قناة تركيا العربية الجديدة: اختبار النجاح أو الفشل؟ توجه لإعادة هيكلة الإعلام السعودي والمرأة فوق الخمسين كبيرة جدا على الحب

انطلقت قناة «تي آر تي» الفضائية التركية هذا الأسبوع بحلة جديدة، بعد نحو عام كامل من التحضير، وتحديث البنية التحتية التقنية ورفدها بكوادر إعلامية ذوي خبرة، من قنوات مرموقة مثل «الجزيرة» و«بي بي سي» العربية و»الحرة» وغيرها.
فما هي حظوظ القناة في المنافسة عربيا، في ظل ساحة إعلامية منقسمة بشدة، لم تسلم منها المحطات الأجنبية الخارجية، التي تبث بالعربية؟
نجاح المحطة الجديدة مرهون أولا، بأن لا تختزل الدولة القناة بتغطيتها المحلية وبسياساتها فقط، فقد سئم المشاهد العربي من هذا الاستقطاب، وأدى هذا الى تراجع كل القنوات في نسب المشاهدة والاهتمام والتأثير.
كما أنه لا يكفي أن تبث القناة يوميا نحو 15 نشرة اخبارية، وبرامج تثقيفية وأفلام وثائقية . ففي رأيي فوتت القناة فرصة ذهبية لن تعوض، وهي الانطلاق بعد حدوث جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي على الأرض التركية، وتغطية تداعياتها المستمرة، التي كان من الممكن أن تضمن جمهورا عربيا ومشاهدا أجنبيا بشكل غير مسبوق ما يضعها في مصاف المحطات الدولية.
لكن أمام المحطة فرصة استغلال الاهتمام الكبير، الذي تحظى به تركيا في العالم العربي حاليا، ووجود جاليات عربية كبيرة تعيش فيها، يمكن أن ترفد القناة بالضيوف في شتى المجالات، وهذه ميزة تضاف للقناة، كما أضافت لمحطات مثل «بي بي سي» و«فرنس 24» و «الحرة». ولديها فرصة الاستفادة من نجاح شبكة «الجزيرة» عربيا وعالميا.
كما أن لديها ميزة ما زالت غائبة عن القناة الجديدة، وهي الاستثمار في الدراما التركية، ذائعة الصيت في البلاد العربية، في العرض على شاشتها، فغياب هذا الإنتاج الضخم عن القناة يحسب عليها لا لها. والتركيز على الأخبار ليس ميزة كبيرة، باعتبار أن تخمة المعروض من المحطات الاخبارية تشتت المشاهدين وتضعف التميز والتفرد بالنسبة لأي محطة.
التركيز على المشترك الحضاري والثقافي والتاريخي ما بين العرب والأتراك، يجب أن يكون القصة الطويلة للقناة، فأهلا ومرحبا بها، لكنها بالتأكيد خطوة تدفعنا لنسأل، ماذا تريد بها، ومن خلالها تركيا الراهنة؟ أهي رسالة رمزية، أم تقليد لما فعلته أمريكا وروسيا والصين وإيران بقنواتها الناطقة بالعربية، أم هي رسالة سياسية ذات أهداف أشمل وأعمق تعبر عن رغبة في مزيد من الانفتاح على العرب، وتبني قضاياهم المشتركة؟ خاصة في ظل محاولات بعض الاعلام الخليجي تشويه صورة تركيا ومحاولة عزلها عن محيطها، الذي استغرقها مئة سنة لتعود إليه.

قوى السعودية الناعمة

بعد أن خسرت السعودية أهم وسائل الإعلام الأمريكية – التي نجحت في التقرب منها والاستثمار فيها طوال العقود الماضية – إثر جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، والذي كان أحد كتاب صحيفة الـ»الواشنطن بوست»، ها هي تدرك أهمية هذا الحقل الحيوي، فقررت السعي لمنافسة شبكة «نتفليكس» بخدمة جديدة، ضمن الحرب الدعائية في المنطقة، ولاستخدام امكانياتها الإعلامية في معاركها الإقليمية.
ويبدو أن مجموعة «أم بي سي»، ستكون ضمن جهود الرياض لشن حرب دعائية شرسة ضد قطر وإيران وتركيا.
وقد أصبحت وسائل الإعلام والأصول الإعلامية الأخرى، مثل الأقمار الصناعية وحقوق بث مباريات كرة القدم من وسائل القوى الناعمة الرئيسية، التي تستخدمها السعودية ودول في المنطقة منذ انطلاق الربيع العربي عام 2011.
كما أن هزيمة السعودية في وسائل الاعلام الغربية بدأت تدفعها لاستغلال وسائط التواصل الاجتماعي وخلق جيوش الكترونية لتعويض سمعتها، التي ضربت في مقتل بعد حادثة خاشقجي.
وكانت استجابة «نتفليكس» لطلب سعودي بسحب حلقة كوميدية، انتقد فيها الممثل الأمريكي حسن منهاج ولي العهد محمد بن سلمان ودوره في قتل خاشقجي، جددت المخاوف حول إرساء دعائم حروب إعلامية مستقبلية.
وتعتمد الخطة السعودية بشكل أساسي على مجموعة «أم بي سي»، التي كانت دائما تدار تحت عيني الحكومة، لكنها تقدم محتوى أكثر انفتاحا من الذي يقدمه التلفزيون الرسمي، مع الحفاظ على الطابع العائلي للترفيه، الذي يقدم عبر مجموعة القنوات، والذي حجز لها مكانا لدى المشاهد العربي.
وتسعى السعودية لاستخدام قوتها المالية في وسائل الإعلام العربية لتشكيل الحوار السياسي في المنطقة المضطربة.
فقد توجهت لإطلاق قناة إخبارية مع وكالة بلومبيرغ الأمريكية، باسم «بلومبيرغ الشرق»، على الرغم من الغموض، الذي يكتنف مستقبلها منذ مقتل خاشقجي.
كما عينت، مدير مشروع «بلومبيرغ الشرق»، نبيل الخطيب، الأسبوع الماضي مديراً عاماً في قناة العربية الإخبارية التابعة للحكومة. وقد حل محل تركي الدخيل، الذي يعمل مستشارا للأمير محمد بن سلمان، في تغيير للإدارة العليا للشركة. فهل ستنجح عمليات التجميل لتحسين الصورة المهشمة للدولة على الصعيد العربي والدولي؟
نشك في ذلك، لأن «نتفلكس» تحتل مكانة بعيدة عن تلك المنافسة، ويرجع السبب إلى شعبيتها العالمية والمحتوى الأصلي، الذي تعرضه، إضافة الى قوة المحطات الفضائية المنافسة على الجهة الأخرى. والعبرة في المضامين والخواتيم. دعونا ننتظر لنرى.

المرأة فوق الخمسين والحب

عرضت القناة الفرنسية برنامجا جدليا يتناول موجة انتقادات للكاتب الفرنسي الشهير، يان موا، اعتبر فيها أن حب امرأة في سن الخمسين أو أكثر، ضربا من المحال. على الرغم من أنه يبلغ هو الخمسين عاما.
وقال إنه يعتبر النساء في هذا العمر «كبيرات في السن للغاية». وأضاف «أفضِّل أجساد النساء الأصغر سنا. هذا كل ما في الأمر. جسد المرأة، التي تبلغ من العمر 25 عاما استثنائي. جسد المرأة في سن الخمسين ليس استثنائيا بالمرة».
وأثارت تعليقات الرجل ردود فعل غاضبة ومحتجة وجدلية أيضا، على وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي.
فقد سخرت الممثلة الكوميدية الفرنسية مارينا فوا، في تغريدة – لأنها توشك أن تكمل عامها الـ 49 – قائلة إن أمامها مدة «عام واحد و14 يوما»، يمكنها أن تضاجع خلالها المؤلف.
وكتب مستخدم آخر: «هل يمكن للنساء فوق سن الخمسين أن يكن غير مرئيات، بالنسبة لك أيضا من فضلك؟.»
ونشرت نساء فوق سن الخمسين صورا، يتباهين فيها بأجسادهن، احتجاجا على تعليقات الكاتب.
بينما نشر آخرون صورا، لمشاهير من هوليوود، اقتربت أعمارهن من الخمسين، مثل هالي بيري، وجينيفر أنيستون لدحض تعليقاته.
بينما قالت الكوميدية الفرنسية آن رومانوف، لراديو «يوروب وان»، إن الحب «لا يرتبط فقط بصلابة الأرداف»، لكنه ارتباط بين شخصين. وقالت: «أتمنى أن يدرك يوما ما هذه السعادة».
وموا، هو مخرج ومقدم برامج، وكاتب حائز على جوائز، ويشتهر بإثارة الجدل في تعليقاته.
كما أثار ضده الأوروبيات، بسبب تعليقات قال فيها إنه يفضل مواعدة النساء الآسيويات، واللائي حددهن بأنهن «كوريات، صينيات، ويابانيات».
لكن الرجل حاول تهدئة الحملة النسائية الغاضبة ضده بالقول لراديو «آر تي إل» أول أمس إنه غير «مسؤول» عن ذوقه في النساء.
ومن حسن حظ الرجل أنه يعيش في فرنسا وليس في الولايات المتحدة، ولكانت المنظمات المدافعات عن حقوق النساء نتفت ريشه، كما فعلت مع عتاولة هوليوود، الذين باتوا أثرا بعد عين.

 كاتب من أسرة «القدس العربي»

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

    عالم مادي نتاجه تقديس الجنس و الجسد و التفاهة!

  2. يقول الاردن الهاشمي:

    تقديس الجنس والجسد ليست تفاهة.بل تدنيس الجنس التفاهة.هناك جنس حضاري فهو مقدس ، وهناك جنس شيطاني كابليس.
    الجنس هو روح الحياة واستمرار الحياة والا كان الانقراض.

    1. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

      الأخ الاردني الهاشمي ،
      الرجاء التركيز على ما ذكرت،و عدم القفز الى استنتاجات تقدح بها من عندك !
      .
      بداية انا لم اقل ان تقديس الجنس و الجسد …تفاهة !
      انا ذكرت تقديس التفاهة كحالة مستقلة،و منها ان طريقة تفكير هذا الكاتب وطريقة اجابة البعض و منهم الممثلة الكوميدية التي ستبلغ الخمسين قريباً،سلوب معيشة البعض،تندرج ضمن التفاهة و الاعلاء من شأنها!
      .
      اما ما انتقدته من تقديس للجنس،فهو ليس الجنس الذي اسميته انت ” الحضاري” و ان كنت فهمتك فهو الجنس كغريزة بيولوجية طبيعية و لكن بشرط ان ان تكون مقننة تحت ما امر به الله مما هو حلال
      فالجنس ضمن مؤسسة الزواج الطبيعي و الشرعي،هو رابط مقدس
      اما نفس الممارسة الجنسية حين تكون زنا،او شذوذ،فهي مدنسة قطعاً
      .
      نفس الأمر بالنسبة للجسد،حين يستغل الجسد،لاعمار الارض و ابصار آيات الله فيه،فهو حالة تصل مرحلة التقديس
      .
      اما حين يستغل لنشر الشهوة و الفاحشة و تسليع المرأة او الرجل على حد سواء،و اعلاء شأنه فوق الروح و محاولة طمسها لحسابه،كما فعلت روما و اثينا القديمتان،وكما تفعل معظم دول الغرب و غيرها اليوم من اعلاء و تقديس لشأن المادة ممثلة في الجسد و الجنس و الرذيلة على حساب الروح و العفة و الفضيلة،فلا شك هو وضع التقديس في موضع التدنيس و التدنيس في موضع التقديس!

إشترك في قائمتنا البريدية