قيود إسرائيلية على مصلّي كنيسة القيامة.. وثيوفيلوس الثالث: رسالة سلبية إلى مسيحيي العالم

حجم الخط
3

القدس – نابلس – قلقيلية – رام الله – “القدس العربي”:

شنّ مستوطنون وقوات احتلالية اليوم الخميس مجموعة من الهجمات والاقتحامات في مناطق متفرقة من مدن الضفة الغربية، غداة احتفالاتهم باليوم الخامس من “عيد الفصح العبري”. ففي مدينة نابلس أغلق مستوطنون الطريق الواصل بين نابلس – قلقيلية، أمام المواطنين، وسط أعمال عربدة واستفزاز.

وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، في حديث صحافي، إن مجموعة من المستوطنين أغلقت الطريق الواصل بين قلقيلية ونابلس، قرب مفرق بلدة “جيت”، وسط استهداف ومنع المواطنين من التنقل. وأضاف أن هناك تصاعداً في اعتداءات المستوطنين واستهدافهم للمواطنين وممتلكاتهم، إضافة الى الاقتحامات المتكررة للبلدات والقرى الفلسطينية.

وفي السياق اقتحم عشرات المستوطنين موقع “برناط” الأثري فوق قمة جبل عيبال في نابلس. حيث قال دغلس إن عشرات المستوطنين اقتحموا الموقع المذكور لإقامة احتفالات لمناسبة “عيد الفصح” العبري، وسط إغلاق لبعض مفارق الطرق المؤدية للمنطقة، وذلك بعد يوم من اقتحام جبل القبيبات في برقة شمال غرب نابلس. وأضاف أن المستوطنين يدّعون وجود “مذبح” فوق قمة جبل عيبال، في محاولة لفرض أمر واقع لأطماعهم الاستيطانية، مؤكداً أن المستوطنين حاولوا أكثر من مرة إقامة بؤرة استيطانية في المنطقة، إلا أن الأهالي أفشلوا ذلك.

واقتحمت مجموعات من المستوطنون منطقة نبع قريوت جنوب مدينة نابلس من أجل تأدية صلوات دينية. وأفاد الناشط الميداني بشار قريوتي بأن مستوطنين اقتحموا النبع بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأدوا طقوسا تلمودية عنده، مضيفا أن المستوطنين كثفوا خلال الشهرين الماضيين من اقتحاماتهم للنبع، وحطموا قفل بابه وخلعوا السياج المحيط به، ولوثوا المياه المخصصة للشرب والزراعة بمواد مجهولة تسبَّبت برائحة كريهة.

كما منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم الخميس، المواطنين من مغادرة بلدة رامين شرق طولكرم أو الدخول إليها. وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال أغلقت مدخل القرية الغربي، ومنعت مركبات المواطنين من المرور بعد إيقافها وتفتيشها والتدقيق في هويات ركابها.

وفي مدينة رام الله اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بلدة بيتونيا، غرب مدينة رام الله حيث اندلعت مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال، الذين أطلقوا باتجاههم قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ولم يبلغ عن وقوع إصابات. كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية العيساوية، شمال شرق القدس المحتلة حيث دارات مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، التي أطلقت باتجاههم قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، دون أن يبلغ عن اعتقالات.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الفتى دجانة عطون قرب باب المجلس أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك. كما حولت محكمة الاحتلال 3 معتقلين من القدس للاعتقال الإداري، بقرار من وزير جيش الاحتلال، وهم محمد البكري لمدة ثلاثة أشهر، وخالد السخن لثلاثة أشهر، ومحمود غيث لشهرين.

مسّ بحرية العبادة

بدوره حذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، من خطورة القرار الإسرائيلي بفرض قيود على دخول المصلين المسيحيين إلى كنيسة القيامة. وقال في بيان صحافي إن هذا القرار يأتي استكمالاً للسياسة الإسرائيلية التصعيدية ضد مدينة القدس ومقدساتها، ومتزامنة مع الاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى المبارك من قبل المتطرفين اليهود بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف أن هذا القرار يعتبر بمثابة تحدٍ سافر وخطير على الأديان السماوية ومقدساتها، الأمر الذي يشكل استفزازاً واستهتاراً بكل القيم الإنسانية والدينية. وتابع أبو ردينة قائلاً إن هذا التضييق على التواجد الإسلامي – المسيحي يعتبر بمثابة حرب على الشعب الفلسطيني والقدس ومقدساتها، وهو بمثابة خرق آخر للستاتيسكو التاريخي القائم في المدينة المقدسة. وجدد الناطق الرسمي باسم الرئاسة، التأكيد على أن كل الإجراءات الإسرائيلية، سواء في المسجد الأقصى المبارك او كنيسة القيامة أو غيرها من الأماكن الدينية المقدسة، مرفوضة ومدانة وغير شرعية، وهي مخالفة للقانون الدولي الذي يعترف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، وفق قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال إن القيادة الفلسطينية تطالب الأطراف الدولية بتحمل مسؤولياتها تجاه وقف هذه الخروقات الإسرائيلية التي تمس بقدسية المكان وحرية العبادة.

وقال بطريرك الروم الأرثوذكس في الأراضي المقدسة ثيوفيلوس الثالث إنه لا يوجد أي تفسير لقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحديد عدد المصلين في كنيسة القيامة في مدينة القدس المحتلة. وأضاف في حديث صحافي أنه “لا یوجد تفسير منطقي لتضییق الشرطة الإسرائيلية على المصلين يوم سبت النور، وبالتالي منع عشرات آلاف المسیحیین من ممارسة حقھم الطبیعي والمكفول بالقوانین والشرائع والاتفاقیات الدولیة بممارسة شعائرھم الدینیة بحریة”.

بطريرك الروم الأرثوذكس: موقفنا من حق حریة ممارسة العبادة هو موقف مبدئي ینطبق على إخوتنا المسلمین أیضاً، وما یجري هذه الأیام من أحداث عنیفة في الحرم القدسي الشریف ومحیطه يؤرقنا، ويدفعنا للمزید من العمل لتحقیق العدالة

وتابع: “القرار یعتبر رسالة سلبیة موجھة لمسیحيي العالم، وموقفنا من حق حریة ممارسة العبادة ھو موقف مبدئي ینطبق على إخوتنا المسلمین ایضاً، وما یجري ھذه الأیام من أحداث عنیفة في الحرم القدسي الشریف ومحیطه يؤرقنا، ويدفعنا للمزید من العمل لتحقیق العدالة”.

وأضاف أن القرارات الصادرة بحق المقدسات الإسلامية والمسیحیة ھي قرارات تتناقض مع الوضع القانوني والتاریخي القائم في القدس، وتُشكل تحدياً مرفوضاً للوصایة الھاشمیة على المقدسات الإسلامیة والمسیحیة في المدينة المحتلة.

وأكد أن ھذا “القرار یأتي في سیاق نھج سیاسات نتج عنھا خلق بیئة طاردة للمسیحیین من الأراضي المقدسة، وخاصة في مدینتنا المقدسة، وأن بطریركیة الروم الأرثوذكس المقدسیة تصارع من أجل الحفاظ على فسیفساء مدینة القدس وتنوعھا الحضاري والدیني، في الوقت الذي تعمل فيه منظمات وجمعیات صھیونیة متطرفة على النیل من ھذا التنوع، ومعركة الحفاظ على عقارات باب الخلیل أوضح مثال على ذلك”.

تهويد المقدسات

كما أدان مجلس الطائفة الأرثوذكسية في الناصرة قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بفرض قيود على كنيسة القيامة يوم سبت النور، بشكل يمنع آلاف المصلين والمحتفلين من الوصول إليها. وقال مجلس الطائفة في بيان له، “إنه لا أساس لقرار الاحتلال بتحديد عدد المصلين في كنيسة القيامة وفي ساحتها ومحيطها، سوى أنه يسعى إلى تضييق الخناق على الكنيسة، في إطار تضييق الخناق على القدس الشرقية المحتلة”.

ودعا رئيس دائرة القدس، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عدنان الحسيني، العالمين الإسلامي والمسيحي للتحرك العاجل لإفشال تهويد المقدسات الإسلامية. وندد بتقييد حرية وصول المسيحيين للمشاركة بسبت النور، موضحاً أن سلطات الاحتلال تمضي بقوة في إجراءاتها التهويدية للمقدسات الدينية والالتفاف على الوضع التاريخي القائم منذ احتلال الرابع من يونيو/حزيران 1967، ومحو الصبغة الإسلامية المسيحية للمدينة المقدسة والتحكم بالوجود العربي فيها.

وأكد الحسيني أن تمادي سلطات الاحتلال في ممارساتها بانتهاك حرمة المقدسات الدينية في مدينة القدس، وسائر أراضي دولة فلسطين المحتلة، والاعتداء على المصلين وانتهاك حرية العبادة ومنع المصلين مسلمين ومسيحيين من الوصول إلى أماكنهم المقدسة وأداء العبادة فيها، يشكل انتهاكاً صارخا لحقوق ممارسة الشعائر الدينية التي كفلتها الشرائع والمواثيق والقوانين الدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ميساء:

    دويلة الاحتلال الصهيوني الاسرائيلي العنصري البغيض تريد أن تستفرد بالأقصى المبارك و كنيسة القيامة،. ألا أقام الله نهايتها يارب العالمين

  2. يقول حازم الهنيدي / السويد:

    كلمات من القلب الي بطريرك الروم الأرثوذكس في الأراضي المقدسة ثيوفيلوس الثالث والي حاخام إسرائيل الأكبر يتسحاق يوسف… هل تعرضت يوما ما ان أماكن العبادة تعرضت للتدريس من قبل المسلمين ؟ لا .. لا
    فلماذا وبأي حق يدنس المسجد الأقصى من هؤلاء …. لا اريد الكتابة أكثر من ذلك … الارض أرضنا… والمسجد الأقصى مسجدنا ، وكنيسة القيامة كنيستنا… اما انتم ابحثوا عن مكان آخر لممارسة طقوستم الدينية.
    ماهو موقفكم من مولد أبو حصيرة بمحافظة البحيرة.
    هل لديكم الجرأة لفعل ذلك بمصر …

  3. يقول سامي ابو راشد:

    الا لعنة الله على إسرائيل

إشترك في قائمتنا البريدية