لطالما اشتهر قلب دفاع يوفنتوس الايطالي الدولي جورجيو كيليني بصلابته وربما خشونته، لكن الأهم دائماً بولائه، ان كان لناديه الذي أمضى معه 15 عاماً، او لمدربيه او لزملائه النجوم… الى حد الآن.
ابن الخامسة والثلاثين، صنع زوابع في الأيام الاخيرة، ربما لتحريك المياه الراكدة في عالم كرة القدم بفعل فيروس كورونا، لكن كيليني فتح الباب لعواصف من الجدل عبر اصدار كتاب عن سيرته الذاتية يحمل عنوان “أنا جورجيو”، تعرض خلاله الى العديد من نجوم اللعبة ولزملائه اللاعبين ضمن آراء شخصية، لكنها اعتبرت صادمة، بل وجارحة عند غالبية المتلقين.
أبرز من تناول في أوراقه “الشيطانية”، النجم المصري هداف ليفربول محمد صلاح وحادثته الشهيرة مع مدافع ريال مدريد سيرخيو راموس في نهائي دوري أبطال أوروبا 2018، عندما تسبب المدافع الاسباني بكسر كتف صلاح خلال المباراة، ليفتقده ليفربول ليخرج خاسراً من بين أسباب أخرى، لكن كيليني وصف فعلة راموس بـ”ضربة معلم”، مشيدا بالمدافع الخشن وأسلوبه “الشيطاني” معتبراً انه “أفضل مدافع في العالم”، بل انه “لاعب كامل وصاحب تقنيات عالية تمكنه ان يلعب مهاجماً… يملك خاصيتين لا يملكهما غيره، يعرف كيف يكون حاسماً في المباريات الكبيرة ويعرف كيف يتدخل بصورة لا تصدق قد تقود الى اصابة الخصوم، وحادثة صلاح ضربة معلم… هو دائماً يقول انه لم يقصد ايذاء صلاح، لكنه يدرك ان 9 مرات من 10 عندما تسقط وأنت تشد يد الخصم بدون ان تفلتها سيخاطر باصابة هذا الخصم… وهذا بالضبط ما حدث”. وفي المباراة ذاتها اصطدم راموس بحارس ليفربول كاريوس ما تسبب بارتجاج في رأسه قاده الى ارتكاب خطأين فادحين كلفا فريقه اللقب.
وكال كيليني المديح في كتابه على المهاجم الاوروغواني لويز سواريز مبدياً إعجابه بتصرف مهاجم برشلونة عندما عضه أثناء مباراة متوترة في كأس العالم 2014 في البرازيل. وصدر قرار ضد سواريز، الذي أفلت من العقاب خلال المباراة، بالإيقاف أربعة شهور وتسع مباريات دولية، لكن كيليني قال إنه لا يحمل أي ضغينة ضد مهاجم برشلونة وقال: “الخبث جزء من كرة القدم ولا أفضل القول إنه غير شرعي. لتجاوز منافس يجب أن تتحلى بالذكاء (سواريز). لو افتقد هذا المكر سيصبح مهاجما عاديا”.
حتى الأن يبدو كيليني انه يشيد بلاعبين بعيدين عن ناديه، لكنهما يجمعهما الجدل البعيد عن أخلاق كرة القدم، لكنه أيضاً تعرض الى زملائه السابقين، فوصف النجم التشيلي أرتورو فيدال (لاعب برشلونة الحالي)، بانه مدمن كحول ويشرب كثيراً عندما تزاملا في يوفنتوس، الا ان فيدال رد بغضب: “ما يحدث داخل غرف اللاعبين يجب ان يبقى في غرف اللاعبين ومن المعيب كشف أسرار الزملاء. ومع ذلك كنت كالبقية أشرب عندما يشربون”، معتبراً ان كيليني كسر ميثاق شرف غير مكتوب لكنه متعارف عليه بين الزملاء واللاعبين.
واعتبر كيليني في كتابه المهاجم ماريو بالوتيلي بانه “لاعب سلبي يستحق الصفع”. ولعب الاثنان معاً في المنتخب الايطالي في كأس أمم أوروبا 2012 ومونديال 2014، لكن ما حدث في كأس القارات بين هذين العامين صدم قائد يوفنتوس الذين قال: “بالوتيلي لاعب سلبي جداً ولم يحترم أحدا… خلال كأس القارات 2013 في البرازيل لم يقدم يد المساعدة لأحد، كان يستحق الصفع على وجهه… البعض اعتبره واحداً من أفضل 3 مهاجمين في العالم حينها، لكنني لم اعتبره حتى من بين أفضل 20”. ورد بالوتيلي بقسوة: “انه جبان. كان يملك الوقت منذ 2013 الى الآن ليخبرني بذلك في وجهي. أنه ليس رجلاً. هو يعتبر نفسه بطلاً فاذا كان هذا هو تصرف الأبطال فلا اريد ان أصبح بطلاً”.
لكن كيليني أبقى أقسى انتقاداته الى النجم البرازيلي فيليبي ميلو، الذي لعب معه بين 2009 و2011، ووصفه بأنه “أسوأ الأسوأ” و”تفاحة فاسدة”، وقال عنه: “هناك السيئ وهناك الأسوأ وأنا لا أتحمل من لا يحترم أحداً ويكون متناقضاً… عندما يكون موجوداً حولنا يجب ان تحدث مشكلة وينتهي الامر عادة بشجار… أخبرت المسؤولين بذلك لانه مثل التفاحة الفاسدة”. ورد ميلو بان زميله السابق “غضب لانني رحلت الى غلاطة سراي وفزنا على يوفنتوس بعدها بعام”.
الكتاب ينشر على حلقات في الصحف الايطالية قبل توزيعه في الأسواق، وسيذهب ريع مبيعاته الى جمعيات خيرية، رغم صراحته المطلقة فان خير كيليني يظل في عين البعض كشيطان يرقص بكلماته على الورق.
رغم كل ما ذكره و يبدو قاسياً ، الا انه لاعب محترم على المستطيل الأخضر
و لا يبدو عنيفاً او مشاغباً او مثيراً للمشاكل
هو مدافع قوي و لعبه رجولي و فرق بين اللعب الرجولي القوي و بين العنف المؤذي.
كما أنه قائد في الملعب
و كذلك شخص مثقف على المستوى الشخصي حيث حاز على شهادة ماجستير قبل فترة ليست بالبعيدة.
.
لكن ما ورد في بعض هذه المذكرات و نشرت في هذا المقال، أراه تجاوز للصراحة إلى الفضاضة.
لا اتفق معه على حادثة راموس تجاه محمد صلاح، الذي نعشقه و لكن الاعادة بينت انه رغم تهور راموس المعتاد لكن في هذه الحادثة، صلاح من وضع نفسه في هذا المأزق، و لن يعجب هذا الرأي الكثير طبعاً، لكن الحيادية تكشف الحقيقة.
راموس ، لاعب رغم إمكانياته الكبيرة لكنه متهور و يتسبب بكوارث لفريقه أحياناً.
اما فيليبي ميلو، فأتفق مع غيليني انه أسوء الأسوء ، و حين تسبب بخروج البرازيل في كأس العالم عام 2010 أمام هولندا نتيجة تهور اكثر من غبي تسبب بطرده و خسارة البرازيل للمباراة،لو كنت مسؤولاً في البرازيل لطالبت بمحاكمته لإهداره سمعة دولة بأكملها.
راموس يحافظ على نفس المستوى منذ 15 سنة على الأقل كما أنه يتقمص عادة دور الهداف، لذلك فلا غرابة بوصفه باللاعب المتكامل وكونه أحسن مدافع في العالم، لكن هذا لايبرر مافعله مع صلاح،كما أن عضة سواريز المكررة في الملاعب ضد كييليني هي أغبى ماقام به هذا اللاعب في مسيرته، لكن في المقابل، يبقى استعماله ليده في مباراة أروغواي وغانا في كأس العالم 2010 لإخراج الكرة من المرمى وتلافي هدف الإقصاء المحقق في ربع النهائي، (يبقى هذا) أخبث شيء قام به هذا اللاعب