كسر هيبة من لا نجرؤ على ذكر اسمه الكريه!

حجم الخط
52

السيدة م.س. ذات النفوذ في أحد الحقول الفنية العربية قالت لمجلة واسعة الانتشار:
«أنا ضد المتاجرة بالمرض». المحررة الذكية التي حاورتها استطاعت أن تجرها للحديث عن مرضها بالبهاق!
المغنية إليسا التي لم تُخْفِ إصابتها بالسرطان (نالت) الكثير من الانتقاد لها بهذا القلم أو ذاك، وتهمة المتاجرة بمرضها. وأخالف صاحباته وأصحابه إلى أبعد مدى ودونما تحفظ، وأجد في إعلان المطربة إليسا عن مرضها خطوة شجاعة ورائدة في حقل يتكتم المرء فيه على مرضه بالسرطان كما لو كان عارا!

في الصفحة الأولى من جريدة فرنسية

في الغرب نجد خطوة مثل إعلان إليسا عن مرضها بالسرطان وعلاجها وشفائها ـ بإذن الله ـ خطوة رائدة وجميلة ويعرف الغرب قيمتها في كسر رهبة السرطان (وهو ما سبقت إليسا إليه الفلسطينية المطربة الراحلة ريم البنّا..).
في الجريدة الفرنسية واسعة الانتشار «لوباريزيان» بتاريخ 26 أيلول/سبتمبر 2018، نرى في صفحتها الأولى صورة للمذيع (الأحب) لدى الفرنسيين ـ كما وصفته الجريدة ـ جان بيير بيرنو، المخضرم المتزوج من ملكة جمال سابقة لفرنسا. وقالت الجريدة إنه بإعلانه عن مرضه بالسرطان قام بكسر (تابو) أي موضوع محرم الإعلان عنه. وهو كلام جميل ولكنه ليس دقيقا، لأن المغني الشهير الفرنسي جوني هوليداي سبقه إلى ذلك بل وتحديا للمرض قام بعد ذلك بجولة غنائية برفقة مطربين آخرين مخضرمين مثله من أصدقائه، هما إيدي ميتشل وجاك دوترون.
ورحبت فرنسا كلها بتلك الخطوة، ولم نسمع صوتا واحدا يتهمه بالمتاجرة بمرضه، فلماذا يقسو البعض عندنا على مشهورة لبنانية تعلن عن مرضها، أي (إليسا) وعن معاناتها وشفائها، ويتهمونها هي والشجعان أمثالها بالمتاجرة بمرضهم؟

أيها الأعزاء، أعيروني ذاكرتكم!

أفانين كبة تتذكر جيدا بعض ما سبق أن تحدثت عنه، وتتذكر اسم الكتاب حيث ورد ذلك (نجم الدراجي يتذكر وصفي لمدينة بيروت في روايتي بيروت 75. وغير ذلك كثير، بولنوار قويدر في زيارته الافتراضية إلى بيروت يتذكر مناخ كل ما كتبته عنها (وكدت أنساه!).
أما ابن سلطنة عمان، عمرو، فيتذكر ما ختمت به زيارتي لتعزية الصديقة المبدعة فيروز ذات يوم، حين قلت لها: الأسود يليق بك.. ولولاه والأديبة الشابة عفيفة حلبي لما حصلت على التحقيق الذي نشرتُه في مجلة «الحوادث» عن لقائنا هذا يومئذ.. ويتذكر كتابي «أعلنت عليك الحب» ونبوءة في إهدائي لأحدهم حول الكتب المهربة.. وغدير ماهر تتذكر ما جاء في روايتي «سهرة تنكرية للموتى». يا أعزائي، أرجوكم.. أعيروني ذاكرتكم! فأنتم تذكرون بعض ما كتبته، وأين قمتم بمطالعته في أي كتاب، وأحيانا في أي صفحــــة، وأنا فشلت قبل دقائق في أن أتذكر في أي كتاب من كتــــبي الخمسين نشرت مقالي عن موضوع «ممنوع الحديث عنه»، وأعــــني بالعنوان مرض السرطان. أعرف أنني كتبت عن ذلك منذ أكــــثر من عقدين من الزمن، وصدر المقال في أحد كتبي، ولكن أين؟.. في المقابل ما الفرق؟.. كـــل ما في الأمــر أنني من زمان متحمسة للبوح بالمرض لأن حكايات الشفاء الممكن تساهم في دعم الروح المعنوية لدى المرضى الآخرين، وبالذات في عالمنا العربي، حيث يتم اعتبار المرض بالسرطان كما لو كان حكما بالإعدام، وذلك ليس صحيحا، وها هي إليسا تعود من رحلة المرض جميلة متألقة تغني وتثير إعجاب الناس وتتابع رحلتها الناجحة مع العطاء. هنالك عبارة نطالعها في أخبار رحيل هذا أو ذاك: عبارة «بعد معاناة المرض»، وهي التسمية المفضلة لدى الكثيرين للسرطان بدلا من تسميته باسمه، أي السرطان، وكأي مرض آخر..

صار العلاج ممكنا وبالتالي الشفاء

الأمثلة كثيرة على الشفاء من هذا المرض، والمطربة إليسا من أجمل الأمثلة على ذلك، لأنها أعلنت عن مرضها وعن قسوته ومعاناتها منه، وتروي خوفها من أن تذكر ذلك لأمها «لكي لا تقتلها»!.. وهي صادقة، وسلوكها يعبر عن رفض (شيطنة) هذا المرض كما لو كان استثنائيا لا يمكن الشفاء منه، مما يساهم في هزيمة الروح المعنوية للمريض ولأسرته أولا.

تكريم إليسا لكسرها هيبة «السرطان» وقبلها ريم البنا

حسنا فعلت إليسا في ظهورها في برنامج منى الشاذلي المتلفز في حلقتين، ومما قالته إن الكشف المبكر عنه يزيد في نسبة الشفاء بمقدار تسعين في المئة. وأحب توجيه تحية لوزير الإعلام اللبناني، ملحم الرياشي، الذي قام بتكريم إليسا في حضور وزير السياحة أفاديس كيدانيان، ووزير شؤون المرأة جان اوغاسبيان، لمشاركتها وزير الصحة في الحملة الوطنية الخاصة بسرطان الثدي، وقد عيّنها سفيرة لذك.

حتى على المرض.. يحسدونها؟

في الغرب أيضا كان التكتم على مرض السرطان شائعا. قبل جوني هوليداي، وها هو الوسيم مقدم البرامج التلفزيونية برنار دو لافيلارديير يعلن أنه أصيب بسرطان في الأذن وأجريت له جراحتان قبل عام.. وساهم بذلك في كسر هيبة اسم مرض السرطان.. وحين تعلن إليسا تفاصيل معاناتها مع السرطان حتى الشفاء أرحب بخطوتها وأدعمها ضد كل من يتهمها بالمتاجرة بالمرض، فلا تبالي بهم يا إليسا وارفعي راية الأمل بالشفاء الممكن، كشفائك.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول باريس.ابو تاج الحكمة:

    عزيزي المغربي من المغرب الشقيق
    البيت على النحو التالي
    ومن يُمت° سرطانُ مات بغيره
    تعددت الأسباب والموت واحد
    او
    ومن لم (يُمت° كونسير) مات بغيره

    أبعده الله عني وعنكم وعن القدس العربي وعن الإنسانية جمعاء

  2. يقول أبو تاج الحكمة:

    باختصار عن فوائد قشر الليمون وكيف ان شركات الادوية تخبئ عن المرضى فوائد قشر الليمون . وخاصة ال صغير الحجم العطري !!
    قم بغسل الليمون ووضعه فى فريزر الثلاجه ثم قم بتقطيعه شرائح بالقشر ووضع هذه الشرائح على كل انواع الطعام الذى تتناوله من خضار او لحوم او سمك او الشوربه او حتى الايس كريم .
    الفائدة الموجودة فى قشر الليمون تساوي عشرة اضعاف فائدة عصير الليمون نفسه وهذا القشر اقوى فى القضاء على الخلايا السرطانية بعشرة الاف ضعف العلاج الكيماوى بل ان قشر الليمون يدمر الخلايا السرطانية فقط بينما يقوم العلاج الكيماوى بالتاثير على كل الخلايا المريضة والسليمة معا .

  3. يقول ابوتاج الحكمة.شاعرسوري.باريس:

    vitrakvi
    هو الدواء الذي أجازته
    29نوفمبر2018 هيئة الأدوية في الولايات المتحدةFDA و طرح في الصيدليات الأمريكية لعلاج السرطان، هذا الإنجاز هو في نظري أجمل خبر سار للبشرية هذا العصر، لأن هذا المرض الخبيث حصد أرواح الكثيرين و أفسد حياة الكثيرين، صدق الرسول عليه الصلاة و السلام حين قال ( لكل داء دواء .. )، شكراً لله أولاً ثم لأولئك العلماء العظماء الذين سهروا الليالي للوصول الى هذا الإنجاز الطبي الكبير.. هذا الدواء قبل طرحه في الأسواق جرى اختباره على الحيوانات أولا،ثم فعلياً على البشر حيث سجل حالات شفاء تام من الداء الخبيث خلال أشهر قليلة فقط، و دون اللجوء لأي علاج كيماوي.
    من قوة هذا الدواء أيضا أنه يستهدف الأصل الجيني لكل أنواع السرطانات ويعالج الجينات المتطفرة قبل انتشار الورم
    و الله يشفي كل مريض و مريضة…

    1. يقول أسامة كليّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

      أخي أبو تاج الحكمة. لست أعترض على طب الأعشاب والتداوي الطبيعي فأنا ابن قرية ودائما كانت الأعشاب والتوابل جزء من حياتنا ودواءنا. لكن لابد لي أن أذكر أن لي قريب أصيب بسرطان وتابع أنواع من هذا الطب لكنه توفي. أين المشكله؟ المشكله أنه اعتمد أو اعتقد على هذه العلاجات الشعبية فتأخر باللجوء إلى الطبيب , لكن المرض تطور إلى مرحلة متقدمة فاصبح العلاج أمراً في غاية الصعوبة! للأسف, وتوفي رحمه الله.

  4. يقول ابوتاج الحكمة/فرنسا:

    المغربي من المغرب الشقيق
    (سر°طان) حاشاكم بدون هذا ينكسر البيت

  5. يقول محمد حاج:

    حياك الله أخانا العزيز أسامة كلية ، ولك بمثلها .

  6. يقول غدير ماهر فلسطين:

    العزيزة غادة السمان
    اعتدنا في الوطن العربي أن نفعل أفعال بحكم أنها “عادات وتقاليد” ولو فكرنا فيها لوجدنا أنها بعيدة عن المنطق مثل أن نطلق على مرض السرطان “المرض الخبيث” أو الي ما بتسمى .. وأيضا مثل الحداد على الميت لمدة أربعين يوم كاملة بطريقة خاطئة ولست ضد ذلك بل أنا ضد الأفعال الخاطئة مثل لبس الأسود خلال هذه الفترة من قبل جميع أفراد العائلة والتوقف عن الطبخ في منزل المرحوم أو تغطية التلفاز وغيرها من أفعال الحزن الخاطئة التي تنسب للإسلام والذي هو بدوره بريء منها.
    عزيزتي غادة
    لكِ ذاكرتي وكلي .. وأنا عندما أتذكر كتاباتك ذلك لأنها علمتني الكثير وسأبقى ممتنة لك طوال العمر
    كوني بخير دوماً

  7. يقول أبو تاج الحكمة:

    تصويب هام للأخطاء المطبعية وشكرا للقدس العربي الغراء
    عزيزي المغربي من المغرب الشقيق
    البيت على النحو التالي
    ومن لم يُمت° سر°طانُ مات بغيره
    تعددت الأسباب والموت واحد
    او
    ومن لم (يُمت° كونسير) مات بغيره

  8. يقول المغربي-المغرب.:

    هناك منطقة في المغرب تسجل نسبا عالية من الإصابة المتوارثة بالسرطان. ..والسبب هو تعرضها للقصف بالأسلحة الكيماوية من طرف الاحتلال الإسباني أثناء حرب التحرير التي قادها الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي…؛ وهي منطقة الريف التي يتوارث كثير من أبناءها هذا الداء في جيناتهم بسبب تلك الجريمة النكراء التي حصلت في أوائل العشرينات من القرن العشرين….وقد عايشت شخصيا الكثير من الحالات في هذا المجال…ومنها حالة أستاذ جامعي صديق توفي في سن السابعة والأربعين. …واتذكر قوله عندما زرته ولمح الدموع في عيني …لاتاسف علي يا أخي فقد مللت من المعاناة واتمنى ان أخوض سريعا رحلة السفر عبر البرزخ إلى حيث تبتدىء حياة أخرى حقيقية…في رحاب رب العباد….رحمه الله رحمة واسعة…

  9. يقول رؤوف بدران-فلسطين:

    الى ابي وصديقي واخي الذي لم تلده امي بلنوار قويدر السامي الجليل :
    يعز علي ان ارفض طلبك الاخوي , الممزوج بالرغبة الصادقة لنشر بعض ما عندي , ليس لنضوب اصاب منابع الانشاء, ولا لجزر توارى من قلة الامتداد في صياغة الكلمات ورسم العبارات, ولكن….؟؟؟!!!
    استجابة… ولمرة واحدة فقط سأسمح لنفسي ان اطلعك على زجلية من نوعٍ استثنائي في الشعر, قلتها قبل اربعون عامًا تمثل حالة عشق من طرف واحد.
    سأهديها الى قراء لحظة حرية دون استثناء احد مع حبي واحترامي.

  10. يقول غدير ماهر فلسطين:

    العزيزة غادة السمان
    اعتدنا في الوطن العربي على فعل أفعال بحكم أنها عادات وتقاليد ولكنها بعيدة كل البعد عن المنطق لو فكرنا فيها .. كما قلتِ سابقاً عن مرض السرطان حيث اعتاد الناس على أن يسموه المرض الخبيث أو أن يقولوا المرض الي ما بتسمى .. وأيضاً مثل الحداد على الميت بطريقة غريبة حيث ترتدي العائلة كلها السواد لمدة أربعين يوماً ويمتنعون عن الطبخ في منزل المرحوم وأيضاً بعض الناس تقوم بتغطية التلفاز وعدم تشغليه طوال هذه الفترة!
    لا أنكر ممارستنا للحزن ولكن هناك أشياء غير عقلانية نكررها فقط لأن من سبقونا اعتادوا على فعلها.
    عزيزتي غادة
    لكِ ذاكرتي وكلي .. عندما أتذكر تفاصيل من كتاباتك ذلك لأنها أثرت فيي وسأبقى ممتنة لكِ طوال العمر ..
    كوني بخير وعلى قيد الكتابة دوماً.

1 2 3 4 5

إشترك في قائمتنا البريدية