قوى سياسية عراقية تشيد بمؤتمر رؤساء برلمانات الجوار

مشرق ريسان
حجم الخط
1

بغداد ـ «القدس العربي»: رأت قوى سياسية عراقية، في انعقاد مؤتمر «قمّة بغداد لدول الجوار» استعادة العراق لدوره الريادي في المنطقة، وإمكانية أن يكون ساحة لتلاقي دول المنطقة وليس لتصارعها.
واستضاف العراق السبت قمة لرؤساء برلمانات شارك فيها ممثلون لست دول مجاورة له.
وعقدت القمة تحت شعار «العراق… استقرار وتنمية»، وحضرها رئيس مجلس الشورى السعودي، ورئيس مجلس الأمة الكويتي، ورئيس مجلس الشعب السوري ورئيسا البرلمانين الأردني والتركي، فيما أوفدت إيران النائب علاء الدين بروجردي ممثلا لرئيس مجلس الشورى الذي اعتذر عن عدم المشاركة.
النائب عن تحالف «سائرون»، سكرتير الحزب الشيوعي العراقي، رائد فهمي، قال لـ«القدس العربي»، إن «العراق وكونه قادرا على عقد مثل هكذا قمة تضم دول الجوار الذين كانت لديهم إشكاليات مع العراق طوال الفترة الماضية، هو أمام مرحلة جديدة في ظل استعداد الدول على التعامل مع وضع العراق إيجابياً، بعد نجاحه في الحرب ضد الإرهاب وتحقيق استقرار سياسي».
وأضاف: «الدول ترى أن العراق قادر على لعب دور إيجابي في المنطقة»، معتبراً أن مجيء رؤساء برلمان دول جوار العراق إلى قمة بغداد أنه «رسالة مهمة. العراق اليوم يؤكد إنه ساحة تلتقي بها المصالح، وكونه يمتلك المؤهلات والإمكانات، أن يلعب دوراً مؤثراً للإسهام في إيجاد حلول للمشكلات. العراق اليوم هو عنصر استقرار وليس عنصر توتر».
كذلك، بينت هدى سجاد، النائبة عن ائتلاف «النصر»، بزعامة حيدر العبادي، لـ«القدس العربي»، أن «احتضان بغداد لدول قد تكون مختلفة ومتباينة في الآراء إزاء قضايا متعددة من بينها القضية العراقية، خير دليل على أن بغداد عادت إلى موقعها الريادي الذي ينضم بقية باكورة عمل لاستراتيجيات مستقبلية تحمي الشعوب مما تعرض له الشعب العراقي بشكل أساسي»، مبينة ان «تجربة العراق يجب أن تُدرّس».

تدمير الشعوب

وأضافت: «مثل هكذا قمم يجب أن تُعد بشكل مستمر»، مشددة على أهمية أن «تحضّر قمة بغداد الكثير من السياسات المتبعة لتدمير الشعوب في المنطقة». وتابعت: «من احتضنتهم بغداد هم رؤساء برلمانات، بمعنى أنهم ممثلون لشعوبهم، والشعوب هي التي تلامس المشكلات المتمثلة بالحروب أو الكوارث». أما رئيس برلمان إقليم كردستان «المعزول»، ورئيس كتلة «التغيير» الكردستانية في البرلمان العراقي، يوسف محمد، فأوضح لـ«القدس العربي»، أن «الرسالة الأهم لقمة بغداد هي إنه لا يمكن للعراق أن يكون ساحة لتصارع الدول في المنطقة، بل بالعكس يمكن أن يكون ساحة لتلاقي دول المنطقة». وأكد أن المؤتمر حمل رسالة عراقية تفيد أن «العراق لن يكون جزءاً من صراعات هذه الدول، ولا يمكنه أن يقوم بهذا الدور. كفانا حروباً ولنلتقي لإيجاد الحلول الوسطية للمشكلات في المنطقة».
وأكد رؤساء البرلمانات والمجالس التمثيلية لدول جوار العراق، المجتمعون في بغداد السبت الماضي، وفقاً للبيان الختامي، على «دعم استقرار العراق والحفاظ على وحدة أراضيه ووحدة نسيجه الاجتماعي، بعد أن تحقق نصره الكبير على تنظيم داعش»، معتبرين «استقرار العراق ضروريًّا في استقرار المنطقة، ويساهم في عودته بكلِّ ثُقلهِ السياسي والاقتصادي وموارده البشرية الخلَّاقة إلى محيطه العربي والإقليمي».
كما أكد المجتمعون أن «الانتصار الذي حققه العراق على تنظيم داعش بات يمثل أرضيةً مشتركةً لكلِّ شعوب المنطقة؛ لبدء صفحة جديدة من التعاون والبناء ودعم الحوار المجتمعي، وصولا إلى بناء تفاهمات مشتركة على أسس جديدة في المستقبل تقوم على أساس دعم التنمية والاستثمار وبناء شبكة من العلاقات التكاملية بين شعوبها».
المجتمعون شددوا أيضاً على أهمية «دعم الاعتدال ومحاربة التطرف بكل أشكاله، ولا سيما أن شعوب المنطقة هي من تدفع ثمن التطرف»، بالإضافة إلى أهمية «دعم عملية البناء والإعمار والتنمية في العراق، وتشجيع فرص الاستثمار فيه بمختلف المجالات التعليمية والصحية والصناعية وتكنلوجيا المعلومات والثقافة وحركة التجارة والمال والمناطق الحرة ومرافق الحياة الأخرى، سواء منها في القطاع العام أم الخاص، ودعم إعادة إعمار المدن المحررة من تنظيم داعش، وتأهيل البنى التحتية فيها بما يؤمن توفير فرص عمل لإعادة النازحين إلى مدنهم». كما أأكد البيان الختامي على «دعم العملية السياسية والديمقراطية في العراق بكلِّ مساراتها، والتي أسفرت عن إجراء الانتخابات واستكمال اختيار الرئاسات الثلاث وفق الاستحقاقات الدستورية، بما يضمن مشاركة جميع مكوناته وقواها السياسية؛ لتحقيق مستقبل زاهر لشعب العراق».

تفاهمات واسعة

رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، قال في كلمته خلال المؤتمر: «لم يعد العراق قلقا بشأن سياسة المحاور، بل نحن بصدد بناء علاقات طيبة مع الجميع دون محاباة لطرف أو انحياز لآخر، فما يربطنا هو التواصل الاجتماعي والاقتصادي المشترك». وزاد: «في الوقت الذي يوقع عليه العراق مع إيران، فهو يوقع مذكرات أخرى في العربية السعودية وعلى أعلى المستويات، إضافة إلى علاقات عراقية كويتية مهمة، وتفاهمات واسعة ومهمة بعد أن كانت الكويت منطلق مؤتمر إعادة إعمار العراق، كما أن العلاقات العراقية التركية اليوم في أفضل مستوياتها، ولدينا خطط واعدة مع أنقرة سيتم الشروع بها قريبا وهي تتقدم بشكل واعد». وأشار إلى أن «هنالك انفتاحا مع العربية السورية، وهنالك تفاهمات مهمة لفتح المعبر الحدودي مع اتفاقات وتفاهمات مع الأردن».
في السياق، أكد رئيس مجلس الشورى السعودي، عبد الله آل الشيخ، خلال المؤتمر، «إننا نجتمع في هذه القمة التي نحتفل فيها بانتصار العراق على الإرهاب وداعش والذي ساهمت بلادنا ضمن التحالف الدولي للقضاء عليه»، مشيراً إلى «أننا نسخر الجهود للقضاء على مظاهر الإرهاب وسن القوانين التي تجرم العمليات الإرهابية بكافة أنواعها ووضع قوائم بالمنظمات الإرهابية وأفرادها وفضحها وفضح أساليبها».
أما رئيس مجلس الأمة الكويتي، مرزوق الغانم، فاعتبر أن المؤتمر «يعطي بادرة أمل للدخول في عصر الاستقرار والسلم، وأن الصراعات ليست أساسا كما يحاول البعض أن يشيع».
وتابع: «مع عراق مستقر كونه مفتاح استقرار المنطقة، فهو مطل على الشام والخليج والأناضول وبلاد فارس وهو في قلب المنطقة الشرق أوسطية»، مبديا استعداد «برلمان الكويت بالتعاون مع جميع البرلمانات إلى تشريع قوانين تخدم أمن المنطقة التي تعبت من القتال والصراع».
كذلك،، رأى رئيس مجلس النواب التركي مصطفى شنتوب، أن المؤتمر «مصدر قوة للجميع في المنطقة، إضافة إلى أن هذا الاجتماع سينتج عنه تطوير كافة العلاقات بين الدولة الحاضرة في الاجتماع».
وأضاف أن «المساعدات التي قدمناها للعراق لغرض الحفاظ على أمن واستقرار ووحدته والحفاظ على قوته، ولن يتوقف دعمنا للعراق».
وتابع: «قدمنا دعما ماليا للعراق بخمسة مليارات دولار في مؤتمر الدول المانحة و500 مليون دولار أخرى تم منحها لجهود الإعمار»، مبينا إننا «نقف بوجه كل التحديات التي تشكل تهديدا لاستقرار العراق ومنها إرهاب داعش الإرهابي، ونحن مستعدون لتقديم كل الدعم للعراق إقليميا وعالميا ليكون العراق منطلق السلام وإنهاء الحروب والصراعات فيه».
كذلك، قال رئيس مجلس النواب الأردني، عاطف الطراونة: «أننا بأمس الحاجة اليوم لفتح آفاق التعاون بيننا مدركين لحجم التحديات، ولن يفيدنا أن نقفل ابوابنا على أنفسنا تاركين ابواب التكامل التي تسد الجبهات والثغرات»، مضيفاً: «من هذا المنطلق علينا التوافق على بناء الاولويات للتنبه للتحديات والظلم على المنطقة من استمرار الانتهاك الصهيوني للفلسطينيين واغتصاب الأرض والتجاوز على رمز بيت المقدس».
أما رئيس مجلس الشعب السوري حمودة يوسف ضباغ، فأشار في كلمته إلى أن «هذا اللقاء يختلف عن السابقات لأن هذه المرحلة مرحلة مصيرية، ولأن صراعنا هو صراع بقاء فإن وجودنا بقوة شعوبنا ونؤكد على تنسيق الجهود البرمانية وتوطيدها كي نسهم جميعا في تقوية أنفسنا»، مؤكدا أن «سوريا مع العراق ونجاح وسلامة العراق هي سلامتنا وقوتنا ووجودنا واحد وعدونا واحد وإرادتنا واحدة في مواجهة الارهاب».
في حين، قال عضو مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، في كلمته في المؤتمر الذي مثّل فيه علي لاريجاني بعد اعتذاره، أن «تقديم المساعدات الاستشارية لحكومة العراق وشعبه وهذا خير دليل على حرص إيران على استقرار امن المنطقة وإنها تمتعت بالمسؤولية لحماية أمن المنطقة».
وأضاف: «إيران تدعم استقرار العراق ووحدة أراضيه وأمنه، وفي سياق المساعدات وتنمية الخطط فسوف تستمر في دورها النباء والداعم اقتصاديا كما كانت داعمة سياسيا وامنيا»، مشيراً في الوقت عيّنه إلى ان «التدخل الامريكي والصهيوني والمناوشات المخططة والأزمات المتكررة يمكن اعتبارها اسباب حتمية تحتم عليها ضرورة الاهتمام بتوحيد الجهود الإقليمية لمواجهة الظروف الصعبة التي تؤثر سلبا على الأمن العالمي».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد شهاب أحمد:

    لم أفهم هذه الجملة التي جائت في الخبر :
    أهمية أن «تحضّر قمة بغداد الكثير من السياسات المتبعة لتدمير الشعوب في المنطقة».

إشترك في قائمتنا البريدية