كريستين لاغارد اول امرأة تتولى مديرية صندوق النقد الدولي .. وقائع ومعلومات
24 - مايو - 2013
حجم الخط
0
واشنطن – ا ف ب: حققت كريستين لاغارد، اول امرأة تتولى مديرية صندوق النقد الدولي، صعودا سريعا اوصلها الى اعلى النخب العالمية باحتمائها وراء درع منيع وصورة متحفظة غالبا ما يتعذر التعمق في جوهرها. وشقت هذه المحامية، التي كانت متخصصة في الاعمال في الولايات المتحدة ووزيرة الاقتصاد في فرنسا، وهي ابنة مدرسين وام لابنين، طريقها في اقل من عشر سنوات نحو قمم النفوذ حيث لا يوجد الكثير من النساء. وقد تعزز سيرتها الذاتية الحافلة، على ما افادت بعض الشائعات مؤخرا، بترشيح الى الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 2017 اذا لم تتسبب لها قضية برنار تابي وبنك كريديه ليوني في متاعب. وهي حاليا تتعرض لتحقيق قضائي بهذا الخصوص. وصقلت الوزيرة (57 سنة) السابقة، التي دفع بها نيكولا ساركوزي في تموز/يوليو 2011 الى منصب مديرة صندوق النقد الدولي، صورتها الدولية بترويجها لأهمية صندوق النقد العالمي بلغة انكليزية سليمة على عكس اغلب مواطنيها. وبعد الصدمة التي احدثها سقوط المدير السابق للصندوق، دومينيك ستروس كان، سمحت المرأة النباتية صاحبة الشعر الفضي والقامة الرياضية التي تقول انها لا تدخن ولا تتناول كحولا وتحب البحر، للمؤسسة باستعادة وجهها التوافقي. وقالت مؤخرا في تصريح ‘اعتقد انني كنت دلفينا في حياة سابقة’. وتحتل الولايات المتحدة مكانة خاصة في مشوارها. فقد درست فيها لسنة وكذلك تولت رئاسة مكتب محاماة باكر أند ماكنزي بعد سنوات قبل ان يلتفت اليها اليمين الفرنسي. وبعد اقتحامها الساحة السياسية في 2005 اختيرت في 2007 لتكون اول امرأة تقود وزارة الاقتصاد في فرنسا حين سجلت اطول ولاية ببقائها هناك حتى 2011. ولم تكن عملية تكيفها خالية من العراقيل. وفي 2005، اي ما ان انضمت الى الحكومة حتى اعلنت ان قانون العمل الفرنسي ‘معقد’ و’ثقيل’. وفي 2007 في خضم ارتفاع اسعار الوقود دعت الفرنسيين الى ‘استعمال دراجاتهم’، ما ساهم في صنع صورة لها لمرأة متكبرة قليلا وارستقراطية. ولم تتوقف عن مثل تلك الصراحة الكبيرة بعد توليها مديرية صندوق النقد اذ انها اثارت ضجة بدعوتها في ربيع 2012 كل اليونانيين الذين يعانون من خطة تقشف شديدة الى ‘دفع ضرائبهم.’ كما ان لاغارد لم تترد في اثارة استياء بعض زملائها السابقين الاوروبيين الذين يعانون من ازمة الديون عندما دعتهم الى اعادة رسملة مصارفهم ‘عاجلا’ او المطالبة بحلول ‘دائمة’ الى مشاكل الديون اليونانية. ويبدو انها اتهمت خليفتها في وزارة الاقتصاد بيار موسكوفيسي بانه نام خلال اجتماع حول ازمة قبرص. وقالت ‘اعرف لماذا لا يسمع صوت فرنسا’ حسب ما افادت بعض الصحف من اخبار غير رسمية. وقال ديسموند لاكمن الاقتصادي والعضو السابق في صندوق النقد الدولي لفرانس برس ان ‘لاغارد برهنت عدة مرات على شجاعة في الصراحة’. وحتى بعض الدول الناشئة تشيد بها رغم انها مستاءة كثيرا من الافراط في تمثيل الدول الغربية في صندوق النقد. واثنى ارفيند فيرماني ممثل الهند في الصندوق حتى الخريف الماضي على حسن ادارتها قائلا لفرانس برس ‘وجدتها اكثر استعدادا للاصغاء لآراء الاقلية والمستقلين’. لكن يصعب التكهن بجوهر نظريتها الاقتصادية لا سيما انها اضطرت الى مرافقة العملية الطويلة والشاقة لخطط التقشف، بينما كان منتقدوها يقولون انها عندما كانت وزيرة الاقتصاد كانت سياسة فرنسا الاقتصادية تصاغ في الرئاسة وليس في الوزارة.