باريس- “القدس العربي”: تحت عنوان: “بيروت.. عام من الشلل”؛ توقفت صحيفة “لاكروا” الفرنسية عند واقع العاصمة اللبنانية بيروت بعد مرور عام، وذلك بمناسبة مرور عام على الانفجار المروع الذي هز مرفأ بيروت.
“لاكروا” قدمت شهادات لمجموعة من اللبانيين، بمن فيهم غيثا صليبي. هذه الأخيرة تروي حكاية سقوط لا نهاية له إلى الجحيم، بداية بالارتفاع الشديد في الأسعار ونقص المواد الأساسية للمعيشة من جهة، والحالة النفسية التي وصلت إليها هذه المرأة السبعينية بعد الانفجار، موضحة أنها تعاني من قلة النوم وكثرة التفكير بسبب تردي الأوضاع في لبنان. كما تتذكر أن جارة لها دخلت في غيبوبة منذ إصابتها في ذلك اليوم المشؤوم.
وتتابع غيثا، التي تسكن بالقرب من مرفأ بيروت، أنها المرة الرابعة التي أعيد فيها بناء بيتها، فهي التي عاشت الحرب الأهلية اللبنانية ومواقف عديدة من الحياة السياسية والأمنية اللبنانية.
وتشير غيثا أنها بحاجة لإجراء عملية جراحية على مستوى الفخذ، ولكنها باهظة الثمن، والدواء الذي نصحها الأطباء به لتخفيف الألم غير متوفر، كما تشير “لاكروا”.
وتتابع الصحيفة الفرنسية التوضيح أنه في الذكرى الأولى ليوم 4 آب/ أغسطس، سينزل العديد من اللبانيين إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم ويأسهم. وتقول يارا صليبي: “أريد أن أصرخ وأطرح أسئلتي.. لماذا دمرتم بيروت والشعب اللبناني؟ لماذا أصبح الحزن يخيم علينا؟ من المسؤول؟ على أمل ضعيف في أن تكون قادرا على طي الصفحة، و تبدأ حياة جديدة في يوم من الأيام. لم أعد أحب بلدي، وأنا أكره جنسيتي”.
“السياسييون هنا لا يهتمون بشعبهم” تتذمر غيثا، لتضيف ابنتها يارا: “الوضع في لبنان خانق. لا مستقبل لنا، والسياسيون يعيشون في عالم آخر، قتلوا الناس، أولا بالانفجار ثم بالأزمة الاقتصادية. لقد سئمنا”.
أما رنا، فتقول إن الحياة اليومية باتت مستحيلة في لبنان بالنسبة لمختلف الطبقات العمرية والاجتماعية. وتعتبر هذه الشابة أن بلدها يتجه نحو المجهول، موضحة أن حياتها تدمرت بعد انفجار المرفأ، حيث طرد زوجها الذي كان يعمل بشركة خاصة بالشحن في المرفأ بعد أكثر من عشرين عاما من الخدمة دون أي تعويض مادي.
وتقول رنا أن إيمانها بالله هو الوحيد الذي يساعدها على الحياة واستيعاب ما حدث، تقول رنا.
وتوضح جمعية “أفونير” لبنان باتريسيا الياس أن الوضع الحالي يؤكد أن الطبقة الوسطى في لبنان تتحول بمرور الأيام إلى طبقة فقيرة بسبب الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي يمر بها لبنان منذ سنوات، ولكنها تفاقمت بسبب تقاعس المسؤولين عن مساعدة المواطنين المعرضين للخطر والفقر في هذا البلد.