لا تنسوا القوات البرية

حجم الخط
0

من عناصر منعة المواطن وثقته بالاجهزة الحاكمة علمه أن الموارد الضخمة التي تنفق على جهاز الامن ستؤتي ثمارها زمن الحرب وفي اوقات الهدوء. في يوم الاستقلال يكثر قادة الاسلحة ورئيس هيئة الاركان من عرض سلعهم وهذا أمر حسن. بيد أن تصريحات ما قد تُفهم فهما يختلف عن القصد الاصلي منها.
كان التصور الامني مدة سنوات يقوم على أن حسم المعركة سيأتي مباشرة من سلاح الجو الاسرائيلي، لكن خاب هذا الرجاء في حرب لبنان الثانية على الاقل. وثم من يعلقون ذلك برئيس هيئة الاركان الذي جاء من هذا السلاح، وثم من يعلقونه باستعداد فاسد جدا للقوات العسكرية النظامية والاحتياطية وبمعلومات استخبارية مختلة وما أشبه. وعلى كل حال لا يمكن أن نقبل العودة الى وضع انتقل فيه مليون مواطن من بلداتهم على إثر اطلاق قذائف صاروخية وصواريخ، اياما كثيرة.
حينما يتحدث قائد سلاح الجو اللواء أمير ايشل عن استعداد السلاح لتنفيذ آلاف الطلعات الجوية كل يوم، يعني ذلك تسخير كل الطائرات الحربية لتنفيذ مهمة القضاء على قواعد اطلاق الصواريخ والقذائف الصاروخية، والنتيجة أن النجاح يجب أن يكون مطلقا، فهل يمكن أن يكون ذلك كافيا؟ في ذلك نظر. اذا كان الحديث عن جبهة ايران فان سلاحين رئيسين قد يشاركان في الهجوم، سلاح البحر وسلاح الجو. وحتى لو وجدت وحدات خاصة اخرى فان القوات البرية لن تكون موجودة في هذا السيناريو. لكن حينما يكون الحديث عن الجبهة القريبة، الشمالية أو الجنوبية، فمن الواجب على الجيش الاسرائيلي أن يستعد بحسب القوات التي تنهي المعركة، أي قوات المدرعات والمدفعية والهندسة وسلاح المشاة.
ليس من الضروري أن تكون حاجة الى قوات برية لا بسبب التخويف الدائم من خسائر كثيرة من الاطراف جميعا. اذا كان بنك الاهداف الذي يتحدث عنه قائد سلاح الجو يشتمل على البنى التحتية للطاقة والماء والرقابة والسيطرة فان الحاجة الى حسم بري تقل بالتدريج. فان اسرائيل تستطيع وذلك متعلق بارادتها فقط أن تدمر البنى التحتية ومنشآت السيطرة والطاقة تدميرا يؤلم جدا الطرف الآخر مع أقل عدد من المصابين ‘من الطرفين’.
إن ثقة اللواء ايشل باستعداد سلاح الجو تنبع في ضمن ما تنبع منه، من جهود تفكير كبيرة تبين كيف يُزاد في نجاعة واستعمال المال الموجود واصابة الاهداف المركبة. إن الجيش الاسرائيلي ايضا تجري على مبناه زعزعة مع اغلاق وحدات وتقليل تدريبات، وهو شيء قد يضر بنسبة النجاح الضرورية لسلاح الجو. وينبغي أن نوافق في شيء واحد اولئك الذين يتحفظون من قدرة سلاح الجو على النجاح بصورة خاصة في جبهتي الشمال والجنوب. اذا كان التخطيط هو ذاك الذي يطمح الى القضاء على اكثر وسائل اطلاق النيران والقذائف الصاروخية والصواريخ فلن يكون النجاح لامعا. ويجب أن يكون طلب الجيش مساعدة المستوى السياسي في القرار الذي يكون فيه التفضيل هو للقضاء على السند المعنوي للعدو، أعني البنى التحتية التي تضر بكل مستويات السكان بعامة وأسس السلطة بخاصة.
يجب أن نأمل أن تكون النفقة الضخمة على الاستعداد للمعركة مانعة لها أو مفضية الى حسمها بأقل كلفة وهذا متروك لمتخذي القرارات.

اسرائيل اليوم 7/5/2014

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية