الناصرة- “القدس العربي”: يقول الشاعر والكاتب الإسرائيلي حاييم غوري في افتتاحية مقال كتبه عام 2014، قبل أربع سنوات من وفاته: “الآن وشمسي تغرب، أُكثر من التفكير حول الهوية اليهودية في أرض إسرائيل، في دولة إسرائيل. مشكلة الهوية لا تتركنا حتى بعد 67 عاما على الاستقلال”.
ولد غوري عام 1923 في تل أبيب، وهو شاعر وكاتب عبري، من طلائعيي القوى العسكرية الضاربة في الهاغاناه (البالماخ). قام بنشر العشرات من المقالات في عدة صحف عبرية منها (دافار) و(لا مرحاف)، وكان من المشاركين في إقامة “الحركة من أجل أرض إسرائيل الكاملة”. وكانت له تدخلات في الشؤون السياسية، مثل دعوته الحماسية لإقامة حكومة الوحدة الوطنية عام 1984. وشارك عام 1994 في إقامة حزب الطريق الثالث، ولكنه استقال منه لاحقا.
يتطرق غوري في مقاله لمكانة ما يعرف بـ”وثيقة استقلال إسرائيل” المكتوبة عام 1948، التي تعتبر نصا مؤسسا للهوية الإسرائيلية في الحاضر الثقافي والسياسي. يرد المقال في كتاب إسرائيلي جديد بعنوان “وثيقة الاستقلال مع تلمود إسرائيلي”. سيصدر الكتاب قريبا جدا عن دار النشر “يديعوت أحرونوت”، وبمبادرة “الحركة ليهودية اجتماعية”، بمشاركة 160 كاتبا ومفكرا يتداولون “وثيقة الاستقلال” من منظار القضايا الملتهبة التي تشغل الأجندة الإسرائيلية اليوم.
ويقول غوري إنه مع إعلان الاستقلال عام 1948 أخلى المصطلح “عبري” مكانه لصالح المصطلح “إسرائيلي”. ويتابع: “تحولنا لإسرائيليين، وعلى الأقل القسم العلماني منا رأى ذاته إسرائيليا، أما المتدينون فبقوا حتى الآن يهودا. خسارة أن وثيقة الاستقلال لا تدرس في المدارس شفاهة ففيها يلتقي كل الوقت المصطلحان “يهودي” و”عبري”، وكم هو جميل هذا اللقاء في هذه الوثيقة التي تقدم فيها إسرائيل المولودة بالدم والنار يد السلام لأعدائها العرب، وتعد بإخوة شعوب وحقوق مدنية متساوية”.
ويقول غوري إن “سنوات كثيرة مرت والبلاد ما زالت تنزف بسبب الحروب التي حلت بها منذ 1948، والشعب في إسرائيل منقسم حول جوهر الصراع الخبيث بين شعبي البلاد، والسؤال كيف نضع له حدا؟”. وفي رده على السؤال، يرى غوري أنه “بدون تسوية في المستقبل المنظور سيزداد عدد المشاركين في البكاء من أحفاد الأخوين إسحق وإسماعيل”.
انقسامات خطيرة
ويضيف: “للأسف الحرب بين الحركتين الوطنيتين تحولت لحرب دينية في البلاد والمنطقة، بل انتشرت للعالم كله”. ويقول إنه “علاوة على ذلك، تضاف ظواهر عدائية وإدانة وتهديدات بالمقاطعة لدى بعض الشعوب المتحضرة التي ترى إسرائيل مذنبة”. ويضيف: “من أعالي عمري في العقد التاسع وكابن هذه البلاد أنا شاهد على مشاهد وأصوات لا تصدق، وبشكل أساسي أسمع وثيقة الاستقلال تصرخ وصوتها غير مسموع أو يمر وسط لامبالاة. الشعب الإسرائيلي يتشظى بانقسامات حادة تستصعب يوما عن يوم أن يقاتل وتستصعب صناعة السلام”.
ويرى غوري أن الإسرائيليين يحسنون صنعا إن تحركوا على أرض الواقع لا خارجه، لافتا إلى أن هذه طريق الصهيونية منذ “عودة صهيون”. ويتابع: “يحسن الإسرائيليون فعلا إن عادوا لقراءة وثيقة الاستقلال. أنا أسمع صرختها”.
وتنوه دار النشر “يديعوت أحرونوت” إلى أن المبادرة لوضع هذا الكتاب تأتي من رحم شعور المبادرين بأن هذه الوثيقة التاريخية المؤسسة “وثيقة الاستقلال” لا تحظى بمكانتها المستحقة رغم أنها حازت على توافق واسع من قبل الإسرائيليين.
ويعرض كُتّاب المقالات في هذا الكتاب الجديد رؤى ومواقف مختلفة بدون فارق قومي وديني وسياسي. وينتمي الكتاب لأوساط علمانية ودينية ويسارية ويمينية، من يهود وغير يهود، ورجال تربية وفكر وفنانين. ويتطرق كل مقال لواحدة من الفقرات الـ19 في نص “وثيقة الاستقلال” في محاولة لإيجاد روابط بين حلم الشعب اليهودي وقتها واليوم.
من بين كتّاب المقالات في الكتاب: الأدباء أ. ب. يهوشع، وأرييه إلداد، وعودة بشارات، ممن يتناولون القضايا الحارقة في إسرائيل: “مكانة المحكمة العليا، الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، الموازنة بين اليهودية والديموقراطية”. ومعا يغوصون في نص “وثيقة الاستقلال” التي تحوي الرواية القومية لإسرائيل، وذلك من أجل فهم حاضرها ورؤية مستقبلها.
سنسدد الثمن بدولة ثنائية القومية
في مقاله، يوضح الكاتب الأديب أ. ب يهوشع أن اليهود تم إجلاؤهم في “خراب الهيكل الأول”، لكنهم أجلوا أنفسهم طواعية في “خراب الهيكل الثاني”، منوها إلى أن اليهود نجحوا بالاحتفاظ بهويتهم بدون أن يقيموا في بلادهم، وذلك من خلال تأملها في مخيالهم وفي صلواتهم على أمل عودتهم إليها.
كما يقول إن معظم المفكرين اليهود من متدينين وعلمانيين حولوا الاشتياق للخلاص وللعودة للبلاد والعلاقات الروحانية معها إلى مهرجان بحد ذاته، لم يفضِ لعودة أي يهودي لها، رغم أن الفرصة كانت متاحة للعودة لـ”أرض إسرائيل” بدون مانع في معظم الفترات التاريخية منذ “خراب الهيكل الثاني”.
ويتابع: “في صلواتهم كان اليهود أكثر صدقا من نص وثيقة الاستقلال، حيث كانوا يقولون إنه بسبب خطايانا أُجلينا من بلادنا، ولم يقولوا تم إجلاؤنا من بلادنا، وهذا يعني أننا نعترف بإجلاء ذاتنا وليس عنوة من قبل أغراب قاموا بتهجيرنا”.
ويتساءل يهوشع: “هل هذه الخطايا كانت بحق الله وفرائضه؟”، ويضيف: “إن كانت كذلك فعلى المؤمنين واجب القول وقتها: بسبب خطايانا أجلانا الله من بلادنا. ولكن لا. النص جاء قاطعا: أُجلينا بشكل فعال”.
ويتساءل يهوشع: “هل سبب إجلاء ذاتنا بأنفسنا من أرض إسرائيل هو عدم وجود وطن عادي بسيط، بل بلاد مقدسة صاحبة واجبات دينية وأخلاقية وتجريدية لا نستطيع القيام بها، ولذلك نحن نخشى منها ولكن بنفس الوقت نشتاق لها؟”.
ويخلص الكاتب يهوشع الذي سبق وتنبأ بمستقبل أسود لإسرائيل، للقول في مقاله المذكور: “هذا سؤال مهم جدا ينبغي على اليهود أن ينشغلوا به، لأن ثمن الجلاء مرعب جدا ما زلنا حتى اليوم نسدده من ناحية ديموغرافية، وسنواصل دفع الثمن بانجرار مأساوي لدولة ثنائية القومية”.
فلسطين وقف اسلامي على الاحتلال أن يعود الى بولندا وروسيا واتيوبيا
اريد ان اوضح لهذا المفكر ان الارض المقدسه احتلت من الغلاه الصليبيين الغربيين ( الذين قتلوا المسلمين والمسيحيين العرب سوائا) حوالي 195 سنه وبالأخير دحروا وحررت بلاد المقدس،فاسرائيل على نفس الخط والمنحنى وعاجلا ام آجلا سيحدث هذا ويعيد نفسه. فلذلك استمتعوا قليلا.
البلسم الوحيد لإنهاء بكاء أبناء إسماعيل وإسحاق عليهما السلام هو عودة أبناء إسحاق إلى البلدان التي هجرتهم منها الحركة الصهيونية بالترغيب والترهيب وترك أرض فلسطين لأحابها الفلسطينيين مسلمون ومسيحيون ويهود قبل الاجتياح الصهيوني لها بمساعدة بريطانية مع مطلع القرن الماضي خاصة بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها وصدور وعد بلفور الاجرامي.
فلسطين تحترم جميع البشر مع عقائدهم. ولكن ترفض الاستبداد والقمع الاستعماري الإجرامي الصهيوني الذي لا يعرف للإنسانية من معنا….
فلنتخلص من سرطان الصهيونية والكل في امان وسلام ومحبه واطمئنان…فهل من مجيب ؟؟؟
فلسطين انت الحياه ولا حياة إلا بك يا فلسطين نعيش شرفا ونموت شرفا من أجلك يا فلسطين فانت مركز الحضاره الانسانيه الشريفه العفيفة الكريمه
حب لأخيك بالانسانيه كما تحب لنفسك…
كيف ولد في تل أبيب في 1923 ؟؟؟