قيمة نتنياهو العليا

حجم الخط
0

أعلن بنيامين نتنياهو تأييده لرؤوبين ريفلين مرشحا لتولي رئاسة الدولة. وسخرت أكثر الصحف منه وزعمت أنه ابتلع ضفدعا مرغما. وورد في الصحيفة التي تعبر عن رأيه فقط أنهم في مقر ريفلين ردوا وقالوا إن «تأييد نتنياهو مهم ونافع في المنافسة».
لست أهلا لأحكم على ميزان الربح والخسارة لمرشح الليكود للرئاسة نتاج تأييد رئيس الوزراء، لكنني أعترف بأن هذا التأييد زاد في ضعضعة الثقة المحدودة التي كانت عندي بصورة اتخاذ رئيس الوزراء للقرارات.
ليس الأمر أمر ريفلين وهو مرشح شرعي ذو هوية محددة جدا. بل الحديث عن نتنياهو فقط. إنني أصدق كلام افيغدور ليبرمان الذي قال إنه خطط مع رئيس الوزراء لصوغ موقف مشترك يعبران في اطاره عن دعم مرشح متفق عليه، وأن اسم ريفلين لم يذكر بصفته مرشحا ممكنا في الاحاديث المشتركة بينهما. يتضح لذلك أن نتنياهو قد تلوى، وهذا التلوي الدائم يميز سلوكه في مواضيع اخرى ايضا أكثر أهمية وليس لها أجل مسمى. وفي هذه الحال تلوى نتنياهو لأنه خشي أن يبقى وحيدا في رفضه. ولم يشأن أن يُمكّن موشيه يعلون من حصد الثمرات فاستقر رأيه على أن يركب مركب الاجماع مع زئيف الكين وجدعون ساعر. والاجماع في قيادة الليكود واضح وهو يعبر عن القيادة أكثر من تعبيره عن الناخبين. إن قيادة الليكود «تعمل» عند المستوطنين، وتطرق أبوابهم وترجو تأييدهم. والمستوطنون من جهتهم أجروا حسابا للنفس وخلصوا الى استنتاج أن السيطرة على ابنة الملك أفضل من النضال في أطر صغيرة، وفهم موشيه فايغلين وداني دنون ذلك وهكذا نشأت صلة كاملة بين مواقف المستوطنين ومواقف الاجماع الليكودي. اذا كان بيبي قفز فوق مركب ريفلين مخالفا ما قاله وآمن به – فمن يضمن لنا ألا يقفز فوق كل مركب مريب يضمن بقاءه؟ فقد أصبح هذا الهدف عنده كما يبدو القيمة العليا التي تشتق قراراته منها.
غدا سيأتي ياريف لفين والكين ودنون ويطلبون تطبيق القانون الاسرائيلي على أكثر مناطق الضفة الغربية. وسيركل بيبي ويغضب في احاديث مغلقة لكنه سيشعر في سريرته بأن بقاءه أهم من الثمن الدولي الذي ستضطر دولة اسرائيل الى دفعه. وسينضم الى المركب أكثر وزراء الليكود وفي مقدمتهم وزير الدفاع وهو ما زال مترددا في رأيه، وحينذاك سيزعم نتنياهو إنه بصفته زعيم الليكود يؤيد المبادرة ويبين في المقابلات التلفزيونية أن الحديث عن رد يهودي فخور على معاداة السامية الطاغية. لا يتوقع من نتنياهو أن يقول ما قاله بن غوريون الذي قال: أنا أفعل ما هو مرغوب للشعب لا ما يريده، وليحكم الشعب علي وقت الانتخابات. لكنني أتوقع من رئيس الوزراء أن يخط خطة ما أو فكرة ما وألا يسد فمه حينما يرفض وزير الاسكان فكرة الدولتين ويفعل ذلك على الملأ وبحضرة نتنياهو. يئس كثيرون من نتنياهو زعيما، لكنه المتحدث المركزي بلسان دولة اسرائيل، ويحق لي باعتباري مواطن الدولة أن أتوقع أن يوجه رئيس الحكومة السياسة الى الجهة التي يؤمن بها. وهذه الجهة قد تكون مناقضة لمواقفي تماما، لكن يجب عليه أن يعبر عن مواقفه هو.
إن تغيير نتنياهو موقفه السريع المتقلب في أمر دعم ريفلين ينصب أمامنا شارة حمراء مظهرا لنا أن البواعث التي تؤثر في اتخاذ نتنياهو للقرارات مستعبدة تماما لقيمة حفظ البقاء المقدسة.

هآرتس 3/6/2014

عوزي برعام

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية