دمشق – «القدس العربي»: أحكمت قوات النظام السوري طوقاً أمنياً على مدينتي إنجل وجاسم في ريف درعا، بعد أيام من استهداف سيارة عسكرية روسية أسفر عن مقتل وإصابة 3 جنود روس، وسط مخاوف من تصعيد محتمل في درعا جنوب سوريا، يجري ذلك بينما قتل أكثر من 6 عناصر «قوات سوريا الديموقراطية» وأسر 4 آخرين، في هجومين منفصلين، في ريف دير الزور.
وقالت مصادر محلية إن قوات النظام فرضت طوقاً أمنياً على مدينة إنخل في ريف درعا، بعد مقتل وإصابة 3 جنود روس في تفجير استهدف دورية عسكرية للجيش الروسي في ريف دعا.
وانتشرت قوات النظام على الطرقات الترابية التي تربط مدينة إنخل بمدينة جاسم، حيث تمركز حاجز تابع لقوات النظام شرقي مشفى جاسم على الطريق الترابي الذي يتصل مع مدينة إنخل، مع تثبيت نقطة جديدة لفصل مدينة جاسم عن إنخل، تزامن ذلك مع وصول آليات ثقيلة إلى الحاجز القريب من القبو الأسود و4 سيارات نوع «انتر» محملة بعناصر من المسلحين الموالين للنظام، وقاموا بتثبيت نقطة جديدة شمال البلد في مدينة جاسم بمنطقة زراعية اسمها «ديفون».
مقتل وأسر 10 عناصر من قوات «قسد» في هجومين منفصلين في ريف دير الزور
المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد أمس، أن عنصرا من القوات الروسية فارق حياته متأثرا بإصابته نتيجة انفجار عبوة ناسفة تزامناً مع مرور سيارة عسكرية للقوات الروسية في بلدة محجة في ريف درعا يوم الثلاثاء.
وفي 12 ديسمبر/ كانون الأول، دوى انفجار في ريف درعا ناجم عن انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون في طريق رتل للقوات الروسية، تزامناً مع مروره في بلدة محجة في ريف درعا، ما أدى إلى وقوع إصابات.
وأعقب الانفجار انتشار أمني كثيف من قبل عناصر القوات الروسية في البلدة، تزامنا مع إغلاق الطريق الأوتوستراد الدولي وتوقفه عن الحركة.
المتحدث باسم شبكة «تجمع أحرار حوران» المحلية، أيمن أبو نقطة، قال لـ «القدس العربي» إن قوات النظام أحكت حصارها على مدينة جاسم غداة انسحاب الشرطة من المخفر وسط المدينة، ليل الخميس/الجمعة، بالتزامن مع نشر قوات عسكرية من الفرقة التاسعة، وإحداث نقاط عسكرية جديدة في محيط مدينة جاسم.
ونشرت قوات النظام سبع نقاط عسكرية على الأقل على أطراف مدينة جاسم، بعد نصب الخيام في السهول المحيطة في المدينة، وأبرزها طريق إنخل – جاسم، والطرق المحيطة باتجاه كل من قرى سملين، نمر، والمزيرعة.
ورجح المتحدث أن يسحب النظام السوري عناصر الأمن العسكري من المركز الثقافي المتحصنين بداخله منذ سنوات، بعد انسحاب شرطة النظام من مخفر المدينة ليلة الأمس، مشيراً إلى أن انتشار قوات النظام في محيط جاسم تزامن مع تحليق طائرة استطلاع في سماء المدينة.
ووفقاً للمصدر، فإنه «حتى الآن لم تعرف مطالب ضباط النظام هذه المرة، غير أن الأهالي يتوقعون استخدام النظام ذرائع قديمة مثل وجود التنظيمات في المدينة لمحاولة اجتياحها»، لافتاً أن «تلك التنظيمات تمكن أبناء المدينة من القضاء عليها في تشرين الأول/أكتوبر 2022 بعد مقتل زعيم تنظيم داعش وعشرات العناصر والقياديين في التنظيم على يد عناصر سابقين في الجيش الحر». وفي الـ 5 من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، قتل 4 عناصر من قوات النظام وأصيب اثنان آخران بجروح إثر استهداف سيارة لفرع أمن الدولة من نوع هايلوكس بعبوة ناسفة على طريق إنخل – جاسم.
ويبرر الأهالي تصعيد عمليات الاستهداف ضد قوات النظام والميليشيات الموالية لها في درعا، بأنها «رد فعل على انتهاكات تتسبب بها تلك الميليشيات بحق أهالي المنطقة من فرض الإتاوات وتنفيذ عمليات الاعتقال والاغتيال بحق أبناء المنطقة».
وإلى الشرق، شهدت الليلة الماضية مواجهات عنيفة بين قوات سوريا الديموقراطية «قسد» ومقاتلي العشائر، بالتزامن مع هجوم لعناصر تنظيم الدولة في دير الزور.
ووفقاً لشبكة «نداء الفرات» المحلية الإخبارية، فإن مقاتلي العشائر شنوا هجوماً عنيفاً على مقر الأمن العام أو ما يُدعى بالأسايش التابع لقسد في قرية البوبدران التابعة لناحية السوسة في ريف دير الزور الشرقي، أسفر الهجوم عن مقتل نحو 6 عناصر وأسر 4 من قوات قسد في هجوم هو الأعنف منذ شهور.
وفي مدينة الشحيل، هاجم مجهولون يُرجح تبعيتهم لتنظيم «الدولة»، عربة عسكرية تابعة لقسد مما أدى إلى مقتل وجرح 4 عناصر كانوا بداخلها، وتبنت معرفات موالية للتنظيم العملية.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال إن عنصراً من قوات سوريا الديمقراطية قتل وأصيب آخر بجروح، كما أُسر عنصران آخران في عملية تسلل نفذها مسلحون محليون على نقطة عسكرية تابعة لـ «قسد» في قرية البوبدران التابعة لناحية السوسة في ريف دير الزور الشرقي، حيث جرى نقل المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأعقب الهجوم استنفار أمني وعسكري من قبل قوات سوريا الديمقراطية في البلدة لملاحقة منفذي الهجوم وسط فرض طوق أمني، بعد ساعات من اندلاع اشتباكات بين مسلحين محليين وعناصر النقاط العسكرية التابعة لـ «قسد» في بلدة الصبحة في ريف دير الزور الشرقي، دون تسجيل خسائر بشرية.