بيروت- أ ف ب- باتت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن السبت على أبواب مدينة الطبقة في اطار الحملة العسكرية الواسعة التي تخوضها منذ اشهر لطرد تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” من الرقة، معقله الابرز في سوريا.
ومن شأن السيطرة على مدينة الطبقة، والتي تعد أحد معاقل تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” ومقرا سابقا لأبرز قادته، ان تشكل خسارة فادحة لمقاتلي التنظيم.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس إن قوات سوريا الديمقراطية “باتت على بعد مئات الامتار من مدينة الطبقة” بعدما تقدمت ليلا وسيطرت على ضاحية الاسكندرية جنوب شرق المدينة، وضاحية عايد الصغير الى جنوب الغرب منها.
ويدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن بالغارات والمستشارين قوات سوريا الديمقراطية (تحالف فصائل عربية وكردية) في عملياتها العسكرية.
واكد مصدر عسكري في قوات سوريا الديموقراطية لفرانس برس السيطرة على الضاحيتين في اطار عملية عسكرية بدأت مساء الجمعة.
واشار إلى أن “الاشتباكات حاليا على اشدها”، موضحا أن قوات سوريا الديمقراطية “تسعى لاقتحام اولى احياء الطبقة في الجهتين الشرقية والغربية، والتضييق على مسلحي داعش في المدينة”.
وتبعد مدينة الطبقة على الضفاف الجنوبية لنهر الفرات حوالى 50 كيلومترا غرب مدينة الرقة.
وبدأت معركة الطبقة في 22 اذار/ مارس بانزال بري لقوات أمريكية يرافقها عناصر من قوات سوريا الديمقراطية جنوب نهر الفرات.
وتدور منذ ذلك الحين معارك في محيط المدينة، وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية في بداية الامر من السيطرة على مطار الطبقة العسكري جنوب المدينة قبل ان تطوق المدينة في السابع من نيسان/ ابريل.
وتندرج السيطرة على الطبقة في اطار حملة “غضب الفرات” التي بدأتها قوات سوريا الديمقراطية، بدعم من التحالف الدولي في تشرين الثاني/ نوفمبر لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من مدينة الرقة.
ومنذ بدء العملية، تمكنت تلك القوات من إحراز تقدم نحو الرقة وقطعت كافة طرق الامداد الرئيسية للجهاديين من الجهات الشمالية والغربية والشرقية.
وفي حال سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على مدينة الطبقة، ستتمكن من اكمال طريقها والتقدم باتجاه جنوب الرقة لتطبق بالتالي الحصار على معقل الجهاديين.
وبالاضافة الى مدينة الطبقة، تسعى قوات سوريا الديمقراطية للسيطرة على سد الفرات (سد الطبقة) المحاذي لها من الجهة الشمالية، والذي يعد اكبر سدود سوريا. وتعتمد المحافظات الواقعة في شمال وشرق سوريا بشكل رئيسي عليه لتأمين مياه الشفة لملايين المدنيين ولري مساحات كبيرة من الاراضي الزراعية.
– إجلاء لم يكتمل
وازداد النزاع في سوريا، الذي اندلع بعد موجة احتجاجات ضد النظام في اذار/ مارس العام 2011، تعقيدا على مر السنين مع تدخل اطراف جديدة فيه سورية واقليمية ودولية فضلا عن تصاعد قوة الجهاديين.
واسفر النزاع السوري عن مقتل 320 الف شخص وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها.
وشهدت سوريا خلال سنوات الحرب، والتي تخللها حصار الكثير من المناطق من قبل كافة اطراف النزاع، عمليات إجلاء عدة شملت عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين وخصوصا من معاقل الفصائل المعارضة.
وجرى الجمعة اجلاء 5000 شخص بينهم 1300 مقاتل موال للنظام من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في ادلب (شمال غرب) و2200 ضمنهم نحو 400 مقاتل معارض من بلدتي مضايا والزبداني قرب دمشق، بحسب المرصد.
وتأتي عملية الاجلاء هذه ضمن اتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة برعاية إيران أبرز حلفاء دمشق وقطر الداعمة للمعارضة.
وكان من المفترض ان تتوجه قافلات الفوعة وكفريا الى مدينة حلب ومنها الى محافظات تسيطر عليها قوات النظام، على ان تذهب حافلات مضايا والزبداني الى محافظة ادلب، ابرز معاقل الفصائل المعارضة والجهادية.
– “ان تقتلع من جذورك”
لكن بعد اكثر من 30 ساعة على وصولهم الى منطقة الراشدين التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة غرب حلب، لا تزال قوافل الفوعة وكفريا تنتظر اكمال طريقها.
كما تنتظر حافلات مضايا والزبداني منذ أكثر من 15 ساعة في منطقة الراموسة التي تسيطر عليها قوات النظام غرب حلب ايضا.
وبحسب المرصد السوري ومصدر في الفصائل فان التأخير ناتج عن خلاف حول عدد الذين تم اجلاؤهم من الفوعة وكفريا.
وكان من المفترض أن يتم إجلاء ثمانية آلاف شخص، بينهم الفا مقاتل موال من الفوعة وكفريا ضمن المرحلة الاولى من الاتفاق، وفق المرصد السوري.
ومن المفترض بموجب الاتفاق ان يتم على مرحلتين اجلاء جميع سكان الفوعة وكفريا الذين يقدر عددهم بـ16 الف شخص، مقابل خروج من يرغب من سكان مضايا والزبداني.
وتمت عملية الإجلاء وسط حالة من الحزن والخوف من المجهول سيطرت على هؤلاء الذي تركوا بلداتهم.
واثناء انتظاره إلى جانب الآلاف في منطقة الراشدين، قال الطبيب البيطري جمال نايف من بلدة الفوعة لفرانس برس “انه شعور مرعب أن تقتلع من جذورك وتخرج إلى أرض غير ارضك، وتذهب للعيش في الغربة”.