القبطان العاشق
كلّما سرجتُ فرساً سرحَ القُنفُذُ ليجرحني،
كنت حذاءَ الشبّاك،
كشاهدٍ على فكرةٍ صاغها عشّاقٌ موسوسون..
كلّما لمعتْ نجمةٌ توارى ثورٌ عن المتحف..
ظننتُ المنارةَ تمثالَ المتنبي،
ظننتُ القطّةَ قد سرقتْ حمامة،
ما أبهى ضفائر الفرس،
إهدئي يا روحي لا تقطري دماً،
ماءُ المطرِ لا يبلّلُ رأسي..
سأخمدُ نارك كي أسامرك،
ها قد نسيتُ الواحةَ في الصحراءِ معلّلاً ذلك للصيف،
فلا ترمي رسائلنا في البريّة،
سأكشُّ النوارسَ من نافذتك،
فلا تحرقي قلبي لكيلا يذبل،
ولا تطأي عُمشوشَ العنبِ لئلّا يسلح الباشقُ
على جذولِ الشجر..
سأقطفُ تفّاحةَ المطر،
فلا تبحثي عن قزمٍ لم يسدلْ ثوباً.
لو سرى الدمُ في خدّك كنارنجةٍ فينضج ثمرُ قلبك،
ليس كلُّ من يغنم الخمائلَ يلحق بالفرس
ويركب البحرَ كقبطانٍ عاشقٍ،
أمّا أنا فأنقش مقلتكِ على خريطة،
وأتبارى باللَبلابِ لأرى فراستك.
طائر الينبوع
مهما أتسلّق الجبلَ أمعن في البَرّ..
قلبي شجرةٌ تأكلُ الطيرُ سرورَها،
يا ليتني اصطدتُ رُخّاً لأكتشفَ مآلَهُ الجذّاب،
ولهذا ولذا
فلن أنصفَ ريحاً وثبتْ كنمرٍ ممشوق،
لن أقطفَ العوسجَ حتى أحيا كأمير،
ولن أزجرَ العنادلَ لئلّا يسفَّ طائرُ الينبوع،
لن أهدمَ قصراً على جبلٍ لأتبعَ كوكباً،
لن أقتلعَ شجرةً تنشغُ كي أمضي في الشمس،
فلن أجذبَ الدبابيرَ إلى الليمونة،
هكذا طويتُ السحابةَ لأقلعَ عينَ التنّين.
ضرع الوعل
إلامَ أعتقُ الوعولَ في الجبال؟
إلامَ أدقُّ السكاكرَ وأطوّحُ سوراً عملاقاً؟
ليتني غرستُ الصَفصافَ في بابكَ الخزفيّ
أتنهضُ العنقاءُ قل لي؟
لماذا هربَ القائدُ من أورشليم؟
لماذا حطّمَ الأوباشُ مراقدَ الأنبياء؟
سأرفعُ الأعلامَ كي يغرّدَ البلبل..
أتخالني عاجزاً عن صيدِ النمور؟
لماذا ينزفُ ضرعُ الغزال؟
أتسمعُ موسيقى المدافع؟
سأطلقُ الحمائمَ لأحلمَ بمجرّةٍ
لأنَّ الكونَ رحمٌ
أمّا الشمس فاستحالتْ نجمة.
سأم
هيهاتَ أن يثمرَ الفطرُ كعشِّ الغراب..
ههنا شعَّ القمرُ فانقرضَ مآلُهُ
وكأنّهُ في سباتٍ عظيم،
هيهاتَ أن يسأمَ الطائرُ من كوكبه..
علامَ اصطادَ الصقرُ الصيّاد؟
لقد خمّنتُ القرصانَ يحرزُ نجمةً تتألّم.
لكَمْ تفاخرتُ بالهَيُولى،
يا ليتني سمطتُ طنبَ خيمتك.
مطر
ستندلقُ سيولُكَ في حمأةِ الليلِ
كمنجنيقاتٍ في صحراء،
أيّها المطرُ يا بريّةً تجرفُ المزارعَ،
لكَمْ هدرتَ دماءً
كأنّكَ تلاحقُ النجوم.
شاعر عراقي