يفعل رئيس “أزرق أبيض” ورئيس الوزراء البديل بيني غانتس في الآونة الأخيرة ما لم يفعله على مدى سنة ونصف من حياته السياسية: يهدد. من موقف دون انتخابي وهبوط في الاستطلاعات وصورة مشروخة يقف غانتس في الأيام الأخيرة ويطرح إنذاراً حازماً وحاداً لرئيس الوزراء نتنياهو وشركائه في الليكود: إما انتخابات أو ميزانية. لدى غانتس مبرر سياسي – جماهيري: كتب في الاتفاق الائتلافي صراحة أن الحكومة ستقر بعد مئة يوم من إقامتها ميزانية لسنتين للعامين 2020 – 2021. تلبث نتنياهو بالقرار في تموز الماضي، وتسبب بأزمة سياسية، نال تأجيلاً لمئة يوم، ويرفض مرة أخرى إقرار ميزانية 2021 في الوقت المحدد. سلوك عبثي، ولكنه غير مفاجئ.
نتنياهو معني باستغلال الزمن حتى نهايته؛ أي الانتظار حتى 23 كانون الأول، وهو الموعد الأخير لإقرار الميزانية حسب القانون، وعندها يقرر أيهما خيراً له انتخابات أم ميزانية لدولة منهارة. أما غانتس، وأشكنازي، ونيسنكورن وكبار رجالات “أزرق أبيض” فقد جلسوا في الأيام الأخيرة وتوصلوا إلى الفهم التالي: على أي حال، إذا يقرر نتنياهو قيادة إسرائيل إلى انتخابات رابعة، فسنسبقه ونشوش كل مخططاته. كيف قال غابي أشكنازي لرفاقه في الحزب: “إذا كنا ننزل منذ الآن، فمن الأفضل أن نقاتل ونسقط على الحراب”. ولسرورهم، فقد أعطى يوعز هيندل وتسفيكا هاوزر إسناداً مطلقاً لخطوة غانتس وانضما إلى تهديد ضد نتنياهو. هيندل وهاوزر اللذان يعول عليهما نتنياهو ليحصل منهما على صوتين لحكومة 61 ضيقة برئاسته.
ثمة ميل طبيعي ومفهوم ألا يؤخذ تهديد غانتس بجدية. ظاهراً، يلوح بمسدس فارغ من الرصاص. أو بكلمات أخرى: أي مصلحة له في أن يأخذ “أزرق أبيض” النازف إلى الانتخابات؟ والجواب يكمن في جسم السؤال: بسبب وضع حزبه، يعرف أن ليس هناك ما يخسره. وبالتالي، بدلاً من أن يسمح لنتنياهو بإقرار قواعد اللعب، سيأخذ هو الخيوط كي يتصدر جدول الأعمال ويقرر إن كان سيحدث هناك انتخابات (مثل تأييد قانون حل الكنيست) وفي أي موعد. مهما يكن من أمر – سيبقى وزراء “أزرق أبيض” في الحكومة حسب القانون، وسيصوتون بشكل مستقل على القوانين وغير ملزمين بالاتفاق الائتلافي. “هذا لم نعد نحن”، قال مسؤول كبير في “أزرق أبيض”، “الجمهور يريد انتخابات”.
بدا غانتس في الأيام الأخيرة مفعماً بروح قتالية؛ بدلة التهديدات تفعل الخير له، فهو حاد، مقنع، وطلق اللسان قياساً لخطاباته السابقة. والهدف هو الضغط على نتنياهو وبث رسالة الحسم. علي وعلى أعدائي يا رب (ليس الليكوديون تحديداً). هذه هي المرة الأولى التي يبدي فيها “أزرق أبيض” أجواء قتالية كهذه، وهي تتقاطع بين المعسكرات والتيارات. يتحدث غانتس وأشكنازي عن أسبوعين، ولنقل ثلاثة أسابيع. شيء ما دراماتيكي سيحصل قريباً. وكما يبدو هذا، يراهن غانتس على كل الصندوق.
بقلم: يوفال كارني
يديعوت 20/10/2020