لندن ـ «القدس العربي»: في الرابع عشر من أبريل/ نيسان الحالي، تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو تم تعديله بتقنية الذكاء الاصطناعي، لمدرب مانشستر سيتي بيب غوارديولا، وهو يستقبل هدايا منافسيه على لقب الدوري الإنكليزي الممتاز ميكيل آرتيتا ويورغن كلوب، على طريقة انزلاقة أسطورة الريدز ستيفن جيرارد أمام مهاجم تشلسي الأسبق ديمبا با، التي تسببت في تحول نسخة لقب البريميرليغ 2013-2014 في الأمتار الأخيرة من «الآنفيلد» إلى ملعب «الاتحاد»، قبل أن تنقلب سخرية برامج الذكاء الاصطناعي إلى حقيقة في نهاية الأسبوع الماضي، تحديدا بعد المعارك المؤجلة من الجولة الـ29 للمسابقة، التي أعادت إلى الأذهان نفس النهاية التقليدية في السنوات القليلة الماضية، كأننا نشاهد سلسلة من أجزاء فيلم أو مسلسل، تبدو مختلفة من حيث الأحداث، لكن النهاية دائما ما تكون واحدة. وبعبارة أخرى «الجميع يعيش الوهم إلى أن يحكم البطل بأحكامه»، وبالكاد هذا ما يفعله حامل اللقب في آخر 3 سنوات في الوقت الحالي، إلا إذا حدثت معجزة في الأسابيع الأربعة المتبقية على انتهاء الموسم أو مباراته المؤجلة مع توتنهام، والسؤال الذي يفرض نفسه: كيف انقلبت الكفة لصالح السكاي بلوز في أسابيع حسم الدوري الأشهر والأقوى عالميا؟ هذا ما سنحاول مناقشته معا في موضوعنا الأسبوعي.
تأثير البطل
بالعودة إلى الوراء شهرين أو أكثر قليلا إلى الوراء، سنتذكر بعض اللحظات المثيرة للإعجاب في موسم ليفربول، والإشارة إلى الفترة التي تضاعفت فيها أحلام «الوداع الخرافي» للمدرب الألماني يورغن كلوب في نهاية موسمه الأخير مع أحمر الميرسيسايد، حين عصفت الإصابة بأكثر من نصف القوام الرئيسي، ومع ذلك، واصل الفريق المضي قدما في تحقيق أهدافه، في وقت كان المدرب الخمسيني يعتمد على شباب ومراهقين أقل من 20 عاما، وعلى النقيض من التوقعات التشاؤمية بأن كلوب سيترك ليفربول في حالة ولا أسوأ، تفاجأ الجميع بوجود الفريق في موقف جيد للغاية في كل الجبهات، لا سيما بعد تحقيق ما وصفها المدرب بالبطولة «الأكثر تميزا» في مسيرته التدريبية، بالتتويج بلقب كأس الرابطة للأندية المحترفة على حساب تشلسي، وتجلى ذلك باقتحام الفريق دائرة المنافسة على لقب البريميرليغ مع المدفعجية والإعصار السماوي، إلى جانب التقدم في بطولتي كأس الاتحاد الإنكليزي واليوروبا ليغ، رغم أنه على الورق، لم يكن الريدز من المرشحين المفضلين للفوز أو حتى المنافسة على لقب الدوري في بداية الموسم، لكن فجأة وبدون سابق إنذار، بدا وكأن الريدز قد خارت قواه، مقارنة بفترات المحنة، التي كان يتبارى فيها الكبير المتاح قبل الصغير في تقديم أفضل ما لديه، لتعويض النقص العددي الحاد بسبب الإصابات، والشيء المحبط بالنسبة لمشجعي النادي، أن هذا التراجع أو الهبوط الصادم في الأداء الفردي والجماعي للفريق، جاء بعد عودة هداف العصر الحديث محمد صلاح واكتمال تعافيه من الإصابة، التي تسببت بشكل أو بآخر في انقلاب موسمه من النقيض إلى النقيض، ومن اللاعب الثاني الأكثر مساهمة في تسجيل الأهداف في الدوريات الأوروبية الكبرى بما مجموعه 26 هدفا في جميع المسابقات خلف مهاجم بايرن ميونيخ هاري كاين بـ33 هدفا في كل البطولات، وذلك قبل أن يشد الرحال إلى كوت ديفوار، للمشاركة مع منتخب بلاده في كأس الأمم الأفريقية 2023، إلى شبح الأسطورة الذي يعيش على أطلال الماضي السعيد، متأثرا بتلك الانتكاسة التي تسببت في عودته مبكرا من البطولة الأفريقية، ثم عاودته مرة أخرى بعد فترة وجيزة من مشاركته الأولى بعد الإصابة أمام برينتفورد في منتصف فبراير/ شباط الماضي، التي شارك خلالها كبديل وخرج منها بتسجيل هدف وصناعة آخر، الأمر الذي ضاعف جرعة التفاؤل لدى المشجعين حول قدرة الفريق على المنافسة أو الفوز بالبرباعية هذا الموسم.
لكن من سوء طالع الفرعون وعشاق ليفربول، أنه منذ عودته من الإصابة الثانية المفاجئة، لم يستعد مستواه المعهود المعروف عنه، أو حتى ممارسة هوايته المفضلة، بتقمص دور البطولة المطلقة في اللحظات المعقدة، رغم أنه بلغة الأرقام والإحصائيات شارك بما مجموعه 10 أهداف منذ تعافيه من الإصابة، لكن على أرض الواقع، يعرف القاصي والداني أن المو، على الأقل لا يمر بأفضل لحظاته، في ما يُقال إنه سيكون موسمه الأخير مع ناديه قبل انتقاله المحتمل إلى الدوري السعودي هذا الصيف، وهذا ما اعترف به كلوب في مقابلة موثقة مع الصحافيين، قائلا بالنص: «الحالة التي يبدو عليها صلاح في الوقت الحالي، مرت بساديو ماني وروبرتو فيرمينو من قبل»، معتقدا أنه على المدى القريب، سيتمكن نجمه الأول من استعادة كامل مستواه ولياقته البدنية، لكن حجر العثرة، هو أن الوقت ينفد أمام كلوب وفريقه، إن لم يكن قد نفد تماما بعد تقلص فرصهم أكثر من أي وقت في المنافسة على اللقب، في أعقاب الهزيمة المؤلمة أمام غريم المدينة إيفرتون بهدفين نظيفين في أمسية الأربعاء الماضي التي احتضنها «الغوديسون بارك»، تلك السهرة التي كانت كاشفة لكل المشاكل والأسباب التي أدت إلى تبدل أوضاع وأحلام كلوب، من الطمع المشروع في معانقة رباعية للتاريخ إلى الاكتفاء بكأس الكاراباو وشرف المنافسة على باقي المنافسات، لعل أبرز هذه المشاكل، الرعونة المبالغ فيها أمام خصوم المنافسين، تماما كما حدث مع صلاح في أكثر من مناسبة فارقة، آخرها الفرصة السهلة التي أهدرها صلاح أمام أتالانتا في موقعة إياب ربع نهائي اليوروبا ليغ، بعد دقائق من نجاحه من تسجيل هدف رد الاعتبار على ثلاثية «الآنفيلد»، وقبله أهدر لويس دياز سلسلة من الانفراد السهلة أمام السيتي في كلاسيكو الجولة الـ28، ناهيك عن كوارث الأوروغواني داروين نونييز، الذي يعتبره البعض، أحد أسباب خروج الريدز من دائرة المنافسة على اللقب، بسبب كم الأهداف والفرص المحققة التي أهدرها على مدار الموسم، والطعنة الأخيرة جاءت من القائد فيرجيل فان دايك، الذي اهتز مستواه بصورة صادمة بالنسبة للمشجعين في الأمتار الأخيرة للموسم، مقارنة بالحيوية والحدة التي كان عليها في بداية الموسم، أو بالأحرى قبل أن يتشارك مع زملائه مسلسل «الهبوط الجماعي» في المستوى في الأوقات الحاسمة، والتي كبدت الفريق التراجع إلى المرتبة الثالثة في جدول الترتيب العام برصيد 74 نقطة، متأخرا بـ3 نقاط عن المتصدر آرسنال، ونقطتين ومباراة أكثر من حامل اللقب صاحب المركز الثاني، وذلك قبل أن يُسدل الستار على الأسبوع الـ35 للبريميرليغ، بعبارة أخرى قبل أن يصطدم بتوتنهام وأستون فيلا وولفرهامبتون في الجولات الثلاث المتبقية على انتهاء الموسم، فهل يا ترى يستيقظ الفريق من سباته وينجح في إنهاء الموسم بشكل مقنع بالنسبة للجماهير؟ أم أنه سيواصل الانهيار في نهاية السباق؟ هذا ما سنعرفه في النصف الثاني من الشهر الجديد.
غلطة الشاطر
مثل ليفربول، شهد موسم آرسنال الكثير من التقلبات، منها ما عُرفت بفترة لعنة التعادل مع الريدز بهدف للكل عشية عيد الميلاد، التي تحول خلالها الفريق من منافس قوي على اللقب إلى واحد من المنافسين المفضلين على المقعد الرابع المؤهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، تأثرا بهبوط مستوى بعض اللاعبين المؤثرين وغياب البعض الآخر بداعي الإصابة، خاصة في خط الدفاع، قبل أن ينجح في العودة بطريقة أقل ما يُقال عنها مذهلة بعد العودة من استراحة يناير/ كانون الثاني، تجلت في سلسلة الانتصارات الكاسحة، التي وصلت لحد عدم التوقف عن الفوز في ثماني مباريات على التوالي، تحديدا منذ النصر المظفر على كريستال بالاس بخماسية بلا هوادة في الأسبوع الـ21 وحتى تجاوز برينتفورد بهدفين مقابل هدف، بفضل ضربة كاي هافرتز القاضية في الدقيقة 86 في الأسبوع الـ28، وذلك من أصل 10 انتصارات في 11 مباراة على مستوى البريميرليغ، منها نتائج تندرج تحت مسمى «مهرجانات أهداف»، كالاستعراض على جار العاصمة وستهام يونايتد في عقر داره بسداسية نظيفة مع الرأفة، وتبعها بخماسية أخرى نظيفة خارج الديار أمام بيرنلي في الأسبوع التالي، ضمن المكاسب المعنوية بعد الفوز على المنافس المباشر في تلك الفترة ليفربول بنتيجة 3-1 في قمة مواجهات الأسبوع الـ23، قبل أن يعود ممثل الشمال اللندني إلى فصوله الباردة القديمة. وفي رواية أخرى، ارتكب نفس خطأ الموسم الماضي ونفس الخطأ الذي تسبب من قبل في حرمان يورغن كلوب من لقبين بعد تجاوز عتبة الـ90 نقطة مع انتهاء الجولة الـ38، وذلك بالتفريط في النقاط الثلاث أمام أستون فيلا، في نفس اليوم الذي سقط فيه ليفربول أمام كريستال بالاس بهدف نظيف في قلعة «الآنفيلد»، ومنها جاءت الفكرة العبقرية لفيديو الذكاء الاصطناعي لسقوط كلوب أمام غوارديولا، بمحاكاة انزلاقة الزعيم جيرارد أمام السنغالي ديمبا با، بعد تمريرة من آرتيتا بدلا من مامادو ساكا، والمفارقة العجيبة، أن آرسنال سقط في المحظور بعد إخفاقه الأوروبي، حين خيب آمال مشجعيه بالتعادل مع بايرن ميونيخ بنتيجة 2-2 في ذهاب الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا، في الوقت الذي كانت تطمح فيه الجماهير لرؤية فريقها يثأر من فضائحه القديمة أمام قاهره الأول على المستوى القاري، آخرها السقوط بخماسية مقابل هدف نظيف في آخر مواجهتين مباشرتين في الإقصائيات في فترة ما قبل الغياب الطويل عن بطولة كبار القارة، مثلما حدث مع الريدز بعد فاجعة أتالانتا في قلب «الآنفيلد»، ولو أنه من الإنصاف الاعتراف، بنجاح الغانرز في تخطي صدمة الخروج من الأبطال عقب الخسارة التقليدية في «آليانز آرينا»، كما وضح في آخر مباراتين أمام ولفرهامبتون وتشلسي، وبالأخص دربي الأسبوع الماضي، الذي حسمه آرسنال بخماسية مذلة كانت قابلة للضعف لولا أن تعامل رجال ميكيل آرتيتا مع المباراة على أنها تحصيل حاصل بعد تسجيل الهدف الخامس في الدقيقة 70، فقط يتبقى له أن ينجح في الاختبار الأكثر قوة وأهمية هذا الموسم، وإن جاز التعبير، المباراة الأهم في مشروع المدرب آرتيتا حين يحط الرحال إلى ملعب أعداء الحي الشمالي «توتنهام هوتسبر»، في دربي لا يقبل القسمة على اثنين، لرغبة الضيوف في القتال على اللقب حتى الأمتار الأخيرة، وفي نفس الوقت يرغب أصحاب الأرض في ضمان المقعد الرابع المؤهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، على أن تستمر المهمة المحفوفة بالمخاطر بمواجهة يمكن اعتبارها في المتناول أمام بورنموث في قلب «الإمارات»، ثم سيتبعها برحلة لا تقل صعوبة وشراسة عن دربي الديوك، أمام المنافس الكلاسيكي القديم مانشستر يونايتد على ملعبه «أولد ترافورد» وأمام جماهيره، المتوقع أن تكون في قمة حماسها مثل جماهير توتنهام، فقط من أجل الاستمتاع بالتسبب في ضياع اللقب على فريق المدفعجية، على أن يختتم الموسم باستضافة إيفرتون في الجولة الأخيرة التي ستقام في نفس التوقيت يوم الأحد الموافق الـ29 من الشهر المقبل.
عاد لينتقم
على النقيض من ليفربول الذي يعود بخطى ثابتة إلى الوراء وآرسنال الذي ترنح في أوج فترات ضغط المباريات على المستوى القاري والمحلي، يبدو وكأن مانشستر سيتي، قد بدأ موسمه للتو، بوصول جُل اللاعبين إلى أفضل حالاتهم ومستوياتهم الفنية، والحديث عن كلمة السر في عودة سلاسل الانتصارات واللا هزيمة كيفن دي بروين، الذي يثبت من مباراة لأخرى، أنه العقل المدبر والمحرك الأول لوسط الملعب والثلث الأخير من الملعب، دعك عزيزي المشاهد من أهدافه وتمريراته الحاسمة منذ عودته من الإصابة التي أبعدته عن الملاعب لفترة طويلة، بل دعنا نركز على تأثير تواجده على الدائرة المقربة منه داخل المستطيل الأخضر، في مقدمتهم الشاب الإنكليزي فل فودن، الذي يبدو وكأن الحياة دبت فيه من جديد منذ عودة شريكه في صناعة الفوضى والذعر في دفاعات المنافسين، مقارنة بالنسخة الباهتة التي كان عليها في النصف الأول من الموسم، أو بالأحرى في غياب الأشقر البلجيكي، إذ لم نكن نشاهد تلك الحلول السحرية ولا القرارات العنترية في الثلث الأخير من الملعب، كما هو وضعه الحالي، كلاعب جوكر بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بقدرات وإمكانات هائلة سواء في الاحتفاظ بالكرة والتصرف بها على أفضل ما يكون، أو في تحركاته بين الخطوط بدون كرة، بتعاون وثيق مع الثنائي برناردو سيلفا ودي بروين، وشاهدنا كيف انتقل المان سيتي إلى «ليفل الوحش» بعد خروجه من دوري الأبطال أمام ريال مدريد وتفرغه وتركيزه على جولات الحسم في البريميرليغ إلى جانب نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي، بذاك الاستعراض الكروي المهيب أمام المدرب الإيطالي روبرتو دي زيربي وفريقه برايتون على ملعب الأخير «الأميكس»، في مباراة كان يُعتقد أنها ستكون معقدة وفارقة في مشوار السيتي نحو الاحتفاظ بلقبه للموسم الرابع على التوالي، لكن على أرض الواقع، احتاجت ربع ساعة من التركيز لإنهاء صمود برايتون، الذي حاول تعطيل الآلة السماوية، من خلال أسلوب المراقبة القديم «لاعب ضد لاعب»، أملا في منع عملية التواصل بين ثلاثي الوسط الهجوم ورأس الحربة الوهمي جوليان ألفاريز، وحدث ذلك بقليل من الحيل في عمليات تبديل المراكز، بهدف فتح غارات أمام لاعبين آخرين، بالصورة التي استخدمت لخداع المدافع الأيمن لبرايتون من قبل سيلفا، حتى يأتي كايل ووكر ليرسل العرضية التي ألقى بها كيفن دي بروين كلمة الافتتاح، قبل أن يتكفل خليفته فل فودن بإضافة ثاني وثالث الأهداف، ثم جوليان ألفاريز بنفس الفكرة التي جاء منها الهدف الأول، الفارق أن كايل ووكر أرسل تمريرة أرضية هذه المرة لزميله الأرجنتيني، ولولا استرخاء غوارديولا وفريقه بعد قتل المباراة إكلينيكيا بالهدف الرابع، إلى جانب إراحة أسلحته الفتاكة في الشوط الثاني، لربما عاد الفريق إلى عاصمة الشمال بنصف دستة أهداف على أقل تقدير، لكنها بوجه عام، كانت شاهدة على الفارق الكبير على مستوى الجودة والكفاءة بين المان سيتي في وجود أغلب عناصره الأساسي وبين باقي خصومه في الدوري الإنكليزي الممتاز، وبطبيعة الحال، إذا حافظ الفريق على هذا النسق الخرافي في الأسابيع المتبقية على انتهاء الموسم، وهو السيناريو المتوقع، بحكم التجارب السابقة وتاريخ بيب مع لقب الدوري، الذي لم يخسره سوى 3 مرات طوال مسيرته التدريبية، واحدة مع برشلونة أمام ريال مدريد جوزيه مورينيو، وأخرى في موسم التجارب الأول مع السيتي والثالثة والأخيرة لصالح ليفربول في موسم استعادة اللقب للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود، فبنسبة كبيرة سيبقى اللقب في مكانه للعام الرابع على التوالي. ومن المؤشرات الأخرى التي تنذر بأن السيتي بات الأوفر حظا للظفر باللقب الأكثر منافسة وتقلبا في الألفية الجديدة، أنه سيخوض مواجهات أقل ما يُقال عنها في المتناول، ستبدأ بزيارة ملعب «سيتي غراوند» لمواجهة المكافح من أجل البقاء في البريميرليغ نوتنغهام فورست، وذلك في الوقت الذي سيتعارك فيه المنافس المباشر آرسنال مع توتنهام في دربي الأحد الكبير، وبعد زيارة ليفربول المحفوفة بالمخاطر إلى لندن لمواجهة وستهام في افتتاح مواجهات السبت الكروي، علما أنه في الأسبوع القادم سيستضيف ولفرهامبتون على ملعب «الاتحاد»، في نفس وقت استضافة ليفربول لخصمه اللندني العنيد توتنهام، فيما سيحاول فريق الغانرز أن يتنفس الصعداء عندما يستضيف بورنموث في نفس الأسبوع الـ36، قبل أن يأتي موعد الحسم وظهور ملامح البطل بنسبة تزيد على 80% في أسبوع الجولة قبل الأخيرة، حيث سيحل المان سيتي ضيفا على ملعب «كرافن كوتيج» لمقابلة صاحب الأرض فولهام، بينما آرسنال سيقارع «الشياطين الحمر» في عقر دارهم، وبالمثل ليفربول سيواجه أستون فيلا على ملعبه «فيلا بارك»، بعد ذلك سينتظر الجميع ما سيحدث في اللقاء المؤجل بين حامل اللقب وتوتنهام، الذي سيقام مساء الثلاثاء الموافق الـ14 من مايو/ أيار المقبل على ملعب «الاتحاد»، مع الوضع في الاعتبار، أنها تكون مجرد تحصيل حاصل بالنسبة للديوك، لا سيما إذا فشل الفريق في تقليص فارق النقاط الست الحالي مع صاحب المركز الرابع أستون فيلا، أو ربما تكون أكثر قوة وشراسة أو على أقل تقدير في نفس مستوى الاحتكاك المنتظر لآرسنال وليفربول أمام نفس المنافس، في النهاية، ستكون مباراة تحديد هوية الطرف الأوفر حظا وثقة في النفس قبل الذهاب إلى مواجهات الجولة الأخيرة، التي ستكون مجرد اختبارات عادية للمتنافسين الثلاثة على اللقب، والطريف أيضا أنهم سيخوضون المواجهة الأخيرة وسط جماهيرهم وعلى ملاعبهم، حيث سيلتقي السيتي مع وستهام على ملعب «الاتحاد»، وآرسنال سيستضيف إيفرتون على ملعب «الإمارات»، في ما سيكون يورغن كلوب في لحظات عاطفية في وداعه الأخير للجماهير أمام ذئاب ولفرهامبتون، وذلك بصرف النظر عن النتائج أو موقف الفريق من المنافسة قبل الذهاب إلى المحطة الأخيرة للبريميرليغ، والآن حان دورك عزيزي القارئ لتشاركنا الرأي: هل تعتقد أنه من حيث المنطق ولغة الأرقام بات السيتي الأوفر حظا للفوز باللقب؟ أم هناك سيناريو خارج التوقعات يُطبخ على نار هادئة في الأسابيع القليلة المتبقية على انتهاء الموسم؟ أم كما أشرنا في العنوان هل عاش آرسنال وليفربول قصة وهم جديدة مع ملك جمع النقاط ولعبة النفس الطويل بيب غوارديولا؟