دمشق – «القدس العربي»: استهدف سلاح الجو التابع للنظام السوري، أمس الثلاثاء، بغارتين جويتين، موقعين في ريف درعا، جنوب سوريا. وقال المتحدث باسم تجمع أحرار حوران أيمن أبو نقطة لـ”القدس العربي” إن طائرة من نوع “سوخوي 24” أقلعت الثلاثاء من مطار التيفور T4 العسكري في ريف حمص، واستهدفت موقعين في ريف درعا الغربي.
وقال: إن الغارة الأولى استهدفت منطقة زراعية معروفة باسم “أرض السعادة” على الطريق الواصل بين مدينة طفس ومركز المحافظة درعا، نتج عنها إصابة طفل بجروح طفيفة. لافتاً إلى ان الطفل يقطن مع عائلته في خيمة تبعد نحو 1 كم عن المكان المستهدف. وتعرف المنطقة المستهدفة بأنها معقل لأبرز مهربي المخـدرات في المنطقة والذي غادر المحافظة إلى لبنان قبل نحو شهر ونصف الشهر.
وقال المتحدث “إن المنطقة كانت إحدى مناطق انتشار مجموعات تعمل في تجارة المخدرات تتبع لشخص يدعى رافع الرويس وهو أبرز تجار المخدرات”. وغادرت مجموعة الرويس المنطقة المُستهدفة قبل أكثر من شهر بعد الغارة الأردنية التي استهدفت مرعي الرمثان.
الغارة الثانية، استهدفت منطقة زراعية بين بلدة اليادودة في ريف درعا الغربي وبلدة عتمان التي تعتبر مدخل مدينة درعا من الجهة الشمالية، وفق المتحدث.
ولم ينتج عن الغارة أي إصابات ولم تستهدف بحسب المصدر مقرات عسكرية سابقة أو أهدافاً واضحة، الأمر الذي “يفتح الباب واسعاً على تحليلات مختلفة، لعل أكثرها منطقية أن العملية رسالة من النظام السوري إلى جامعة الدول العربية يؤكد فيها التزامه المبادرة العربية خطوة مقابل خطوة”.
الشرطة تقتل الشرطة
ووفقاً لمصادر خاصة لشبكة “تجمع أحرار حوران” فإن “مقتل 7 من أفراد الشرطة في عمليات متفرقة في محافظة درعا خلال شهر حزيران الحالي، جاءت بتعليمات من ضباط النظام وتحديداً من رئيس فرع الأمن العسكري في درعا، لؤي العلي، لتعزيز مثل هذه العمليات، وإقناع العرب بتعرض قواته لعمليات استهداف من جهات إرهابية، وربط ملف المخدرات بمن يصفهم مجموعات إرهـابية مسلحة، ومحاولة تبرئة ضباط النظام وحزب الله من عمليات التصنيع والتهريب في المنطقة الجنوبية”. تزامناً، تبنت موسكو المجزرة التي ارتكبها سلاح الجو الروسي في سوق شعبي للخضار، الأحد، في مدينة جسور الشغور. وزعمت روسيا أن الغارات التي شنتها طائراتها على ريف إدلب، أدت إلى مقتل 65 مسلحاً، حيث قال نائب قائد القوات المسلحة الروسية ومركز المصالحة في سوريا، العميد أوليغ غورينوف، إن الغارات استهدفت الجماعات المسلحة “غير الشرعية” في إدلب، ودمرت أربعة مراكز قيادة ومستودعات أسلحة، وقضت على 65 مسلحاً، حسب وكالة “ريا نوفوستي”. في موازاة ذلك، أصدر الدفاع المدني السوري بياناً عبر موقعه الرسمي، قال فيه إن “الطائرات الحربية الروسية جددت غاراتها الجوية على ريف إدلب، الأحد 25 حزيران، بالتزامن مع قصف مدفعي لقوات النظام استهدف ريف إدلب الشرقي، في تصعيد مستمر وهجمات متواصلة منذ أكثر من أسبوع على شمال غربي سوريا، تهدد حياة المدنيين قبيل عيد الأضحى وتفاقم معاناتهم”.
وأضاف: قتل 9 أشخاص بينهم عمال ومزارعون، وأصيب 61 آخرون، في مجزرة ارتكبتها الطائرات الحربية الروسية بغارات جوية، وكان أغلب ضحاياها في سوقٍ للخضراوات والفواكه على أطراف مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي.
واعتبرت منظمة الخوذ البيضاء، أن التصعيد المستمر على شمال غربي سوريا يهدد حياة أكثر من 4 ملايين مدني، لا ضمان لحمايتهم إلا بتطبيق القرار الأممي 2254 الذي يبدو أنه يتلاشى مع التغاضي الدولي عن جرائم روسيا ونظام الأسد بحق المدنيين.
وقتل شابان شقيقان، بغارات جوية روسية، السبت 24 حزيران استهدفت مزرعتهما ومنزلهما فيها، في قرية بسبت في ريف جسر الشغور غربي إدلب، كما تعرضت الجبال المحيطة في قرية بكفلا في الريف نفسه لغارة جوية مماثلة، وتعرضت مساءً مدينة جسر الشغور لقصف صاروخي استهدف الأحياء السكنية، ما خلف أضراراً مادية وحالة ذعر بين الأهالي.
قصف روسي للأحياء السكنية
ويوم الخميس 22 حزيران قتلت امرأة وأصيب 5 نساء بجروح، بقصف صاروخي لقوات النظام وروسيا، استهدف الأحياء السكنية ومحيط مدرسة ومسجد، في مدينة سرمين شرقي إدلب، كما أدى القصف لتهدم جدار منزل في المدينة أصيب على إثره فتى بجروح طفيفة، وجددت قوات النظام وروسيا بعد ساعات قصفها الصاروخي على المدينة مستهدفةً الأحياء السكنية والسوق الشعبي دون وقوع إصابات.
وارتفعت وتيرة هجمات النظام وحليفه الروسي على شمال غربي سوريا خلال شهر حزيران الجاري وتركزت بشكل كبير على قرى ريف إدلب الشرقي والغربي والجنوبي، ووثق الدفاع المدني السوري أكثر من 70 هجوماً منذ بداية التصعيد حتى يوم السبت 24 حزيران، تسببت بمقتل أكثر من 6 أشخاص بينهم نساء وأطفال، وإصابة أكثر من 27 شخصاً بينهم نساء وأطفال أيضاً.
واستجابت فرق الدفاع المدني السوري لأكثر من 200 هجوم منذ بداية العام الحالي شنتها قوات النظام وروسيا وهجمات من مناطق سيطرة مشتركة لقوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية وهجمات بطائرات مسيرة وانفجارات، في شمال غربي سوريا منها 241 هجوماً مدفعياً وصاروخياً و6 هجمات جوية روسية، وأدت هذه الهجمات والانفجارات لمقتل 24 شخصاً بينهم 5 أطفال، كما أصيب أكثر من 90 شخصاً بجروح بينهم 32 طفلاً و20 امرأة.
ويشكل التصعيد الأخير من قوات النظام وروسيا وحلفائهم مخاوف لدى المدنيين من استمرار القصف الممنهج الذي يخطف أرواح المدنيين باستمرار لسياسة تنتهجها قوات النظام وروسيا تقوم على القتل في ظل غياب أي موقف أممي أو دولي لإنهاء القتل والتهجير والانتقال للحل السياسي الشامل وفق قرار مجلس الأمن 2254 والذي يبدأ بوقف هجمات النظام وروسيا على المدنيين وعودة المهجرين قسراً لمنازلهم وبمحاكمة مرتكبي الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية.