قلق أوروبي من خطط روسيا لبناء قاعدة نووية في ليبيا على الجناح الجنوبي لأوروبا

نسرين سليمان
حجم الخط
0

طرابلس – «القدس العربي» : صراع بين دول كبرى والساحة هي ليبيا، تحاول روسيا يوماً بعد آخر تحقيق حلمها بتوسيع نفوذها عالمياً انطلاقاً مما استطاعت تحقيقه من مكاسب في ليبيا التي تغري العالم بموقعها الجغرافي المتميز ما يساعد روسيا على استعمالها كنقطة انطلاق لعملياتها العسكرية الإقليمية.
صحيفة “التايمز” البريطانية، قالت في تقرير خطير وجديد إن إيطاليا عبرت عن بالغ قلقها إزاء خطط روسيا لبناء قاعدة نووية في ليبيا على الجناح الجنوبي لأوروبا.
وأضافت الصحيفة أن موسكو ستضع غواصات نووية في ميناء بحري شرقي ليبيا وهي تعمل على إنشائه، مما يعزز نفوذها بشكل كبير في البحر المتوسط مقابل دول الناتو.
واستندت الصحيفة على نقاشات بين حفتر ونائب وزير الدفاع الروسي “يونس بك يفكوروف” الذي زار ليبيا 4 مرات، حول افتتاح قاعدة بحرية روسية في طبرق، مع إعطاء الأولوية للغواصات في الميناء قبل السفن السطحية.
واعتبرت الصحيفة أن وجود غواصات على بعد بضعة كيلومترات من دول الناتو، لن يكون مفيداً للأمن، خاصة وأن توسيع النفوذ في ليبيا هو رغبة بوتين منذ 20 عاماً.
وأضافت الصحيفة أن الموانئ الأخرى التي قد تستخدمها روسيا كقاعدة بحرية هي سرت ورأس لانوف، مستبعدة وفق خبراء، قاعدة عسكرية في طبرق لقربها من جمهورية مصر وهو ما يثير قلقها وعدم رضاها وفق الصحيفة.
وعن علاقة خليفة حفتر بفاغنر تقول الصحيفة إن وجود ما بين 800 إلى 900 جندي روسي الآن شرق ليبيا لمساعدته في إدارة نظام الدفاع الجوي يزيد من تعزيز العلاقات مع موسكو خاصة بعد توليها قيادة عناصر فاغنر تحت جناح وزارة الدفاع بعد وفاة مؤسسها “يفغيني بريغوجين”. وعدت الصحيفة ليبيا نقطة انطلاق مثالية لروسيا في إفريقيا، حيث تتطلع إلى تعزيز وجودها العسكري في السودان ومالي، وكذلك ربما في النيجر وتشاد وبوركينا فاسو، لتلبية طموحاتها.
ويبدو أن نشر روسيا لهذا النوع من الأسلحة جاء في إطار مخاوفها أيضاً من نشر أسلحة في دول أوروبا من خلال واشنطن، حيث تدرس موسكو مصدر المعلومات حول ذلك حسب تقارير صحافية.
وقالت مصادر إعلامية إن تخطيط روسيا ينطلق بكل الأحوال من اعتبار الأسلحة النووية للدول الأعضاء في حلف الناتو هي ترسانة نووية واحدة ضد روسيا.
نشاط روسيا لم ينحصر في ليبيا فحسب، بل أعلنت بوركينا فاسو بشكل رسمي وصول مجموعة من الجنود الروس من المقاتلين السابقين ضمن مجموعة فاغنر إلى البلاد ووصفتهم بـالمدربين بينما تحدثت مصادر روسية مقربة أنهم جزء من وحدات الفيلق الإفريقي.
وكشفت وكالة الأنباء الرسمية في بوركينا فاسو في برقية لها وصول مجموعة من الجنود الروس إلى البلاد، وصفتهم بأنهم مدربون يأتون في إطار تعزيز التعاون العسكري والاستراتيجي مؤكدة أنها ليست المرة الأولى التي يزور فيها جنود روس بوركينا فاسو.
وقالت الوكالة الرسمية إنها زيارة طبيعية تدخل في السياق العادي للعلاقات المتميزة التي تربط البلدين والأمتين مشيرة إلى وجود عدد من ضباط جيش بوركينا فاسو في روسيا حيث يتلقون تدريبات.
وتتزامن التطورات مع أنباء عن تشكيل الفيلق الإفريقي في خمس دول بالقارة، بما فيها ليبيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وإفريقيا الوسطى، بحلول الصيف المقبل، وذلك في معرض كشف جريدة روسية عن تفاصيل جديدة حول تحرك الكرملين لاستبدال تشكيلات فاغنر العسكرية الخاصة التي تعمل الآن في القارة السمراء.
ويأتي ذلك في وقت استقبل خليفة حفتر، الأحد الماضي، نائب وزير الدفاع الروسي والوفد المرافق له في مقر قيادته في بنغازي، وفق بيان مقتضب صادر عن المكتب الإعلامي للقيادة العامة. ولم يفصح بيان القيادة عن تفاصيل لقاء حفتر والمسؤول العسكري الروسي.
وهذا هو اللقاء الرابع لحفتر مع يفكيروف منذ آب/ أغسطس الماضي، وكان آخر لقاء له مع يونس بك يفكيروف في بنغازي في الثالث من كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وقبل أيام قالت صحيفة بلومبيرغ الأمريكية، في تقرير جديد لها، إن روسيا تعمل على تشكيل مجموعة قتالية جديدة قوامها 20 ألف جندي تتلقى تعليماتها مباشرة من وزارة الدفاع في موسكو للقيام بعمليات في 5 دول إفريقية.
وتابعت الصحيفة أنه بحلول منتصف 2024 سيعمل الفيلق الإفريقي في بوركينا فاسو وليبيا ومالي وجمهورية إفريقيا الوسطى والنيجر، وسيتولى عمل شركة فاغنر العسكرية.
وحسب الصحيفة، فإن الفيلق الروسي سيتخذ من جمهورية إفريقيا الوسطى مقراً إقليمياً جديداً له، كاشفة عن تخطيط موسكو لتجنيد مقاتلين سابقين في فاغنر ومجندين جدد لضمهم إلى الفيلق.
وقالت الصحيفة إن معظم مقاتلي فاغنر تم دمجهم في قوات قتالية مختلفة تحت قيادة وزارة الدفاع الروسية، بعد أن شوهدوا في حالة انسحاب من أوكرانيا.
واعتبرت الصحيفة أن تكثيف الوجود الروسي في إفريقيا يشير أيضاً إلى تغير جيوسياسي كبير في القارة، متبعة نهج فرنسا في هيمنتها على المنطقة لفترة طويلة.
وتحتضن ليبيا المقر المركزي وذلك لعدة عوامل منها نشاط عناصر فاغنر سابقاً في مدينة سرت التي تبعد 450 كيلومتراً شرق العاصمة الليبية طرابلس، إذ كانوا يتمركزون في قاعدة “القرضابية” الجوية وميناء سرت البحري، إضافة إلى قاعدة “الجفرة” الجوية (جنوب)، وقاعدة “براك الشاطئ” الجوية التي تبعد 700 كيلومتر جنوب طرابلس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية