واشنطن: عندما اختار جو بايدن، مرشح الرئاسة عام 2020، كامالا هاريس لتكون مرشحة كنائبة له، انضمّت هاريس على الفور إلى القائمة الموجزة للرؤساء المحتملين في المستقبل. وعندما فاز بايدن وهاريس في انتخابات 2020، أصبحت هاريس، ربما، الأكثر ترجيحاً لخلافة بايدن كحاملة للواء الديمقراطي.
ويقول هاريسون كاس، الكاتب الأمريكي في المجال العسكري والأمن القومي، في تقرير نشرته مجلة “ناشونال إنتريست” الأمريكية إنه من المؤكد أن هاريس لم تكن مطلقاً شيئاً مؤكداً، ولكن نواب الرؤساء لديهم فرصة سريعة لأن يصبحوا رؤساء. فقط لنسأل عن ذلك جو بايدن، أو جورج دبليو بوش، أو جيرالد فورد، أو ريتشارد نيكسون، أو ليندون بي.جونسون أو هاري ترومان.
هاريس تخدم رئيساً يبدو كهيكل عظمي، غالباً ما يتمتم ويبحث عن الكلمات
ويضيف كاس أن هاريس كانت أكثر حظاً عندما اختارها بايدن. ففي ذلك الوقت، كانت هاريس أساساً في حالة إحباط، ومستبعدة تماماً عمّا يدور من حديث بشأن الرئاسة. وكانت هاريس السيناتور عن ولاية كاليفورنيا تلعق جراحها عندما انتهت الحملة الرئاسية التي تم الإعلان عنها في وقت من الأوقات دون جدوى، بسبب الافتقار إلى المال، والانخفاض الشديد في عدد المشاركين في التصويت. لكن بايدن قام بإحياء هاريس، ودفع بها إلى صدارة القائمة الموجزة.
والآن، حيث بايدن يعاني، من الواضح، من تدهور عقلي وبدني، وهو أكبر الرؤساء سناً حتى الآن، أصبح لدور هاريس، كنائب للرئيس، أهمية متزايدة. وبطبيعة الحال، فإن أي نائب رئيس على وشك أن يصبح الرئيس دائماً.
ولكن كامالا هاريس تبدو أكثر قرباً من ذلك، بالمقارنة بآل جور أو جو بايدن، على سبيل المثال، اللذين بدا الرئيسان لهما يتمتعان بصحة جيدة للغاية، ويتمتعان بحيوية كاملة بكل تأكيد. ومن ناحية أخرى، فإن هاريس تخدم رئيساً يبدو كهيكل عظمي، غالباً ما يتمتم ويبحث عن الكلمات.
إن بايدن كبير السن. وهاريس هي النائبة له التي يمكن أن تحل محله، ما يدعو الكثيرين إلى طرح سؤال عملي وهو: كيف ستكون رئاسة كامالا هاريس؟
يقول كاس: “أشعر بأن كامالا هاريس، مثل معظم السياسيين، سوف تعدل سياساتها وأهدافها لتناسب الاتجاه العام، ما يجعل تقييم أي رئاسة محتملة لهاريس أكثر صعوبة مما لو كانت مثلاً تعمل وفق مجموعة مبادىء صارمة”.
وأضاف: “وكما قلت، فإن معظم السياسيين مرنون. ولا أقول إن هاريس ذات نوع خاص من المرونة. فلننظر إلى تطور موقف رئيس هاريس، جو بايدن، بالنسبة لقضية الهجرة. فقد اتخذ بايدن موقفاً متشدداً بالنسبة للهجرة، وفقاً لتشدّد الرأي العام إزاءها. ومن المرجح أن هاريس سوف تتبع نفس الأسلوب”.
وقال كاس إنه بصرف النظر عن سماحها بتقلّبات عامة، عند الضرورة، فإنه يُشكّ في أن هاريس ستكون في الغالب ديمقراطية ملتزمة بالوضع الراهن. ويعني هذا أنه من المرجح أن تتبنى هاريس سياسة خارجية تؤيد التدخل؛ و برنامجاً مؤيداً للأعمال التجارية (وهو ما كان مرتبطاً بحديث كثير عن تعزيز أحوال الطبقة المتوسطة وإنقاذ الناس من دائرة الفقر)؛ وتأكيداً شديداً على المساواة العرقية وبين الجنسين. وما بعد ذلك معروف.
كانت هاريس، السيناتور عن ولاية كاليفورنيا، تلعق جراحها عندما انتهت الحملة الرئاسية التي أعلن عنها في وقت من الأوقات دون جدوى، بسبب الافتقار إلى المال، وانخفاض المصوّتين، لكن بايدن قام بإحياء هاريس
فالحديث كثير عن حدوث تغيير جارف، ونعم، نحن نستطيع، لكن بدون قدر كبير من الشغف أو التحديد.
وداخلياً، من المحتمل أن تكون أي رئاسة لكامالا هاريس مثلما هي عليه وهي نائبة للرئيس، حيث تتبع أسلوباً محموماً شهد الكثير من تغيير العاملين معها. وربما يكون لهاريس مدير مكتب، أو أن تصبح مثل مدير مكتب، أو كلا الأمرين، وسيشهد العاملون معها قدراً أقل من عمليات التغيير وسيتمتّعون بروح معنوية عالية.
وأوضح كاس أن هاريس، مثل رئيسها، لا تتمتع بشعبية عامة، أو بحسن الظن فيهما. وافتقار هاريس للشعبية، وأداؤها دون المستوى في منصبها، يدفع الكثيرين للشعور بالقلق إزاء احتمال أن تصبح رئيسة للبلاد.
واختتم كاس تقريره بقوله إن هاريس قد لا تصبح رئيسة على الإطلاق. ولكن في الوقت الحالي، ما زالت هاريس واحدة من الأشخاص الأكثر احتمالاً لخلافة بايدن.
(د ب ا)