أنقرة- “القدس العربي”: كشفت مصادر تركية خاصة لـ”القدس العربي” عن وجود مباحثات جادة بوساطة روسية من أجل انسحاب الوحدات الكردية وانتشار قوات النظام السوري على الحدود السورية مع تركيا كبديل عن العملية العسكرية البرية التي تهدد تركيا بتنفيذها منذ أيام شمالي سوريا بهدف طرد الوحدات الكردية وإقامة شريط آمن بعمق 30 كيلومتر.
وبحسب مصدر تركي رفض الكشف عن اسمه، فإن المباحثات متواصلة منذ أيام مع روسيا بشكل رسمي ورفيع المستوى ومع النظام السوري بوساطة روسية من أجل سحب الوحدات الكردية من مناطق حدودية مع تركيا مقابل انتشار قوات النظام السوري فيها، وهو أمر لم تعارضه تركيا مؤخراً في ظل تأكيدها على إمكانية الحوار مع النظام السوري وإمكانية حصول لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وأوضح المصدر أن المباحثات لا تزال متواصلة وأنه من المبكر الجزم بإمكانية التوصل إلى اتفاق، لافتاً إلى أن العملية العسكرية تبقى خياراً قائماً وبقوة وأن أنقرة أتمت استعداداتها لها وستقوم بها في حال فشل المباحثات والحصول على ضمانات قطعية بـ”تطهير المنطقة من كافة العناصر الإرهابية”، مؤكدا أنه “بدون ذلك ستبدأ العملية العسكرية”.
أنقرة تواصل حشوداتها وتهديداتها مع استمرار المسار الدبلوماسي
وبحسب مصادر مختلفة، تركز تركيا في المرحلة الحالية على ثلاثة مناطق أساسية في شمالي سوريا وهي منطقة تل رفعت ومنبج وعين العرب/كوباني، حيث تطالب بانسحاب الوحدات الكردية منها بشكل كامل وتسليم كافة مرافقها ومؤسساتها المدنية والعسكرية وحرس الحدود إلى النظام السوري، وهو عرض أوصلته أنقرة إلى قسد من خلال الوساطة الروسية، حيث التقى مسؤولين عسكريين روسيين مع كبار قادة قسد في شمالي وشرقي سوريا تباعاً خلال الأيام الماضية.
يقول تلفزيون سوريا المقرب من المعارضة السورية إن قائد القوات الروسية في سوريا “ألكسندر تشايكو” وجه “تحذيراً أخيراً” لقسد بشأن العملية العسكرية التركية المرتقبة، وذلك خلال اجتماع جرى مع مظلوم عبدي قائد قسد في الحسكة الأحد، حيث أخبر القائد العسكري الروسي قائد قسد بأن “تركيا مُصرة على شن العملية وأن موسكو غير قادرة على وقف العملية بدون منح تركيا ضمانات أمنية حقيقية”، بحسب المصدر الذي قال إن الضمانات التي تطلبها أنقرة تتمثل في “سحب قسد كامل قواتها ومؤسساتها من عين العرب ومنبج وتل رفعت وتسليم المنطقة للقوات الروسية قبل عودة النظام إليها”.
وفي تأكيد آخر، أكدت وكالة الأنباء الفرنسية حصول لقاء بين عبدي وقائد القوات الروسية في مطار القامشلي، ونقلت عن عبدي قوله إنه طلب منهم (الجانب الروسي) “ضرورة ايقاف الهجمات التركية”، مضيفاً أن “ما هو واضح حتى الآن أن الأتراك مصرون على شن العملية البرية”.
وبينما انتقد عبدي موقف الحليف الأمريكي واصفاً إياه بـ”الضعيف”، قال: “يجب أن يكون هناك موقف رادع وأكثر قوة من كافة الأطراف المعنية بهذا الملف”، محذراً من أنه “في حال نفذت تركيا تهديداتها فإننا سنكون مضطرين إلى توسيع دائرة الحرب لتشمل كامل الحدود السورية.. بالنسبة لنا، ستكون معركة وجود”.
وكشف عبدي عن أن ما يتم نقاشه (مع الجانب الروسي) هو “التزام الأطراف بتفاهمات 2019″، مضيفاً “لا توجد لدينا مشكلة في زيادة أعداد القوات الحكومية”، في إشارة إلى الاتفاق الذي جرى التوصل إليه عام 2019 وينص على انتشار قوات النظام السوري في مناطق حدودية مع تركيا وتسيير دوريات روسية، معتبراً أن مسألة عودة النظام السوري لتلك المناطق “مرتبط بالتوصل إلى حل سياسي مع حكومة دمشق”.
وتتهم تركيا كافة الأطراف المحلية (قسد والنظام السوري) والدولية (الجانبين الروسي والأمريكي) بعدم تطبيق بنود الاتفاق، واتفاقيات أخرى وتقول إنها لم تعد تثق بكافة هذه الأطراف وأنها تتجه إلى القيام بعمليات برية مباشرة من أجل ضمان أمنها بنفسها، وهو ما يزيد من الشكوك حول إمكانية التوصل لاتفاق جديد تتعهد بموجبه روسيا بسحب الوحدات الكردية من الحدود مع تركيا.
كما يبدو سيناريو انتشار قوات النظام السوري في مناطق كتل رفعت ومنبج وعين العرب التي تتداخل مع مناطق سيطرة المعارضة السورية المدعومة من تركيا معقداً للغاية، وهو ما يدفع بعض المحللين الأتراك للقول ما يجري هو “دبلوماسية معتادة” للتحلل من الضغوط والمعارضة الأمريكية والروسية وأن قسد لن تقبل بانسحاب حقيقي من تلك المناطق وبالتالي ستتجه أنقرة بالفعل لتنفيذ العملية العسكرية التي تهدد بها منذ أيام.
وقبل أيام، حدد أردوغان أهداف العملية البرية الجديدة وهي مناطق تل رفعت (شمال حلب) ومنبج (شمال شرق حلب) وكوباني/عين العرب (شمال الرقة)، في إطار هدفه الأوسع بإقامة ما يطلق عليه “منطقة آمنة” بعمق 30 كيلومتراً تمتد حتى الحدود العراقية أقصى شمال شرق سوريا.
وفي تصريحات أخرى نقلتها وكالة رويترز، قال مظلوم عبدي، الثلاثاء، إنه ما زال يخشى “غزوا بريا تركيا” على الرغم من التأكيدات الأمريكية، وطالب برسالة “أقوى” من واشنطن بعد رؤية تعزيزات تركية غير مسبوقة على الحدود، وأكد عبدي أنه “لم يُطلب من قواته الانسحاب من أي مناطق وإنها سترفض إذا طُلب منها ذلك”.
والثلاثاء، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن “العملية العسكرية التركية في شمال سوريا ضد التنظيمات الإرهابية قد تنطلق في أي وقت”.
وأضاف: “يمكن تنفيذ العملية العسكرية بعدة طرق، وتركيا هي من سيحدّد موعدها”، معتبراً أن “العمليات العسكرية في الشمال السوري من شأنها المحافظة على وحدة الأراضي السورية”.
اختلط الحابل بلنابل
لا مشكلة السوريين مع الاكراد، مشكلتنا مع النظام الطائفي المجرم، موقف تركيا مقرف، لا يختلف بشيء عن موقف بقية المنافقين غرباً و شرقاً اعراباً و روم و فرس.
ما زال المجرم على كرسيه، .
احسنت