برلين ـ «القدس العربي»: لاقت واقعة وفاة لاجئ سوري في سجن ألماني إثر حريق شب فيه صدى كبيراً لدى وسائل الاعلام خاصة بعد دخول المعارضة الألمانية على الخط واتهام الحكومة بإخفاء معلومات في هذه القضية وتبني وسائل اعلام ألمانية كبيرة لروايات ترجح وجود أخطاء حكومية تخص ظروف اعتقاله.
وكانت الحكومة الألمانية قد فحصت احتمالية انتحاره إلا أن المدعي العام الألماني عاد فيما بعد وأكد أن عملية اعتقال الشاب السوري قد لا تكون متوافقة مع القانون، بالإضافة لظروف وفاته الغامضة. ويشتبه في أن اللاجئ السوري كان ضحية خطأ في الاسم وربما كان ضحية لشخص استغل اسمه وذلك حسب تصريح المدعي العام الألماني لولاية راينلاند بفالس.
مجلة «دير شبيغل» الألمانية نشرت تفاصيل حول الحادثة وقالت إن شابا سوريا ويدعى أمد أو أحمد الذي لقي حتفه إثر حريق في زنزانته قد يكون دخل السجن ظلماً. وذكرت المجلة ظهور العديد من الأخطاء التي ارتكبتها السلطات الأمنية في الولاية وقالت إن القضاء في هامبورغ كان يبحث عن شخص مالي اسمه «أمد ج.»، ليقضي بقية عقوبة بالسجن بسبب ارتكابه لجرائم سرقة. ويبدو أن هذا الشخص كان يستخدم اسماء مستعارة كثيرة منها اسم يشبه اسم الشاب السوري «أمد. أ» وقد تم القبض على السوري، رغم أن ميلاده في حلب بينما ميلاد المالي في تومبوكتو، وأن بشرته شديدة البياض والشخص المالي بشرته سمراء.
وتسببت واقعة موت اللاجئ في حدوث ضجة في ألمانيا حيث شككت المعارضة في برلمان الولاية دوسلدورف في قيام وزير الداخلية ووزير العدل بالولاية بالتستر على أخطاء في القضية. كما يجري الادعاء العام حالياً تحقيقات حول ما إذا كان بالفعل قد تم إيقاف الإشارة الضوئية لنظام الاتصال الداخلي، ومتى تم ذلك.
ووفقاً لمعلومات متطابقة نشرها موقعا صحيفتي «بيلد» و»كولنشتادت انتسايغر» الألمانيتين واستندت إلى تقرير سري لوزارة العدل تم تقديمه للبرلمان يشير إلى وجود شكوك حول فرضية انتحار الشاب السوري الذي كان محتجزاً عن طريق الخطأ، توفي في السجن بعد حريق في زنزانته. إذ تشير التحقيقات، إلى أنه وفي الليلة التي شبّ فيها الحريق في الزنزانة، تم تشغيل نظام الاتصال الداخلي. كما شارت مجلة شبيغل إلى اخضاع السجين السوري للعلاج النفسي، حيث صرح مرارا أنه ضحية وليس الشخص المطلوب. وأفادت تقارير صحافية نشرتها القناة الاخبارية التلفزيونية الأولى عن سماع بعض السجناء لصراخ اللاجئ السوري وهو يستغيث طالباً النجدة. مما أثار علامات استفهام حول تأخر السلطات في عملية الإنقاذ والوصول إلى الزنزانة.
وذكرت صحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية الصادرة أمس الثلاثاء استناداً إلى رد وزارة الداخلية الألمانية أن ألمانيا رحلت العام الماضي قرابة 24 ألف طالب لجوء عن أراضيها وذلك بعد رفض طلباتهم، فيما أعربت مؤسسات حقوقية ألمانية عن صدمتها من ضخامة الرقم.