الدوحة نحو المناطق المتضررة تحتوي على 4 شاحنات، تتضمن مستلزمات طبية وإسعافات أولية وملابس وتموراً ومواد غذائية، ويجري الإعداد حالياً لتنفيذ 30 قافلة إغاثية تتضمن مواد غذائية وغير غذائية بملايين الدولارات.
وكشف الهلال الأحمر القطري أنه يتابع تطورات الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب تركيا والشمال السوري ودولاً مجاورة. وأطلقت المنظمة الخيرية القطرية إغاثة عاجلة لصالح المتضررين من الزلزال في تركيا والشمال السوري، وبادرت في هذا السياق بتفعيل غرفة العمليات في المقر الرئيسي بالدوحة، في استجابة عاجلة لهذه الكارثة.
وذكر في بيان حصلت “القدس العربي” نسخة منه أنه خصص 4,800 سلة غذائية من مخزون بعثته التمثيلية في تركيا لتوزيعها بشكل عاجل على الأسر المتضررة في الشمال السوري، مع دراسة إطلاق حملة إغاثة طارئة لتوفير المزيد من المساعدات على نطاق واسع. وكشفت السلطات القطرية أنه تنفيذاً لتوجيهات الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد سيرت قطر جسراً جوياً لدعم المتضررين من الزلزال. وجاء في بيان لوكالة الأنباء القطرية أن قطر أطلقت عدداً من الرحلات لدعم متضرري الزلزال في تركيا والشمال السوري. ورافق أولى رحلات الجسر الجوي “فريق من مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية، بالإضافة إلى مستشفى ميداني ومساعدات إغاثية وخيم ومستلزمات شتوية”. وتزامن ذلك مع قرار كويتي أيضاً بإنشاء جسر جوي عقب صدور توجيهات من أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وفق وكالة الأنباء الرسمية.
وأعرب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني “عن تعازيه ومواساته للرئيس التركي رجب طيب اردوغان وللشعب التركي الشقيق في ضحايا الزلزال الذي ضرب عدة محافظات جنوبي تركيا”.
كما أعرب أمير قطر خلال اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس التركي “وقوف دولة قطر بجانب الجمهورية التركية الشقيقة في التخفيف من التداعيات الإنسانية الخطيرة التي خلفها الزلزال، متمنيا للمصابين الشفاء العاجل.
وأعرب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن تعازيه للرئيس التركي في اتصال هاتفي، الإثنين، حسب بيان صادر عن رئاسة دائرة الاتصال بالرئاسة التركية. وقدم بن سلمان تعازيه في ضحايا الزلزال، معربا عن تمنياته بالشفاء العاجل للجرحى.
وفي الأثناء، وجّه رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإنشاء مستشفى ميداني وإرسال فريقي بحث وإنقاذ، وإمدادات إغاثية عاجلة إلى المتضررين.
وقالت وكالة أنباء الإمارات (وام) إن هذه الإمدادات تأتي في إطار العلاقات التي تجمع الإمارات بتركيا وسوريا، ضمن الدور الإنساني الذي تقوم به الدولة في إغاثة المحتاجين والمتضررين من الكوارث المختلفة. وأضافت أن هذه المبادرة تجسد الجهود الإنسانية التي تضطلع بها دولة الإمارات على الساحة الدولية، ونهجها في مد يد العون إلى المجتمعات المتضررة حول العالم عبر برامج ومشاريع إغاثية وإنسانية تخفف من معاناة تلك المجتمعات وتعزز تنميتها.
وفي لبنان، قال وزير البيئة ناصر ياسين، إن بلاده سترسل فريق إنقاذ مؤلفا من 72 شخصا من الجيش والدفاع المدني والإطفاء إلى تركيا للمساعدة في جهود البحث الجارية جراء الزلزال.
وفي الجزائر، وجه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بإرسال فريق من الحماية المدنية إلى تركيا للمساهمة في جهود إنقاذ متضرري الزلزال الذي ضرب ولاية كهرمان مرعش فجر الإثنين.
وتنفيذا لتعليمات تبون، قام وزير الداخلية الجزائري إبراهيم مراد بالتوجه إلى المقر الرئيس للحماية المدنية (الدفاع) في العاصمة “للإشراف على إرسال فريق للمساعدة في عمليات الإنقاذ والإغاثة”، وفق التلفزيون الجزائري الرسمي.
وحسب وسائل إعلام محلية بينها موقع النهار الإخباري، فإن فريق الحماية المدنية يتكون من 89 فردا، وسيصل إلى تركيا للمساهمة في عمليات الإنقاذ. كما أعلن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، عبر تويتر، أنه “بتوجيه من الملك عبد الله الثاني، سترسل عمان مساعدات للبلدين الشقيقين للإسهام في الجهود الإغاثية”.
كما أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري، اتصالا مع نظيره التركي مولود جاووش أوغلو، لتقديم العزاء لحكومة وشعب تركيا. وأوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد، أن شكري أخطر نظيره التركي أن مصر قررت توجيه مساعدات إغاثية عاجلة تضامنا مع الدولة التركية والشعب التركي الشقيق في مواجهة تداعيات تلك الكارثة، متمنيا نجاح جهود الإنقاذ الجارية.