مدريد: يرى الرئيس التنفيذي لمجموعة “ميديابرو” الإسباني جاومي روريس أن عهد إنفاق أندية كرة القدم مئات الملايين في سوق الانتقالات للتعاقد مع اللاعبين قد ولّى، مع توجه قنوات البث التلفزيوني لتقليص استثماراتها في اللعبة بعد أزمة فيروس كورونا المستجد.
عُلّق النشاط الكروي في معظم الدوريات والبطولات حول العالم منذ آذار/مارس بسبب تفشي “كوفيد-19″، ما أدى إلى خسائر كبيرة للأندية جراء تراجع إيراداتها من حقوق البث وتذاكر المباريات.
وتجد “ميديابرو” نفسها معنية بهذا الأمر بالدرجة الأولى، بعدما استحوذت على النسبة الأكبر من حقوق بث مباريات الدرجتين الأولى والثانية من الدوري الفرنسي للأعوام الأربعة المقبلة بدءا من موسم 2020-2021، بصفقة إجمالية قياسية قدرها 1,153 مليار يورو (1,25 مليار دولار) سنويا.
وللمجموعة المملوكة صينيا حقوق عرض مباريات الليغا في الحانات والمقاهي في إسبانيا، على رغم انتهاء عقدها كالناقل الرسمي للدوري منذ عامين.
وستتابع شبكات مثل “سكاي سبورتس” و”بي تي سبورت” المالكتين لحقوق بث الدوري الإنكليزي الممتاز في المملكة المتحدة، و”سكاي دويتشلاند” لمباريات البوندسليغا في ألمانيا، باهتمام كيفية تنفيذ “ميديابرو” العقد الذي يدخل حيز التنفيذ في فرنسا في آب/أغسطس، علما بأن المجموعة لم تطلق بعد قناتها الخاصة بهذه المباريات.
وفي حوار مع وكالة فرانس برس، شدد روريس على أن الاتفاق المبرم مع الأندية الفرنسية “لن يتغير”، ولكنه أبدى شكوكا حيال المبالغ التي ستتمكن الشبكات من إنفاقها في العقود المستقبلية.
وقال: “المبالغ التي تم إنفاقها على (شراء) الحقوق قد بلغت أصلا حدها الأقصى بشكل عام. من الواضح أن حقوق البث التلفزيوني ستتأثر بهذا العامل”.
ويرجح أن يتسبب خفض تلك المبالغ بتداعيات قاسية على الأندية. فعلى سبيل المثال، حقق برشلونة الإسباني، أغنى أندية العالم، 35 في المئة من إجمالي إيراداته الموسم الماضي من البث التلفزيوني، مقابل 50 في المئة لليفربول الإنكليزي بطل أوروبا.
واعتبر روريس أن “الأيام التي تنفق فيها أندية كرة القدم مئات ملايين اليورو (للتعاقد مع) اللاعبين قد ولّت… لأن (خزائن) الأندية ستنفد من الأموال ولأن المصارف لن تقرض الأندية بسهولة كالسابق”.
وتابع: “كل ذلك سيتغير وأعتقد أنه أمر إيجابي للغاية. لم أتفق يوما مع فكرة إنفاق الأندية 140 أو 160 مليون (يورو أو دولار) للتعاقد مع لاعب. سيكون أمرا إيجابيا للمجتمع بشكل عام و لأحوال الأندية المالية بشكل خاص”.
ويعتقد روريس المولود في كاتالونيا أن احتمال شراء برشلونة النجم البرازيلي نيمار من باريس سان جرمان الفرنسي على سبيل المثال بات “الآن مستحيلا… بكل بساطة لا يملك برشلونة القوة الاقتصادية”.
وأصبح نيمار في صيف العام 2017 أغلى لاعب في العالم بعد انتقاله من النادي الكاتالوني إلى نادي العاصمة الفرنسية مقابل 222 مليون يورو. وتشير تقارير منذ أشهر إلى رغبة المهاجم بالعودة لارتداء ألوان فريقه السابق.
وفي ظل توقف المباريات حاليا، بدأ بعض مالكي حقوق البث بالتوقف عن تسديد دفعاتها، حيث علّقت شبكتا “كانال بلوس” الفرنسية و”بي ان سبورت” القطرية اللتان تتشاركان حقوق بث مباريات الدوري الفرنسي للدرجتين الاولى والثانية، تسديد الدفعات المستحقة لرابطة الدوري.
أما في المملكة المتحدة، فسمحت شبكة “سكاي سبورتس” لزبائنها بتجميد اشتراكاتهم.
وتسود مخاوف من عدم إبقاء المشجعين على اشتراكاتهم الباهظة الثمن أو تجديدها، إلا أن روريس أبدى ثقته بأن الجماهير ستكون حريصة على متابعة كرة القدم مجددا ما ان يتم رفع قيود الإقفال التام المفروضة حاليا للحد من تفشي “كوفيد-19”.
وأكد الإسباني البالغ 70 عاما أن “الأزمة لن تبقي الناس بعيدين من متابعة كرة القدم. قد يتحتم علينا اللعب خلف أبواب موصدة، وقد تغلق المطاعم والحانات حتى موعد لا نعرفه، ولكن الناس ستكون بحاجة أو بالأحرى سترغب بمتابعة كرة القدم في أقرب وقت ممكن… في الوقت الراهن، لا نرى الحاجة لتغيير أي شيء”.
وفي وقت يطمح الدوري الألماني الى معاودة نشاطه الشهر المقبل، يُتوقع أن تقام المباريات في الدوريات الأوروبية الكبرى بغياب الجماهير لأشهر عدة.
وأكد روريس: “أعتقد أن ذلك سيكون إلزاميا. ولكن إذا أنهيت البطولات خلف أبواب موصدة، قد لا تلعب أيام السبت والآحاد. إذ نلعب عادة في نهاية الأسبوع لأن الناس لا تكون في أشغالها و بإمكاننا الذهاب إلى الملاعب، ولكن ليست هذه الحال الآن. لذا بإمكاننا تعديل البرنامج”.
وأضاف: “نسبة المشاهدة التلفزيونية ستكون أفضل لأن شريحة أكبر من الناس ستكون في المنزل. في نهاية المطاف، ستبقى كرة القدم الرياضة المفضلة لدى الناس”.
(أ ف ب)