كوريا الشمالية توجه منصة او منصتين لاطلاق الصواريخ نحو السماء… وواشنطن تحذر بيونغ يانغ من مواصلة ‘الاستفزازات’
11 - أبريل - 2013
حجم الخط
0
عواصم ـ وكالات: وجهت كوريا الشمالية منصة او منصتين لاطلاق صواريخ موسودان نحو السماء، ما يمكن ان يشير الى عملية اطلاق وشيكة، بحسب ما نقلت وسائل اعلام يابانية الخميس عن مسؤول في وزارة الدفاع. واوضحت شبكات التلفزيون اليابانية استنادا الى المصدر ذاته ان الامر قد يتعلق بتمويه، مشيرة الى انه تم رصد توجيه منصتي الاطلاق عبر الاقمار الصناعية. ورفضت وزارةالدفاع اليابانية التعليق على هذه المعلومات في اتصال اجرته معها وكالة فرانس برس. وقامت كوريا الشمالية في مطلع الاسبوع الماضي بنقل صاروخي موسودان ونصبتهما على آليات مجهزة بنظام اطلاق، بحسب ما افادت سيول التي تخشى ان تقوم بيونغ يانغ بتجربة في الساعات او الايام المقبلة. وصاروخ موسودان البالغ مداه نظريا ثلاثة الاف كلم قادر على اصابة كوريا الجنوبية واليابان. ويمكنها حتى ان يصيب اهدافا على مسافة اربعة الاف كلم ان كانت شحنته خفيفة، ما يجعله قادرا نظريا على ضرب جزيرة غوام الواقعة على مسافة 3380 كلم من كوريا الجنوبية في المحيط الهادئ والتي يتمركز فيها ستة الاف جندي امريكي. ولا تزال كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان في حال تاهب الخميس امام التهديدات الناجمة عن تصريحات النظام الكوري الشمالي الحربية والتحديات التي وجهها في الاشهر الاخيرة الى الاسرة الدولية. ومن المحتمل ان تقوم بيونغ يانغ باطلاق صاروخ بحلول 15 نيسان/ابريل ذكرى ولادة مؤسس جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية كيم ايل سونغ الذي توفي عام 1994. ويصادف يوم الخميس 11 نيسان/ابريل ايضا الذكرى الاولى لتنصيب كيم جونغ اون حفيد كيم ايل سونغ سكرتيرا اولا لحزب العمال الكوري، الحزب الواحد الحاكم في كوريا الشمالية. وقد تتزامن عملية الاطلاق مع زيارة مقررة لوزير الخارجية الامريكي جون كيري والامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الى سيول. وحذرت الولايات المتحدة كوريا الشمالية بضرورة التوقف عن ‘الاستفزازات’ والعدول عن عملية اطلاق صاروخ تبدو وشيكة رغم العقوبات الدولية ومخاطر ان يؤدي ذلك الى تاجيج التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وظلت القوات الامريكية والكورية الجنوبية في حالة تاهب عالية الخميس ازاء ‘التهديد الحيوي’ على حد تعبيرها الذي تمثله التصريحات النارية للنظام الكوري الشمالي والتحديات التي يواصل القيام بها في الاشهر الماضية. ومنذ شباط/فبراير 2012، اجرت بيونغ يانغ عمليتي اطلاق لصواريخ حققت احداها في كانون الاول/ديسمبر نجاحا، واعتبرها الغرب تجربة لاطلاق صاروخ بالستي، بالاضافة الى تجربة نووية ادت الى فرض مجموعة جديدة من العقوبات في مجلس الامن الدولي. كما اعلنت مؤخرا اعادة تشغيل محطاتها النووية ونصبت بطاريات صواريخ متوسطة المدى على ساحلها الشرقي. وكان وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل صرح الاربعاء ان ‘كوريا الشمالية ومن خلال خطابها العدائي، انما تلعب بالنار ولا تساعد في احتواء وضع غير مستقر’، مضيفا ان الولايات المتحدة ‘مستعدة لمواجهة اي احتمال’. واضاف هيغل ‘بلادنا مستعدة تماما لمواجهة اي احتمال، واي عمل يمكن ان تقوم به كوريا الشمالية، واي استفزاز يمكن ان تنجر اليه’. والاسبوع الماضي نقلت كوريا الشمالية الى ساحلها الشرقي صاروخي موسودان ومداهما 4 الاف كلم قادرين على بلوغ كوريا الجنوبية واليابان وحتى جزيرة غوام الامريكية حيث اجريت مناورات طارئة الخميس تحسبا لاي ضربة من بيونغ يانغ. ويمكن ان تتم عملية اطلاق الصاروخ بحلول 15 نيسان/ابريل المصادف ذكرى مولد مؤسس كوريا الشمالية او ان تتزامن مع الزيارة المقررة الجمعة الى سيول لوزير الخارجية الامريكي جون كيري والامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن. واشار مصدر حكومي كوري جنوبي الى ان بيونغ يانغ يمكن ان تطلق عدة صواريخ اذ تم رصد تحركات لعدة آليات مجهزة لاطلاق صواريخ سكود (مداها بضع مئات الكيلومترات) وصواريخ رودونغ (مداها يتجاوز الالف كلم). وقامت بيونغ يانغ بتحريك صواريخها مرات عدة في الايام الاخيرة لارباك الاستخبارات الاجنبية والعملاء المكلفين مراقبة منصات الاطلاق، بحسب وكالة يونهاب الكورية الجنوبية الخميس. واعلنت وسائل اعلام يابانية الخميس نقلا عن مسؤول في وزارة الدفاع اليابانية ان منصة او منصتي اطلاق لصواريخ موسودان تم توجهها نحو السماء، لكن الامر ربما يكون لمجرد التضليل. وردا على سؤال عن القدرات البالستية لكوريا الشمالية، قال رئيس هيئة الاركان الامريكية الجنرال مارتن ديمبسي ان ‘علينا ان نتوقع الاسوأ (بعد) اجراء اختبارات صاروخية عدة ناجحة’. وكان قائد القوات الامريكية في منطقة اسيا-المحيط الهادىء الاميرال سام لوكلير اعلن الثلاثاء ان الجيش الامريكي لن يسقط اي صاروخ تطلقه بيونغ يانغ الا اذا شكل خطرا على اليابان وكوريا الجنوبية والقواعد الامريكية. واوضح لوكلير امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الامريكي في واشنطن ‘اننا سنحدد سريعا اتجاه الصاروخ واين سيسقط’، مضيفا انه ‘لا ينصح باسقاط صاروخ لا يشكل تهديدا’. وكانت كوريا الشمالية والتي استاءت من اعتبار قسم من الاسرة الدولية تهديداتها فارغة، عاودت الثلاثاء التلويح بشن حرب نووية ونصحت الاجانب بمغادرة اراضي كوريا الجنوبية. وكانت انذرت قبل ذلك الدول التي تملك بعثات دبلوماسية في بيونغ يانغ بانها لن تضمن حماية امنها اعتبارا من العاشر من نيسان/ابريل في حال اندلاع نزاع. الا ان الاتحاد الاوروبي اعلن الاربعاء انه لا يعتزم في هذه المرحلة اجلاء بعثاته الدبلوماسية سواء في بيونغ يانغ او في سيول. وعلى خلفية هذا التوتر المتزايد، سحبت بيونغ يانغ عمالها ال53 الفا في مجمع كايسونغ المشترك والواقع على اراضيها وذلك بعد ان منعت منذ الثالث من نيسان/ابريل العمال الكوريين الجنوبيين من الوصول اليه واغلقت مركزا حدوديا مع الصين. وحذرت بيونغ يانغ بان كايسونغ ‘سيزول من الوجود اذا واصل نظام (رئيسة كوريا الجنوبية بارك غون هيه) استفزازاته’. وأكدت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، امس الخميس، قدرتها على اعتراض أي صاروخ تطلقه كوريا الشمالية، وذلك بواسطة صاروخ ‘باتريوت’، في حال ألحق أضراراً بالبلاد. ونقلت وكالة (يونهاب) الكورية الجنوبية عن المتحدث باسم وزارة الدفاع، كيم مين سوك، قوله في مؤتمر صحافي، إن البلاد تملك صواريخ ‘باتريوت’، إلا أنها لا تستطيع تغطية جميع أنحاء البلاد، غير أنه اشار إلى أنها قد تعترض الصاروخ الكوري الشمالي المحتمل إطلاقه، عند دخوله في مرمى من صواريخها. ويتمتع صاروخ باتريوت ‘PAC-2’ الذي تملكه القوات الجوية الطوية الجنوبية، بالقدرة على اعتراض صاروخ أو طائرة حتى ارتفاع 30 كيلومتراً في الجو. وأكد كيم أن الجيش الكوري الجنوبي في حال التأهب، حيث أن الصاروخ الذي يمكن أن تطلقه كوريا الشمالية ‘قد يشكل تهديداً لأمن شعبنا وأراضينا’. وأضاف أن معظم التوقعات ترجح إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي بحلول 15 نيسان/أبريل الجاري، غير أنه أشار إلى أن ‘الأمر يتطلب مزيداً من الدراسة من جانبنا حول موعد الإطلاق، وعدد الصواريخ المتوقع إطلاقها’. وعن الزيادة الحادة في التدريبات الجوية في كوريا الشمالية خلال الشهر الماضي، أشار كيم إلى أن مستواها وصل إلى مستوى مماثل مع السنوات الماضية. ومن جهتها، أكّدت بارك خلال اجتماع مع مستثمرين أجانب، اليوم في سيول، أن كوريا الجنوبية ستبقى مكاناً آمناً ومستقراُ للاستثمارات، مطمئنة إياهم بأن سلامتهم لن تكون بخطر، رغم التهديدات المتكررة من كوريا الشمالية. وأضافت بارك أن ‘كوريا الجنوبية تتحضّر، في هذه الأثناء، استناداً إلى زيادة دفاعاتها العسكرية، في الوقت الذي تعمل فيه عن كثب مع المجتمع الدولي، من بينه الولايات المتحدة والصين’. وشدّدت بارك على أن سيول تخطّت في السابق عدداً من الأزمات الأمنية المماثلة، ونجحت ببناء من أكبر اقتصادات العالم،معربة عن اعتقادها بأن المستثمرين الجانب في كوريا الجنوبية يثقون بقدرة بلادها على تحويل الأزمات إلى فرص. وأضافت ‘أنني أقول بثقة بأننا سنولّد بيئة مستقرة تتيح لكم الاستثمار، وتسيير أعمالكن، بدون أي قلق’. ومن جهة أخرى، اعتبرت الخارجية الكورية الجنوبية أن التهديدات التي تطلقها كوريا الشمالية بالتكتيكات ‘العديمة النفع’، مؤكدة أن بيونغ يانغ ستواجه العواقب، في حال مضيها بعملية إطلاق صواريخ جديدة. ودعا المتحدث باسم الخارجية الكورية الجنوبية، شو تاي يونغ، كوريا الشمالية إلى ‘الوقف الفوري لهذه التهديدات العديمة النفع، والجلوس إلى طاولة الحوار، واتخاذ القرارات الصائبة’. واعتبر أنه ‘من غير المناسب الشعور بالقلق من نشاطات كوريا الشمالية’، مشيراً إلى أن ‘حكومة البلاد تتاعمل مع هذه المسألة بهدوء وتتحضّر لكافة السيناريوهات’. وفي سياق متصل، طالب ناشطون كوريون جنوبيون حكومة البلاد بإرسال مبعوث خاص إلى جارتهم الشمالية، والدخول في محادثات معها حول تنامي التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وقال أحد أعضاء المجموعة، أثناء مظاهرة قامت بها في ساحة غوانغوامون، إن ‘الوقت ليس وقت الدخول في حرب من التذاكي’، داعياً ‘رئيسة البلاد، بارك كون هيه، إلى إرسال مبعوث خاص إلى الشمال’. وكانت مصادر كورية جنوبية، كشفت في وقت سابق امس، أن الشمال يعمد إلى تحريك عدة صواريخ عند ساحله الشرقي في محاولة منه التشويش على المراقبة الاستخباراتية. كما أعلنت كوريا الجنوبية عن قرارها نشر أنظمة صواريخ دفاعية محلية في تموز/يوليو المقبل، للتعامل مع التهديدات الكورية الشمالية خاصة في ما يتعلق بصواريخها وبرامجها النووية. يذكر أن بيونغ يانغ صعّدت لهجتها ضد سيول وواشنطن منذ تشديد العقوبات عليها على خلفية تجربتها النووية الأخيرة، حتى أنها هددت بشن حرب نووية شاملة عليهما، وتحويلهما إلى بحر من نار بحال مضت امريكا بما سمّته سياسة التخويف التي تعتمدها ضدها، وها قد توجهت بتهديد مباشر الآن إلى اليابان.