كأس آسيا تنتظر مربعا ذهبيا ناريا

حجم الخط
1

أبو ظبي : بعد 48 مباراة على مدار ثلاثة أسابيع ، وصلت بطولة كأس آسيا 2019 لكرة القدم في الإمارات إلى محطتها قبل الأخيرة بمباراتين مثيرتين في المربع الذهبي للبطولة يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين.
وأسفرت فعاليات دور الثمانية عن وصول منتخبات اليابان وإيران والإمارات وقطر إلى المربع الذهبي حيث يلتقي المنتخبان الياباني والإيراني بعد غد الاثنين على ملعب “هزاع بن زايد” في العين فيما يلتقي المنتخبان الإماراتي والقطري في مواجهة عربية ذات طابع خاص على ملعب “محمد بن زايد” في نادي الجزيرة بأبو ظبي يوم الثلاثاء المقبل.
وفيما تتسم المباراة بين المنتخبين الإيراني والياباني بأنها مواجهة بين عملاقين ومرشحين بقوة لإحراز اللقب، لا تخلو المباراة الأخرى بين المنتخبين الإماراتي والقطري من الإثارة في ظل الموقف السياسي والدبلوماسي والاقتصادي المتأزم بين البلدين.
وكان تأهل المنتخبين الإيراني والياباني إلى هذه المرحلة شيئا متوقعا كون الأول هو متصدر المنتخبات الأسيوية في التصنيف العالمي لمنتخبات كرة القدم الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) والفائز بلقب البطولة ثلاث مرات سابقة وإن كان آخرها في 1976 فيما يبرز الثاني كأكثر المنتخبات فوزا باللقب الأسيوي برصيد أربعة ألقاب.
ولكن المفاجأة كانت في تأهل المنتخبين الآخرين الإماراتي والقطري حيث شهدت الفترة الماضية عددا من المشاكل للمنتخب الإماراتي (الأبيض) مثل عدم الاستقرار الفني بعد رحيل المدرب الوطني مهدي علي عن تدريب الفريق وإسناد المهمة للأرجنتيني إدجاردو باوزا ثم للإيطالي ألبرتز زاكيروني في فترة وجيزة ما حرم الفريق من الاستعداد بقوة للبطولة كما عانى الفريق من غياب نجمه البارز عمر عبد الرحمن (عموري) عن هذه البطولة نظرا لإصابته بقطع في الرباط الصليبي خلال مشاركته مع المنتخب.
وإضافة لهذا، عانى أحمد خليل مهاجم المنتخب الإماراتي من الإصابات في الفترة الماضية وابتعد عن التشكيلة الأساسية في ناديه وكذلك في المنتخب فيما عانى الفريق بشكل عام تحت قيادة زاكيروني من مشاكل في هز شباك المنافس.
ورغم هذا، فاجأ المنتخب الإماراتي الجميع بانطلاقته الناجحة حتى وصل إلى المربع الذهبي بالفوز على نظيره الأسترالي حامل اللقب 1 / صفر مساء أمس الجمعة في دور الثمانية للبطولة.
وفي المقابل، لم يكن المنتخب القطري (العنابي) ضمن المرشحين بقوة لبلوغ المربع الذهبي في هذه النسخة لكن أداء الفريق كان مفاجأة للجميع.
ويلتقي الفائزان من مباراتي المربع الذهبي في النهائي الذي يقام يوم الجمعة المقبل على استاد “مدينة زايد الرياضية” في أبو ظبي فيما يحزم الخاسران الحقائب للعودة إلى بلديهما سريعا في ظل إلغاء مباراة تحديد المركز الثالث التي كانت موجودة في النسخ الماضية.
وواصل العنابي مفاجآته في البطولة بالفووز 1 / صفر على كوريا الجنوبية ليكون الفوز الخامس على التوالي في خمس مباريات خاضها بالبطولة علما بأن شباكه لم تهتز حتى الآن.
ويغيب عن صفوف العنابي في مباراة المربع الذهبي اللاعبان عبد العزيز حاتم وبسام الراو للإيقاف بسبب الإنذارات فيما يعود عبد الكريم حسن وعاصم ماديبو لصفوف الفريق.
وقال الإسباني فيليكس سانشيز المدير الفني للعنابي : “ليست معجزة. أعتقد أن الفريق استحق هذا” في إشارة لتقدم الفريق في البطولة حتى بلغ المربع الذهبي.
وأوضح: “الفريق قدم أداء جيدا وكل الانتصارات كانت مستحقة”.
واستفاد الأبيض كثيرا من المساندة الجماهيرية في مباراة الأمس التي أطاح فيها بالمنتخب الأسترالي حامل اللقب ليكرر ما فعله في النسخة الماضية عام 2015 بأستراليا عندما أطاح بالمنتخب الياباني من دور الثمانية أيضا علما بأنه كان حامل اللقب وقتها.
وقال زاكيروني : “المنتخب الإماراتي أظهر شخصيته الرائعة… شخصية بطل” لكنه اعترف بحاجته للاستعداد مجددا للمواجهة القطرية.
وأوضح: “لم أفكر في المواجهة مع قطر. نتعامل مع المباريات خطوة بخطوة… ليس لدي الوقت الكافي لدراسة مباراة يوم الثلاثاء. ستكون مباراة مختلفة ولها معطياتها الخاصة”.
وما يضاعف من حجم التحدي الذي يواجهه الأبيض بقيادة زاكيروني أن الفريق يبدو مهددا بفقدان اللاعبين محمد غريب وفارس جمعة للإصابة فيما يعود لصفوف الفريق اللاعب خميس إسماعيل بعد انتهاء إيقافه.
وفرض المنتخب الياباني (محاربو الساموراي) سطوته على بطولات كأس آسيا في آخر ثلاثة عقود حيث توج بلقب البطولة أربع مرات كان أولها في 1992 وأحدثها في 2011 .
ورغم عدم ظهوره في النسخة الحالية بالمستوى اللائق، شق المنتخب الياباني طريقه بنجاح إلى المربع الذهبي.
وقال هاجيمي مورياسو المدير الفني للفريق: “خوض مباريات صعبة وقوية والفوز في الأدوار الإقصائية يعزز ثقة اللاعبين ويؤدي أيضا لتطور مستوى اللاعبين والفريق”.
وتولى مورياسو تدريب المنتخب الياباني بعد بطولة كأس العالم 2018 بروسيا وبهدف إعادة بناء الفريق.
وحقق المنتخب الياباني رقما قياسيا في البطولة الحالية بتحقيق خمسة انتصارات متتالية بفارق هدف واحد فقط عن جميع منافسيه في هذه المباريات.
ولكن هذا الفارق الهزيل للفوز يعني أن الفريق سيعاني في مواجهة نظيره الإيراني الذي تأهل بجدارة لهذا الدور.
ورغم الانتقادات التي يتعرض لها في كل مرة، لم يكف البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني للمنتخب الإيراني عن محاولة وضع فريقه بعيدا عن دائرة المرشحين لتقليص الضغوط الواقعة على اللاعبين.
وبخلاف تعادله السلبي مع المنتخب العراقي في الجولة الثالثة من مباريات مجموعته في الدور الأول للبطولة، حقق المنتخب الإيراني أربعة انتصارات 5 / صفر و2 / صفر و2 / صفر و3 / صفر في باقي مبارياته والتي كان أحدثها الفوز الكبير 3 / صفر على نظيره الصيني في دور الثمانية.
وقال كيروش : “هناك ثلاثة مرشحين فقط للفوز بهذه المسابقة وهم منتخبات اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا… بالنسبة لنا ، وضعنا ضمن المرشحين ليس صائبا”.
ولكن كيروش ليس الأول أو الوحيد من المدربين الذي يقلل من فرص فريقه بهذا الشكل من أجل تقليص الضغوط على لاعبيه.
وقد يكون هذا التصرف من كيروش مفهوما في ظل حاجة الفريق الماسة للفوز بلقب البطولة الغائب عنه منذ 43 عاما.
وحذر كيروش قائلا: “ما قدمناه أمام الصين لن يجدي في مواجهة اليابان. ولهذا، علينا أن نتأكد من تطور مستوانا مباراة بعد الأخرى”.
ويفتقد المنتخب الإيراني في هذه المباراة بعد غد جهود لاعبه مهدي طارمي للإيقاف بسبب الإنذارات. (د ب أ)

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول شريف المحمدي:

    كلنا قطر حتى تنتصر على حصار العار

إشترك في قائمتنا البريدية