كلام ريهام سعيد تجاوز إنساني باسم الدولة في حق ضحايا الدولة وإنجازات السيسي بطعم المعجزات

حسام عبد البصير
حجم الخط
1

القاهرة ـ «القدس العربي»: شهدت الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس 29 أغسطس/آب العديد من المعارك، ومعظمها تثأر للسلطة من خصومها، فيما اكتفى المعارضون بالتلميح دون التصريح.

أمس حرص مرسي عطا الله في «الأهرام» على أن يمطر الرئيس السيسي بمزيد من الثناء تحت عنوان: «زعامة السيسي.. وشهادة ترامب»، حيث أكد على أن ما قاله الرئيس الأمريكي ترامب، عن مصر والرئيس السيسي، على هامش قمة الدول السبع الصناعية الكبرى، يمثل شهادة حق في صالح استقامة السياسة المصرية، القائمة على منهجية واضحة للفكر والتخطيط والتنفيذ، التي تهدف إلى تجنيب مصر وأمتها العربية مخاطر إعادة الاستدراج مرة أخرى إلى منحنيات خطيرة، تغل من قدرتنا. ومن جانبه اهتم مكرم محمد أحمد في «الأهرام» بالحديث عن حالة التوتر المتزايد التي تشهدها العلاقات التركية الأوروبية، بسبب عدد من القضايا الشائكة والمعقدة، ومنها تصاعد الدور السلبي للأئمة الاتراك المتشددين في أوروبا، التابعين للاتحاد الإسلامي التركي، موضحا أن الدول الأوروبية اتجهت إلى الاستغناء عن توظيف الأئمة الأتراك للحد من جهودهم في ترويج نسخة الإسلام السياسي المتشددة في المجتمعات الأوروبية.

الديون تتجاوز خط الأمان وصندوق النقد لن يرحمنا والفقراء يدفعون ثمن خفض الفائدة في البنوك

وفي «المصري اليوم» احتفى حمدي رزق بسيناء مؤكداً على، تخصيص الحكومة استثمارات بنحو 5.23 مليار جنيه لتنمية محافظتي شمال وجنوب سيناء، مؤكدا على أن المشروع القومي لسيناء يحمل من الخير الكثير، ومع نجاح القوات المسلحة مدعومة من الشرطة في تطهير سيناء من بؤر الإرهاب، في ما سميته «التحرير الثاني» لسيناء، فإن الأرض ممهدة لنهضة تنموية غير مسبوقة. فيما كانت وجهة سليمان جودة لباريس حيث تحدث الكاتب في مقاله في «المصري اليوم» عن سلوك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهو يمضى في الطريق إلى قمة الدول السبع، ليثبت أن باريس «عاصمة النور» لا تعرف المشي وراء أحد، حتى لو كان واشنطن بجلالة قدرها، مشيراً إلى القمة الثنائية التي عقدها الرئيس الفرنسي مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، في المدينة التي شهدت انعقاد قمة الدول السبع، وكانت قمتهما قبل قمة السبع بخمسة أيام، ثم وصول محمد جواد ظريف، وزير خارجية إيران، إلى مقر انعقاد القمة، بدون سابق إنذار.
ومن تقارير صحف أمس الخميس: البنك المركزى يعلن أن مصر سددت 25 مليار دولار ديوناً خلال العامين الماضيين. السيسي: الإسراع بتحويل افريقيا لشريك اقتصادي يحتاج إلى تطوير البنية التحتية في القارة. قمة مصرية – يابانية في يوكوهاما. واهتمت الصحف بنفي القوات المسلحة ما تداولته بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الممنهجة من شائعات تتعلق بامتلاك أو افتتاح القوات المسلحة سلسلة من الصيدليات في مختلف أنحاء الجمهورية.

الثمن باهظ

لم تمض ساعات على صدور قرار خفض سعر الفائدة في البنوك حتى هلل المؤيدون للسلطة للقرار، وهو الأمر الذي اعتبرته هالة فؤاد في «المشهد» من قبيل الكلام المعسول: «وسط موجة التهليل تلك تتوه كالعادة أصوات المتضررين من القرار، فأصواتهم أضعف من أن تصل لآذان هؤلاء الذين يتخذون القرارات الحاسمة بغض الطرف عن الأضرار التي تلحق بالبسطاء، الذين يدفعون دائما الثمن في عجز وصمت. لم يفكر هؤلاء في مصير صغار المودعين وما أكثرهم، ممن يضعون شقى أعمارهم ويدخرون من لحمهم وقوت يومهم خشية يوم غادر يداهمهم فيه المرض، أو لا قدر الله الموت، أو انتظار لفرحة منتظرة مؤجلة يزفون فيها البنت ويزوجون فيها الولد.. عشرات الألوف القليلة لا تعني رقما ضخما أمام الملايين والمليارات التي يمتلكها البعض. تضيف هالة: خمسة أو عشرة أو حتى مئة ألف جنيه رقم بسيط خجول لا يعني شيئا سوى لأصحابه الذين يعيشون على الستر.. ينتظرون العائد الشهري لاستكمال بقية الشهر، بعدما تعجز رواتبهم القليلة عن سد احتياجاتهم وطلبات أولادهم. خفض سعر الفائدة بنسبة 1٪ ربما يراه البعض نسبة لا تذكر، بينما هو رقم ضخم في عيون وجيوب أولئك الذين لا يتوقفون عن التفكير في تدبير قوت يومهم. يبرر المهللون للقرار أن خفض الفائدة لن يضر بالمودعين، بعدما انخفضت معدلات التضخم. تلك هي حجتهم ومبررهم لكن بعيدا عن حساباتهم وأرقامهم يبقى للواقع الكلمة الفصل.. وواقع الشعب المطحون، بسطاؤه بل حتى بعض من أغنيائه يكشف لكل ذي عينين إن أراد النظر بهما، أن لا أحد يستطيع التحمل وأن ضيق الحال بات عصيا على الكتمان أن مظاهر الفقر بدت واضحة ولم تعد تجد معها محاولات التحايل والاستغناء».

ريهام تهين الفقراء

ما زالت الحرب التي تتعرض لها الإعلامية ريهام سعيد مشتعلة ومن المشاركين فيها فتحي عبد السميع في «المشهد»: «لا أود الحديث عن المستوى الفكري البائس لريهام سعيد، والسمنة العقلية التي تعاني منها هي وغيرها من صناع الثقافة في مصر.. لم يكن حديث السيدة موجها ضد مرْضى السمنة، بل كان موجها ضد الطبقة الشعبية، أو الفقيرة، ويظهر ذلك من خلال إشارات كثيرة مثل الأزياء المذكورة، وهي (الإسدال، والعباية، والجلباب) لقد بدأت السيدة موضوعها وهي تدافع عن الرئيس، وكلام الرئيس عن السمنة، فانتقلت إليها عدوى العظمة والجلال بسبب قربها من أفكار الرئيس، وراحت تحتقر الناس، وتكلمهم باشمئزاز، وتسخر من طريقة سيرهم في الشارع، وبشاعة صورهم وأشكالهم، وتصفهم بالجهل، وعدم التزامهم بفريضة السمع والطاعة، بل راحت تصدر عليهم أحكاما بالموت، أو تهم بالكلام وتسكت وكأنها تترفع عن المزيد من الشتائم، وهكذا صارت تتحدث من موقع الآلهة. يسأل الكاتب: هل أخذتها الجلالة وخانها التعبير؟ أم تعبر عن الفئة التي تمارس طقوس التقرب إلى السلطة ليلا ونهارا، الفئة التي تنتظر أي كلمة أو إشارة تصدر عن الرئيس، لتحولها إلى شيء مقدس، لا يقبل النقاش، حتى لو تكلم الرئيس بشكل عرضي، في موضوع لا علاقة له بمنصبه، مثل موضوع السمنة، أو اختيار مدرب لكرة القدم؟ في كلام ريهام تجاوز إنساني باسم الدولة في حق ضحايا الدولة، فهل تعبر عن رؤية تخصها وحدها بهدف المتاجرة بكلام الرئيس؟ أم تعكس نظرة الدولة للطبقات الفقيرة التي تشوه المنظر وتستحق الموت؟».

الأغنياء يعانون أيضاً

يضم مصطفى عبد الرازق في «الوفد» صوته لصوت أسامة الغزالي حرب في التنديد بحال الساحل الشمالي: «أجد نفسي متوافقا معه لحد التماهي في الإشارة إلى أنني على استعداد لكتابة مئة مقال أخرى في انتقاد حال الساحل وتخطيطه وما آل اليه، وإن كان الفرق أنه في ما أن الدكتور أسامة يعترف بأنه مشارك في الجريمة، من خلال امتلاك شاليه له في الساحل، فإنني ولله الحمد قاومت مثل هذه المشاركة وما زلت، وليس لي أي شاليهات، رغم أن ذلك، بفضل الله، ليس بعيدا عن إمكانياتي المادية. يضيف عبد الرازق: لن أكرر هنا ما قلته في مقالات عديدة سابقة على مدى سنوات، بخصوص الاستغلال المحدود للساحل لشهور معدودة، وأن ذلك يعبر عن سلوك يفتقد للرشادة، لكن الجديد هو بوادر تحول في مشاعري بالتعاطف مع ملاك الساحل على خلفية التطورات التي يواجهونها، وترفع تكلفة انتفاعهم بوحداتهم التي تصوروا يوما أنها الملاذ لهم للترفيه والخروج من ضيق القاهرة إلى سعة البحر في الصيف.. ملاك الساحل يواجهون اليوم وضعا مغايرا لما يجب أن يشهدوه، فإذا كانت القاعدة العمرانية تقوم على ضرورة رفع كلفة استخدام مرفق ما للتقليل من استخدامه، وبالتالي الحيلولة دون تحول الرغبة في امتلاك شاليه إلى أسلوب حياة للمواطن المصري، فإن الأمر اليوم بالنسبة للساحل يجب أن يتجه للعكس وهو تيسير كلفة استخدام هذه القرى في ضوء سياسة الدولة الجديدة القائمة على تحويل الساحل، انطلاقا من العلمين إلى بقعة عمرانية لا يتوقف الاستفادة منها على شهور بعينها وإنما المعيشة فيها على مدار العام».

رصيد للمستقبل

يبدو محمد أمين من أشد المؤيدين لبناء العاصمة الإدارية الجديدة، كما يؤكد في «المصري اليوم»: «هناك بلاد كثيرة غيرت عواصمها القديمة.. وأنشأت عاصمة من الصفر، لتنتقل إليها سياسيًا.. مصر نفسها غيرت العاصمة عدة مرات في تاريخها.. من أون إلى منف إلى طيبة إلى الإسكندرية.. ومن الدول التي غيرت عواصمها نيجيريا وروسيا وساحل العاج والبرازيل وكازاخستان وميانمار وتنزانيا.. مصر أيضًا كانت في حاجة إلى هذا الانتقال من الفوضى إلى الحداثة. فلم يكن مقبولًا أن تنتظر مصر حتى يكون سكان القاهرة 20 مليونًا.. ولو أن الرئيس أجرى استطلاع رأي بشأن الانتقال، أو أحال الأمر إلى «الحوار المجتمعي» لما كنا بدأنا في وضع طوبة. إندونيسيا لم تنتظر حتى تعوم فوق بركة ماء.. المكان الجديد وسط إندونيسيا بعيد عن أي تسونامي.. اختيار العواصم له ضوابط وقواعد محددة، ولا تنقطع صلته بالعاصمة القديمة.ومن مزايا الموقع الجديد لعاصمة إندونيسيا أولًا أنه ليس مُعرَّضًا كثيرًا للكوارث الطبيعية مثل، الفيضانات والهزات الأرضية وموجات تسونامي وثوران البراكين، علمًا أن جزءًا كبيرًا من الأرخبيل الإندونيسي يقع على حزام نار المحيط الهادئ.. كما أنه موقع استراتيجي في وسط البلاد.. أنقل هذا لتعرف أن القيادة المصرية تصرفت بسرعة لإنقاذ البلاد من الفوضى. هناك نقطة أخرى تتعلق باستقلال القرار، وهي أن إندونيسيا «منذ أن أصبحت مستقلة، لم تختر أبدًا عاصمتها».. كما أن اختيار الموقع الجديد هدفه إحداث التنمية في الأرخبيل الإندونيسي.. وما يقولونه صورة بالكربون مما سبقنا وفعلناه.. الهدف هو إحداث التنمية الاقتصادية في منطقة إقليم قناة السويس، والانتقال «شرقًا»، وهي مسألة تتعلق بالأمن القومي أيضًا».

الحذر واجب

«اهتم عادل اللبان في «المصري اليوم»، بحجم التسهيلات الأخيرة التي حصلت عليها مصر من صندوق النقد الدولي، التي بلغت 12 مليار دولار أمريكي، أي ما يمثل 82.6٪ من إجمالي التسهيلات التي سحبتها مصر من الصندوق، منذ بدء تعاملاتها معه، في زيادة لافتة ومقلقة من حيث التطور الضخم في حجم احتياجاتنا التمويلية المطلوبة، خاصة أن آخر المحادثات السابقة بين الصندوق وحكومات المجلس العسكري ثم الإخوان المسلمين دارت حول تسهيلات تتراوح قيمتها بين 3 و5 مليارات دولار أمريكي فقط، كما أنه تم سحب إجمالي قيمة القرض الحالي بشكل فوري، على عكس التسهيلات الثمانية السابقة له، التي لم تقم الدولة باستخدام أكثر من 26.8٪ في المتوسط من سقوفها المتاحة بسبب الحذر والتحوط الشديد من جانبها في التعامل مع الصندوق. ولهذا الحذر كما يرى الكاتب جذوره ومبرراته التاريخية، فقد أدت التفاهمات مع الصندوق التي بدأت الحكومة في تطبيقها في يناير/كانون الثاني 1977 بإعلان زيادات في أسعار السلع المدعومة إلى اندلاع انتفاضة شعبية عارمة، كادت تُسقِط نظام الرئيس أنور السادات رغم شعبيته الواسعة بعد حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، لذلك فشلت محاولات الصندوق المتكررة في إقناع الحكومة المصرية بالدخول في برامجه، واستمر الوضع على هذه الحال رغم صعوبة الأوضاع الاقتصادية، حتى سمحت ظروف مصر بتوقيع اتفاق تسهيل تحت الطلب بمبلغ 322 مليون دولار أمريكي فقط مع الصندوق، كإجراء احترازي لمدة عامين، ضمن حزمة الإجراءات الإصلاحية التي طبقتها حكومة الدكتور عاطف صدقي بنجاح في تلك الفترة، ولم تقم مصر بسحب أكثر من 62.8٪ من هذا التسهيل، وسددته في تاريخ استحقاقه، كما لم تسحب أي مبالغ من التسهيلات اللاحقة التي اتُّفق عليها في عامي 1993 و1996 كي لا يتم استغلالها كمسمار جحا للتدخل في شؤونها الداخلية».

من أجل افريقيا

من أوروبا حيث قمة السبع الكبار، إلى اليابان، حيث مؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية الافريقية، كان حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، كما يؤكد أكرم القصاص في «اليوم السابع» بصفة مصر رئيسا للاتحاد الافريقي، مشاركا في رئاسة المؤتمر مع اليابان، بجانب رؤساء الدول الافريقية، وعدد من المنظمات والمؤسسات الدولية، وتتضمن خمسة أطراف رئيسية هي: حكومة اليابان، ومفوضية الاتحاد الافريقي مكتب المستشار الخاص لشؤون افريقيا التابع للأمم المتحدة، برنامج الأمم المتحدة للتنمية، والبنك الدولي. ويشير الكاتب إلى أن مؤتمر «تيكاد» يعقد كل خمس سنوات بانتظام منذ عام 1993، وهو ضمن التجمعات الاقتصادية التي ظهرت ما بعد انتهاء الحرب الباردة، حيث انتهت القطبية الحادة وما رافقها من تجمعات إقليمية وقارية، تهدف «تيكاد» إلى تنمية افريقيا بشراكة دولية، وتعزيز الحوار السياسي بين افريقيا وشركائها للتنمية. وتنطلق مصر من إدراك لقدرات افريقيا وأهمية انطلاق القارة بشكل يقوى قدراتها التنموية والاستثمارية، تنطلق أيضا من إدراك لحجم التحولات الاقتصادية والجيوسياسية في العالم، التي يتم من خلالها إعادة بناء التكتلات الاقتصادية التقليدية بناء على القوى الجديدة، وحتى أوروبا نفسها تواجه اختبارات كبرى، في ما يتعلق بشكل ومضمون هذه التكتلات. بالطبع فإن الاقتصاد يشغل المساحة الأكبر في اهتمامات وتحركات الدول والتجمعات الدولية والإقليمية، بما يعني الحديث عن التنمية، وجذب الاستثمارات والتجارة، وهي عناصر تتعلق بالمصالح المباشرة لكل دولة، خاصة في ظل تقارير عن تباطؤ اقتصادي عالمي. فيما يتعلق بافريقيا، هناك العديد من التحديات والطموحات، تتعلق بتطوير البنية الأساسية للاستثمار، حتى لا تظل افريقيا مجرد مخزن للمواد الخام، خاصة أن القارة غنية بالموارد والثروات، لكنها ظلت طوال عقود بعيدة عن التطوير».

صيدليات مخالفة

نتحول نحو «الشروق» إذ يهتم أشرف البربري بقرار إغلاق العديد من الصيدليات الكبرى: «الدكتور محمد الشيخ، نقيب صيادلة القاهرة، يقول إن سلاسل الصيدليات تمثل خطورة على المهنة وتمارس بعض الأعمال الاحتكارية في الدواء، وتعد مخالفة صريحة لقانون المهنة 127 لسنة 1955. والدكتور محمد العبد، عضو مجلس النقابة العامة السابق يقول، إن سلاسل الصيدليات توقع عادة «عقد إدارة»، مع مالك الصيدلية، الذي يرغب في تأجيرها، بمقابل مالي شهري، ووضع اسمه بشكل هامشي على اللافتة، أسفل اسم السلسلة، وبالتالي لا تفتح فروعا جديدة ملكا لها، وهذا مخالف لقانون الصيدلة. فإذا كانت «سلاسل الصيدليات» غير قانونية أو تحايلا على القانون في أفضل أحوالها، وإذا كانت نقابة الصيادلة ومن ورائها وزارة الصحة حشدتا قواتهما وقررتا شطب اثنين من أصحاب أشهر سلاسل الصيدليات في مصر وهما: أحمد العزبي وحاتم رشدي، على خلفية هذه القاعدة القانونية، فما هو تفسير النقابة والوزارة لوجود مئات السلاسل التي تفرض اسمها على آلاف الصيدليات، وتنتشر في كل شارع من شوارع مصر المحروسة؟ يسأل البربري: هل ترتدي هذه السلاسل، الكبيرة منها والصغيرة «طاقية الإخفاء» فلا تقع عليها عيون القائمين على نقابة الصيادلة في مصر؟ وهل وقعت سلسلتا العزبي ورشدي في المحظور وخلعتا الطاقية، فكان ما كان من محاسبة صاحبيهما أمام لجنة التأديب في نقابة الصيادلة، لتقرر شطبهما نهائيا من قوائمها؟ بغض النظر عن كل ما قاله مسؤولو نقابة الصيادلة ووزارة الصحة، فإن الواقع يفتح بابا واسعا أمام التشكيك في دوافع التحرك ضد سلسلتين من سلاسل الصيدليات وترك المئات، وربما الآلاف تعمل بصورة طبيعية رغم مخالفتها للقانون».

من العمل للأمل

من أشد المتفائلين بالمستقبل أحمد الشامي في «الجمهورية»: «ما أسعد لحظات التفوق في العمل بعد جهد وتعب عندها تصبح الإنجازات بطعم المعجزات، هكذا كان شعور المصريين بعد افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي 1300 صوبه زراعية داخل قاعدة محمد نجيب العسكرية، قبل أيام، لأن طرح منتجاتها في الأسواق سيؤدي حتما إلى انخفاض أسعار السلع الغذائية. وهو يؤكد رؤية الرئيس أن دخول الحكومة في مجالي الزراعة والصناعة سيعود بالفائدة على المواطنين، وهذا الدور الطبيعي للدولة لضبط آليات السوق، وألا يترك الشعب فريسة لجشع بعض التجار الباحثين عن الثراء، في الوقت الذي تؤكد فيه القيادة السياسة أن تنفيذ المشروعات القومية يهدف إلى بناء أسس صلبة لدولتنا الفتية، لقد كشف الرئيس خلال افتتاح مشروع الصوب عن أن تجهيز مشروع الزراعات المحمية في محافظتي بني سويف والمنيا يصل إلى 250 ألف فدان وأن كلفته تتخطى 70 مليار جنيه، لأن تنفيذه يتم في ظروف قاسية، ويوفر 250 ألف فرصة عمل لأبناء الصعيد، وهو ما تحرص عليه الدولة الساعية إلى البناء، وتوفر فرص العمل لشباب مصر في كل مكان على أرضها الطيبة، لأن الدول لا تحقق طموحات شعوبها سوى بالعمل والكفاح وبذل الجهد، من خلال توفير فرص العمل لأبنائها الشباب، ولذا فإن المشروع سيكون له دور كبير في تنمية الصعيد، وتغيير حياة مواطنيه. هكذا تنتقل مصر من العمل إلى الأمل لكن يصر بعض المتآمرين ضد الوطن على التشكيك في الإنجازات التي تحققت بإرادة المصرين، لقد كان أعظم إنجازات الرئيس على الإطلاق إعادة مصر إلى المصريين».

إعلام سيئ السمعة

«كثير مما تنشره الصحف من حوادث وأخبار مثيرة مرده وفقاً لأحمد رفعت في «الوطن» يعود لتراجع مستويات المهنية، فقد أصبح الوجود في سوق التوزيع مرتبطاً بكل أسف بالإثارة.. والإثارة هنا بكل أشكالها، سواء التلاعب بمصالح الوطن بالإثارة السياسية والاقتصادية، أو التلاعب بمصالح المجتمع وأخلاقياته من خلال الإثارة الدينية أو الجنسية.. ومع الأخيرة نتوقف قليلاً.. إذ انتشر قبل سنوات ما يسمى بـ«الصحافة الصفراء» المهتمة أساساً بالحوادث الجنسية بأشكالها المختلفة من الخيانة الزوجية والشذوذ وزنا المحارم.. لم يكن في ضمير أصحابها، وبشكل جازم وحاسم، إلا تحقيق انتشار وتوزيع، وليس التحذير والتنبيه من انزلاقات خطرة يذهب إليها مجتمعنا.. ولأسباب مختلفة تركت هذه الصحف تعمل بضغوط «حرية الصحافة»، أو بدوافع زيادة هذه المساحة، التي ستكون على حساب الإثارة السياسية. هذا النوع من الصحافة كما يشير رفعت تراجع جداً خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد تحويل الأرباح من بيع النسخ الورقية إلى أرباح، من خلال عدد زوار المواقع الإلكترونية، وربما بسبب ذلك اختفى كإصدارات، لكن الفكرة ذاتها بقيت داخل بعض صفحات الحوادث، بينما المحتوى ذاته موجود في أغلب الصحف، ورقية وإلكترونية على السواء.. وأي مراجعة ستثبت على الفور أن هذا النوع من الأخبار يتصدّر نسب القراءة، بما يدفع إلى المزيد من الاعتماد عليها لجذب القارئ! السؤال الآن: هذا الاهتمام المكثّف غير المسبوق، وغير المعقول، هل تسبّب في تنبيه المجتمع لهذه الجرائم، بما أدى إلى انخفاضها؟ الحقيقة المؤسفة أن هذا النوع من الجرائم في تزايد.. وأي دراسة قد يقوم بها أي مركز بحثي بشكل علمي قد تثبت أمرين.. الأول أن مرتكبي هذه الجرائم قد تأثروا بأخبار نشرت عن جرائم سابقة شجعتهم ودفعتهم لها.. والثاني أن نسبة كبيرة من مرتكبى هذه الحوادث أغلبهم من المغيبين عن المجتمع».

وداعاً يا عرب

تسأل مي عزام في «المصري اليوم»: «هل انتهى العرب؟ والموجودون منهم الآن ليسوا أكثر من الخائفين في قصور الحكم وقوافل من المهاجرين بعيدا، والمنكفئين على أنفسهم في الداخل، وبقايا من المدجنين داخل حدود مخترقة سيتم تغييرها خلال سنوات؟ السؤال كما تؤكد مي صار مخيفا جدا مع تدهور النظام العربي في مراكز السلطة، وتدهور المجتمعات أيضاً، وإذا تابعنا الأحداث التي تجري على أرضنا وحولنا، سندرك مدى الخطورة التي وصل إليها حال العرب، حيث تلعب قوى إقليمية غير عربية براحتها تماما في البيت العربي، يفتشون خزاناتنا وغرف نومنا بحثا عن دور ونفوذ أكبر وثروات نكتنزها، ولا نستفيد منها. وتؤكد الكاتبة على أن إسرائيل لا تلعب وحدها في الساحة، فهناك إيران وهناك تركيا، والثلاث دول غير عربية لا يمكن إغفال نفوذها في تقرير مصير العرب ودولهم وحياتهم. نحن نعرف أن الدور الإقليمي يقترن بمقدار نفوذ أي دولة في الدوائر المحيطة وتأثيرها على دول الجوار، ولهذا فإن تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة يقلق إسرائيل، ويتعارض مع مشروع دولتها الكبيرة، لذلك تهتم بتقليص نفوذ إيران وتحجيم الطموح التركي، وهو ما جعل نتنياهو يقصف قواعد عسكرية في العراق تخص الحشد الشعبي الموالي لإيران، وشن غارات جديدة على أهداف في سوريا، أدت إلى سقوط قتلى من حزب الله اللبناني، ثم إرسال طائرتين مسيرتين سقطتا في الضاحية الجنوبية لبيروت وأصابت إحداهما المركز الإعلامي لحزب الله. رسائل إسرائيل لإيران تمر عبر ثلاث دول عربية، وفحواها: لا حصانة لإيران في أي مكان تقيم فيه قواعدها الموجهة ضد إسرائيل».

زواج البركة

نتحول نحو قطاع غزة الذي يعيش أوضاعاً اقتصادية مأساوية، دفعت البعض للصمود في وجهها للتغلب على قسوة الحياة، وها هي جيهان فوزي في «الوطن» تشيد ببعض التجارب: «منذ ثلاثة أيام أطلق أستاذ علم الأحياء والبيولوجيا محمود كلخ مبادرة «زواج البركة» فوجدت صدى وجدلاً كبيرين في المجتمع الغزاوي، نظراً لجرأتها وخروجها عن التقاليد، رفعت المبادرة شعار «بنات الغلابة لأولاد الغلابة»، وينص «زواج البركة» على أن يكون المهر ألف دينار أردنى (20 ألف جنيه تقريباً) والسكن عبارة عن غرفة في منزل عائلة الزوج وغرفة نوم لا تتجاوز الألف شيكل (5000 جنيه) وذلك عكس المتعارف عليه في العرف الغزاوي. تضيف الكاتبة: في الماضي كان الزواج في غزة مكلفاً للشاب وأسرته ومغالى فيه، أما وفي ظل الظروف البائسة التي يتعرض لها الشباب والفتيات الآن وهجرة البعض هرباً من الفقر في محاولة لتكوين مستقبلهم، وانتشار البعض الآخر في الطرقات يتجولون وجيوبهم فارغة، وقد وصلت أعمارهم الثلاثين ويزيد، لأن سنوات الانقسام سرقت أعمارهم، والعمر لا يعوض بثمن، فقد شعر كلخ، صاحب المبادرة، بأهميتها للمجتمع، وأنها حل مُشجع لمشكلة الشباب الذي أصبح على أعتاب الضياع، في ظل تضاؤل الأمل في رأب الانقسام وتحسن الأوضاع الاقتصادية. ازدياد حالات الطلاق والانهيار الأسري يرجعه صاحب المبادرة لتراكم الديون على المتزوج، بسبب ارتفاع المهور التي تتراوح بين (5000- 6000) دينار، ما يعادل (100 -120 ألف جنيه)، فمن حاول الإيفاء بالتزامات الزواج استدان ليكملها، وهو لا يعرف كيف سيقوم بسدادها، ومن هنا تنشأ المشاكل والأزمات وصولاً إلى الطلاق. إنها الحاجة التي تصنع الأفكار الخلاقة، والفكرة التي لم تكن مستأنسة بالأمس بسبب الأعراف والتقاليد، أصبحت مثار إعجاب وترحيب اليوم».

الأخلاق ماتت

منذ عدة أيام كان عماد رحيم الكاتب في «الأهرام» يستخدم مترو الأنفاق وكتب قائلا: «صعد رجل كبير في السن، يبدو عليه الإرهاق الشديد بخلاف كبر سنه، وكان المترو مزدحمًا، نادى أحدهم في الجالسين، ليقوم أي منهم ويجلسه مكانه، فقام أحد الكبار مثله عندما شاهد حاله، وكان بجانبه شاب صغير في السن، يلهو بمحموله، وعندما جلس الرجل المُجهد الطاعن في السن، نظر أحد الواقفين إلى الشاب، وقال له، لماذا لم تقم للرجل الكبير ليجلس مكانك، فكان رده صادمًا للجميع بلا استثناء، حينما قال، أنا مثله أملك تذكرة للركوب، وهو ليس أفضل مني ليجلس وأقف أنا! وقتها اشتعل الموقف بشكل كبير، وانبرى الجميع في مهاجمة الشاب بعنف واضح، مستهجنين رده المستفز، وبدأ الناس يتندرون على الماضي الجميل وقيمه وسلوكيات الناس فيه، وعما أصابنا اليوم من وجود جيل لا يعي أو يدرك القيم السامية التي نشأنا عليها جميعًا، وإذا كان هذا سلوكه الفظ العلني، فما سلوكه العام في التعامل مع من حوله؟ هذا الموقف ذكر الكاتب بمشاهد كثيرة مشابهة، مغايرة تمامًا لما كنا نسلكه في الماضي، فقد كان احترام الكبير فرضًا لا يمكن تركه، فما الذي حدث؟ يجيب الكاتب: بدأنا في التساهل مع الأبناء، وشاهدنا من ينادي والده باسمه مجردًا، كأنه زميل له في مرحلته العمرية، بدون اكتراث لقيمنا المعهودة، وخرج علينا من يؤكد أن السماح بهذا هو نوع من توغل الصداقة مع الأبناء، وهذا باطل يراد به حق، فعندما يسمح للأبناء بتجاوز الحد المسموح في العلاقة مع الآباء، علينا أن نتوقع تجاوزها مع الغير بدرجات متفاوتة. ويمكن تعميم هذا القياس في معايير أخرى، لنصل لمحصلة واضحة، أن التساهل هو بداية التراجع عن قيمنا».

الكبت يؤدي للانفجار

نتحول نحو مقارنة يعود خلالها عبد الله ظهري في موقع «الشبكة العربية» لأوضاع الليبيين في زمن القذافي: «كانت ليبيا تخلو من شبكات الهواتف المحمولة، العقيد كان يوفر لهم أساسيات الحياة ولا أكثر، منزلا وسيارة مدعمة ودعما كامل للسلع والخدمات، ولكن كل هذا لم يصل بالمواطن الليبي إلى حد الرفاهية الذي وصله وتعداه بمراحل نظيره الخليجي. الافارقة كانوا يشبعون رغبة العقيد في الزعامة. وقتها لم تكن هناك صحافة في ليبيا وقناة وحيدة تبث على استحياء وبتوجيه واضح ونادراً ما تخلو من العقيد وخطبه. عندما تذهب لإجراء اتصال في أي (سنترال) فاعرف أن مكالمتك مراقبة، ومن السهل أن تلحظ ذلك، وعليك في اتصالك مع ذويك أن تتحدث عن نفسك وعن أخبارك الشخصية ولا تتحدث عن ليبيا. المثابة الثورية أو حماية ثورة العقيد كان لها ممثلون في كل مكان، وفي كل بيت هناك ممثل للمثابة الثورية، ومن ثم لا يتحدث الأخ مع أخيه في السياسة! في كل منطقة هناك مسؤول أمني يتلقى معلومات من موردي معلومات، ومن ضمنهم بالطبع عاملون في السنترالات وأعضاء نشيطون في المثابة الثورية، وبالطبع طلاب متنصتون في قاعات الدراسة، وفي قاعات المحاضرات عليك أن تتحدث بحرص عن اقتصاد السوق والعولمة، فليبيا كانت تسير أو تقف في اتجاه مختلف تماماً. المفارقة أن مقررات إدارة الأعمال التي تدرس في ليبيا وغير ليبيا خارجة من رحم اقتصاد السوق والعولمة، كنا ومقرراتنا ومحاضراتنا في واد وكانت ليبيا في واد آخر! الخوف كان سيد الموقف في ليبيا، ثم جاءت لحظة الانفجار لتؤكد أن قوة الكبت أكبر من سطوة الخوف».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول alaa:

    عندما يتحكم في البلد وإقتصادها رجل لم يتعلم علم الإقتصاد ويقترض بالمليارات ولآ يعرف ولآ يسأل أحد عن صرفها وإلي أين تذهب وتمضي سنين وهو علي نفس المنهج .. إقتراض.. ناهيك عن باقي مجالآت حياة المواطن من تلقيه من إعلآم عسكري وثقافة إستخباراتيه وحتي مياة الشرب الملوثه والطعام .. الشعب الذي يرضي بهذآ ويخاف أن يعترض ولو بكلمه فحالته ستكون جحيم .

إشترك في قائمتنا البريدية