شهدت كربلاء وهي إحدى المدن العراقية المنتفضة في ثورة الفقراء، انتصاراً آخر على السلطات المتحزبة بعد إقامة مهرجان (أيقونة الثبات) التأبيني الذي أقامته عائلة المغدور (قائد ساحة أحرار كربلاء) في ثورة تشرين العصية، في ذكراه الثانية، بخلود يفوق الوصف، بما يمتلك الشهيد من سمو يعلو شامخا في عقر دارهم .
لقد سجلنا انتصار فادحا بحضور مئات الأحرار إلى البيت الثقافي الذي أقيم فيه المهرجان، حيث كان الشهيد فاهم الطائي ورفاقه الشهداء، حاضرين مع الأحرار السائرين على دربهم في النصر المؤجل، وكعادته كان المنظر مهيبا أربك أحزاب السلطة، كما كان الشهيد واقفا قبل سنتين أمام كاتمهم، أنيقا وهو يرتدي الزي الرسمي، كان واقفاً على حافة الرصيف ينظر إلى الكاتم بعينين ملؤهما تساؤلات شتى؟
أيها الكاتم اللعين: هل ستفسد أناقتي عندما أعطيك ظهري؟ أم أبقى واقفاً حتى تستقر رصاصتك الغادرة في صدري، لكي لا تفسد البدلة؟
هذا هو فاهم الطائي
هذا هو قائدنا الذي خرج لنصرة فقراء الشعب العراقي، والذي أصبح أيقونة الثبات على مرّ الزمن، من الذين أثبتتهم مقولة (إن العظماء لا يعيشون طويلا لكن التاريخ لا يمحي صفحاتهم). فمهما طال الزمن ومهما تغيرت الحكومات يبقى الأحرار في قلوب الملايين من أبناء الشعب، يعيشون ويموتون بشرف وعفة، وسوف يخلدهم التاريخ، وستكتب عنهم الأجيال القادمة بكل فخر واعتزاز. هؤلاء الأحرار كوكبة من أقمار ونجوم أنارت سماء الوطن وتلألأت في لياليه المظلمة، حينما كان الطغاة يصولون ويجولون، يسرحون ويمرحون، يسرقون قوت الشعب ويزجونهم في حروب طائفية عبثية، لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
العراق