كيري ينهي زيارة ‘بناءة للغاية’ لاسرائيل والاراضي الفلسطينية

حجم الخط
0

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ : راى وزير الخارجية الامريكي جون كيري الثلاثاء بانه من الاهم اطلاق عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين ‘بشكل صحيح’ بدلا من اطلاقها ‘بسرعة’.
وقال كيري في ختام زيارة استغرقت ثلاثة ايام الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية ‘اكد لي كل من المسؤولين الذين قابلتهم بانهم سوف يبذلون قصارى جهودهم في محاولة المضي قدما’ مؤكدا بان ‘القيام بذلك بشكل صحيح اهم من القيام به بسرعة’.
واكد كيري للصحافيين قبل وقت قصير من مغادرته الى لندن بانه اجرى محادثات ‘بناءة للغاية’ مع القادة الفلسطينيين والاسرائيليين، وقال ان كلا الطرفين ‘قدما اقتراحات جدية للغاية ومبنية جيدا حول شكل التقدم الى الامام’.
واضاف كيري بان كل طرف يتعهد بمواصلة ‘محادثاتنا المكثفة مع الايمان بانها بناءة’. وقال كيري ‘لم يرسلني الرئيس (الايمركي باراك اوباما) الى هنا لفرض او املاء خطة’ معلنا عن اتفاق ‘لتعزيز التنمية الاقتصادية في الضفة الغربية’ المحتلة.
واعلن كيري الثلاثاء عن احراز ‘تقدم’ عقب محادثات اجراها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حول افاق السلام مع الفلسطينيين.
وقال كيري للصحافيين قبيل لقائه مرة اخرى بنتنياهو في القدس ‘من المنصف ان نقول باننا احرزنا تقدما’ في اشارة الى عشاء العمل الذي جمعهما ليل الاثنين والذي وصفه ‘بالبناء’.
واتفق نتنياهو وكيري على ‘القيام بواجبهما في الاسابيع المقبلة’ بحسب وزير الخارجية الاميركي الذي رحب ‘بجهود’ رئيس الوزراء الاسرائيلي.
ومن جهته، اكد نتنياهو انه ‘ليس مصمما على استئناف عملية السلام مع الفلسطينيين فحسب بل وبالقيام بجهد حقيقي لانهاء هذا الصراع مرة واحدة وللابد’. وكشفت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ العبربة، أمس الثلاثاء، النقاب عن أن الإدارة الأمريكية قامت بإعداد خطة للتوصل إلى سلام بين الدولة العبرية والسلطة الفلسطينية، ولكنها لم تكشف عن تفاصيلها وبنودها حتى الآن.
ونقل محلل الشؤون العسكرية في الصحيفة، أليكس فيشمان، عن مصادر أمريكية وصفها بأنها رفيعة المستوى في وزارة الدفاع (البنتاغون) قولها إن واشنطن تعتقد أنه من الصعب، إنْ لم يكن مستحيلاً، أنْ تتمكن الحكومة الإسرائيلية الحالية من الموافقة على المبادرة الأمريكية، على حد قولها.
كما كشف النقاب عن أن مبادرة وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، الذي يزور المنطقة، لعقد مؤتمر قمة رباعية في عمان بمشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، والعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، وممثل عن الإدارة الأمريكية، فشلت، ذلك أن عباس أبلغ كيري رفضه القاطع للمشاركة في القمة الرباعية المقترحة، كما أوضع عباس، بحسب المصادر عيها، لكيري، أنه لن يذهب للمفاوضات مع نتنياهو في أي مكان في العالم، طالما واصلت إسرائيل تعنتها، ولم تقُم بتنفيذ أي مطلب فلسطيني مهم لتحريك العملية السياسية، كما أكد عباس للوزير الأمريكي إصراره على رؤية الخرائط الإسرائيلية، الأمر الذي رفضه نتنياهو جملةً وتفصيلاً.
وتابع المصادر نفسها قائلةً إن القمة الرباعية في عمان، تهدف بالنسبة للأمريكيين، الحصول على موافقة مبدئية من الإسرائيليين والفلسطينيين على أكبر عدد من نقاط الخلاف الجوهرية بينهما، ليكونوا بذلك الأساس للمبادرة الأمريكية، ووفق المصادر في واشنطن، فإن كيري سيقوم بعد ذلك بعرض توصياته على الرئيس باراك أوباما، الذي سيكون له القول الفصل في ما إذا نضجت الظروف للإعلان عن مبادرة رئاسية أمريكية لحل الصراع القائم في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أوْ بالمقابل تُعلن واشنطن عن انسحابها من لعب دور الوسيط بين الطرفين المتنازعين، على حد قول المصادر.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية أيضًا، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين في وزارة الخارجية، إن جهود كيري في المنطقة ستستمر نصف سنة، وخلال هذه الفترة سيزور المنطقة كل عدة أسابيع، وتابعت المصادر قائلةً إن القمة الرباعية التي يعمل الأمريكيون على إخراجها إلى حيز التنفيذ، ستكون بمثابة انتهاء الجانب النظري من الخطة الأمريكية، واختيار عمان، لم يكن من قبيل الصدفة، بل لتوجيه رسالة إلى شعوب المنطقة والعالم برمته، بأن واشنطن معنية جدًا بتقوية مكانة الملك الأردني، والمؤتمر في حالة انعقاده سيؤكد لكل من في رأسه عينان على أن المملكة الهاشمية باتت عنصرًا مهمًا للغاية في محاولات التوصل إلى سلام بين إسرائيل وفلسطين، كما أن واشنطن تسعى من وراء طرح المبادرة في عمان، إلى حض الدول العربية المصنفة وفق معجمهم بالمعتدلة على المشاركة في الجهود المبذولة للتوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، بحسب المصادر الأمريكية.
ولكن المصادر عينها أوضحت، كما كتبت الصحيفة العبرية في التفاصيل، أن الرفض الفلسطيني للمشاركة في القمة الرباعية فيس عمان هو العائق الأول، ولكنه ليس الأهم، ومن أجل التغلب على هذا العائق، فإن الوزير كيري يسعى إلى الحصول على تعهدات إسرائيلية رسمية من نتنياهو تكون بمثابة بوادر حسن نية من الطرف الإسرائيلي تجاه الرئيس عباس، بالإضافة إلى تحويل أموال الضرائب الفلسطينية بانتظام إلى السلطة، وشددت المصادر على أن قسما من المطالب الفلسطينية، عبر الأمريكيين، ما زالت سرية، ومنها، على سبيل الذكر لا الحصر، كشفت المصادر، تعهد إسرائيلي بعدم البناء في المستوطنات الإسرائيلية الواقعة خارج ما يُسمى بالكتل الاستيطانية، التي ستبقى تحت سيادة الدولة العبرية في أي حل نهائي، مقابل تعهد فلسطيني بالتوقف عن التوجه إلى المنظمات الدولية، وتحديدًا إلى الأمم المتحدة بطلب الاعتراف بفلسطين كدولة سيادية، وذلك على الأقل في الأشهر القليلة القادمة، كما أكدت المصادر.
وتابعت المصادر قائلةً إنه إذا تمكن الوزير كيري من عبور الشروط الفلسطينية بالاستجابة الإسرائيلية، فإنه سينتقل مباشرة إلى القمة الرباعية في الأردن، حيث سيُحاول الأمريكيون هناك تقريب وجهات النظر بين الإسرائيليين والفلسطينيين في القضايا العالقة بينهما، بما في ذلك القضايا الجوهرية، مشددةً على أن كيري بدأ بالحديث مع الطرفين في مسألتي الحدود والأمن، وفي هذا السياق بالذات، شددت المصادر الأمريكية، على أن صناع القرار في واشنطن يحملون مبادرة مفصلة قريبا إلى الصدر، ولكنهم في الوقت ذاته، يُرجحون عدم قدرة الحكومة الإسرائيلية الحالية على قبول الخطة، والتي بحسبها فإنه الآن بإمكان الطرفين التوصل إلى اتفاق حول 80 بالمئة من الخلاف حول الأراضي، ذلك أنه حتى الإسرائيليين على قناعة أنه في 94 بالمئة من الأراضي المختلف عليها يسكن الفلسطينيون فقط، بكلمات أخرى، قالت المصادر، إن الترجمة الفعلية والعملية لهذه المبادرة هو قيام إسرائيل بتسليم السلطة الفلسطينية المنطقة المصنفة بـC شريطة أنْ تكون منزوعة السلاح.
كما أن الخطة الأمريكية تشمل أيضا، بحسب المصادر، تشكيل قوة دعم مؤلفة من عدة دول مثل تركيا والمملكة العربية السعودية ودول الخليج ودول من المغرب العربي، التي تعمل على دعم السلطة الفلسطينية من جهة، وفي المقابل، تعمل هذه الدول أيضًا على القيام ببوادر حسن نية تجاه الدولة العبرية، على شاكلة القضايا التي جاءت ف المبادرة السعودية، والتي تحولت لاحقًا إلى مبادرة عربية، وبحسب المصادر فإنه بموجب المخطط الأمريكي الجديد، سيكون لهذه المجموعة فرصة التدخل في حل المشاكل الإقليمية، مثل المشكلة السورية، إيران والاستقرار في الأردن، وهذه القضايا، أكدت المصادر مهمة جدًا أيضًا لإسرائيل، على حد قولها.
في السياق ذاته، قالت صحيفة (معاريف) العبرية، إن إسرائيل تضع شروطًا تعجيزية من اجل العودة للمفاوضات لن تكون مقبولة على الفلسطينيين، مثل الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل كدولة يهودية وذلك بهدف دفعهم إلى التراجع عن شرطهم بوقف الاستيطان.
علما أن وزيرة القضاء، المسؤولة عن المفاوضات، تسيبي ليفني كانت قد ألمحت أمس، بأنها لا تضع هذا الشرط للعودة إلى المفاوضات، وقالت الصحيفة في هذا السياق إن إسرائيل قد تقبل صيغة دولتين لشعبين في حدود الـ 67، مشيرة إلى أن الفلسطينيين تحدثوا حتى الآن عن حل الدولتين فقط، مضيفةً أنه نتيجة لهذه الشروط الإسرائيلية ستكون اتساع الهوة بين الطرفين وابتعاد إمكانية العودة إلى المفاوضات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية