لندن ـ القاهرة ـ «القدس العربي» ـ وكالات: انطلقت قمة القاهرة للسلام، السبت، في العاصمة الإدارية الجديدة شرقي العاصمة المصرية، بمشاركة دولية وعربية وأممية، لبحث تطورات القضية الفلسطينية.
وترأس القمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأعلن بدء أعمالها، وفق بث نقله التلفزيون الحكومي .
وأفادت وكالة الأنباء المصرية، بأن «فعاليات قمة القاهرة للسلام 2023» التي دعت إليها مصر، انطلقت لبحث تطورات القضية الفلسطينية، والتوصل إلى توافق لخفض التصعيد ووقف إطلاق النار في قطاع غزة وتأمين النفاذ الإنساني وإتاحة الفرصة لاحتواء الموقف واستعادة التهدئة . وشارك في القمة حسب وكالة الأنباء المصرية، رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني بن الحسين، وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
كما يشارك رؤساء فلسطين محمود عباس، وجنوب أفريقيا سيرال را ميفوزا، وموريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، ورئيس المجلس الرئاسي بليبيا محمد المنفي، وولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح، وفق المصدر ذاته.
كما يشارك رؤساء حكومة إسبانيا بدرو سانشيز، واليونان كرياكوس ميتسوناكيس، وإيطاليا جورجيا ميلوني، والعراق محمد شياع السوداني.
ويشارك نائب رئيس مجلس الوزراء بسلطنة عمان شهاب بن طارق، والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرييش، وأمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيطـ ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقيه، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.
ويشارك أيضا وزراء خارجية تركيا هاكان فيدان، والمغرب ناصر بوريطة، والسعودية الأمير فيصل بن فرحان، وجزر القمر ظاهر ذو الكمال، وكندا ميلاني جولي، وألمانيا انالينا بيبربوك، وفرنسا كاثرين كولونا، وإنجلترا جميس كليفرلي، والبرازيل مارو فييرا، واليابان كماكاوا بوكو، والنرويج اسين بارت ايدي، وفق وكالة الأنباء المصرية.
ولن يحضر المستشار الألماني أولاف شولتس ولا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، بينما لم يصدر بيان رسمي حول إذا ما كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيحضر.
وقال مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي الجمعة إن هناك مناقشات جرت بشأن إعلان مشترك للقمة لكن لا تزال هناك «خلافات» لذلك ليس من الواضح ما إذا كان سيتم التوصل إلى نص في نهاية المطاف. وسعت دول أوروبية جاهدة للتوصل إلى نهج موحد تجاه الأزمة غير التنديد بهجوم حماس، بعد أيام من الارتباك والرسائل المختلطة.
وفي كلمة افتتاحه للقمة قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: «وجهت لكم الدعوة اليوم لنناقش معا ونعمل على التوصل إلى توافق محدد، على خريطة طريق تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية، وإحياء مسار السلام من خلال عدة محاور». وأضاف: «تبدأ تلك المحاور بضمان التدفق الكامل والآمن والسريع والمستدام للمساعدات الإنسانية لأهل غزة، وتنتقل فوراً إلى التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار».
وتتمثل الخطوة الثالثة، في «البدء العاجل في مفاوضات لإحياء عملية السلام، وصولا لإعمال حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة جنبا إلى جنب مع إسرائيل، على أساس مقررات الشرعية الدولية».
وأكد السيسي أن خريطة الطريق تشمل «العمل بجدية على تدعيم السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، للاضطلاع بمهامها بشكل كامل في الأراضي الفلسطينية».
وأضاف: «مصر تدين، بوضوح كامل، استهداف أو قتل أو ترويع كل المدنيين المسالمين».
وتابع: «في الوقت ذاته، تعبر عن دهشتها البالغة من أن يقف العالم متفرجاً على أزمة إنسانية كارثية يتعرض لها مليونان ونصف المليون إنسان فلسطيني، في قطاع غزة».
وأكد أن سكان القطاع «يُفرَض عليهم عقاب جماعي وحصار وتجويع وضغوط عنيفة للتهجير القسري مما يدفعنا لتأكيد دعوتنا، بتوفير الحماية الدولية، للشعب الفلسطيني والمدنيين الأبرياء».
وأوضح الرئيس المصري، أن «مصر، منذ اللحظة الأولى، انخرطت في جهود مضنية لتنسيق وإرسال المساعدات الإنسانية، إلى المحاصرين في غزة.. لم تغلق معبر رفح البري في أي لحظة إلا أن القصف الإسرائيلي المتكرر لجانبه الفلسطيني.. حال دون عمله».
وأضاف: «حل القضية الفلسطينية، ليس التهجير.. وليس إزاحة شعب بأكمله إلى مناطق أخرى.. بل إن حلها الوحيد، هو العدل، بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة، في تقرير المصير، والعيش بكرامة وأمان، في دولة مستقلة على أرضهم.. مثلهم، مثل باقي شعوب الأرض».
لن نرحل وسنبقى في أرضنا
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لحماية الشعب الفلسطيني وأكد قائلا: «لن نرحل وسنبقى في أرضنا».
وحذر عباس في كلمة خلال قمة القاهرة للسلام، من «محاولات تهجير شعبنا في غزة إلى خارجها، كما نحذر من أي عمليات طرد للفلسطينيين من بيوتهم أو تهجيرهم من القدس أو الضفة الغربية، لن نقبل بالتهجير، وسنبقى صامدين على أرضنا مهما كانت التحديات».
وأضاف: «لقد طالبنا منذ اليوم الأول بوقف هذا العدوان الهمجي على الفور، وفتح ممرات إنسانية لإدخال المواد الإغاثية والطبية، وتوفير المياه والكهرباء، ولكنَّ حكومة الاحتلال الإسرائيلي لم تسمح بذلك».
وحذر «من مواصلة اعتداءات قوات الاحتلال وإرهاب المستوطنين ضد المدنيين العُزل في الضفة الغربية والقدس، واعتداءات مجموعات المتطرفين على المقدسات الإسلامية والمسيحية».
وجدد التأكيد على «رفضنا الكامل لقتل المدنيين من الجانبين، وإطلاق سراح المدنيين والأسرى والمعتقلين كافة» مؤكدا الالتزام بـ «الشرعية الدولية، والاتفاقيات الموقعة، ونبذ العنف، واتخاذ الطرق السياسية والقانونية لتحقيق أهدافنا الوطنية. هذه هي سياسات دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني».
وفي حديثه ندد العاهل الأردني الملك عبد الله بما وصفه بالصمت العالمي تجاه الهجمات الإسرائيلية على القطاع وحث على اتباع نهج متوازن تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال «الرسالة التي يسمعها العالم العربي عالية وواضحة: حياة الفلسطينيين ليست أقل أهمية من حياة الإسرائيليين» مضيفا أنه يشعر بالغضب والحزن إزاء أعمال العنف التي تشن ضد المدنيين الأبرياء في غزة والضفة الغربية وإسرائيل.
وأضاف «على القيادة الإسرائيلية أن تدرك أيضا وبشكل نهائي، أنه لا يمكن لدولة أن تزدهر أبدا إذا بنيت على أساس من الظلم… رسالتنا الموحدة للشعب الإسرائيلي هي أننا نريد مستقبلا من السلام والأمن لكم وللفلسطينيين».
وعبرت الدول العربية عن غضبها من قصف إسرائيل غير المسبوق لغزة وحصار القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون شخص.
وأدان الزعماء العرب المشاركون في القمة القصف الإسرائيلي المستمر منذ أسبوعين على قطاع غزة وطالبوا بتجديد الجهود للتوصل إلى تسوية سلمية في الشرق الأوسط لإنهاء دائرة العنف المستمرة منذ عقود بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقبل وقت قصير من انطلاق القمة، بدأت شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية في المرور من خلال معبر رفح إلى غزة، حسبما أظهرت لقطات بثها التلفزيون المصري الرسمي. وتحاول مصر منذ أيام إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة من خلال المعبر، وهو المنفذ الوحيد الذي لا تسيطر عليه إسرائيل.
ويحاول اجتماع القاهرة إيجاد سبل لتجنب حرب إقليمية أوسع نطاقا، غير أنه من المتوقع أن يواجه زعماء الشرق الأوسط والأوروبيون المجتمعون صعوبة في الاتفاق على موقف مشترك بشأن الصراع بين إسرائيل وحماس.
وقال ثلاثة دبلوماسيين إن إصدار بيان مشترك للقمة ليس مرجحا بسبب الحساسيات المتعلقة بأي دعوات لوقف إطلاق النار وما إذا كان سيتضمن ذكر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وفي ظل عدم حضور مسؤول كبير من الولايات المتحدة، الحليفة الرئيسية لإسرائيل، وعدد آخر من الزعماء الغربيين الرئيسيين فإن التوقعات فاترة بشأن ما يمكن أن تحققه القمة التي تم عقدها على عجل.
وتمثل الولايات المتحدة القائمة بأعمال السفير نظرا لعدم وجود سفير أمريكي حاليا في مصر.
وتنعقد القمة في وقت تستعد فيه إسرائيل لشن هجوم بري على غزة. وقُتل أكثر من 4100 فلسطيني في الهجمات التي شنتها إسرائيل على غزة، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر.