لا توجد طرق مختصرة

حجم الخط
0

1.وصلت الجرف الصامد أمس في عدد أيامها حرب لبنان الثانية، يخيل لي أنه حان الوقت لان يعتذر المنشغلون في المهامة، من بنيامين نتنياهو جنوبا، امام مديري تلك الحرب في 2006، بكل ما انتقدوهم به في تلك السنوات.
أحد اعضاء المجلس الوزاري، رجل يميني هو ايضا رجل نزيه، قال ليس الاسبوع الماضي الامر التالي: «ظلمنا اولمرت، حلوتس وعمير بيرتس بشدة والحقنا ضررا كبيرا بأنفسنا وبالدولة». وقصد الرجل بأقواله على ما يبدو حقيقة أن مبعوثي نتنياهو هم الذين اشعلوا في حينه «احتجاج رجال الاحتياط»، بالوسائل وبالمال، لتهيئة التربة لتغيير الحكم. وكانت الخطة أن الحكم الانهزامي الذي يخسر لحزب الله سيضطرد، ويأتي زعيم حازم يعرف كيف يوفر البطالة ويكون، لنفترض، «قويا حيال حماس».
ولاحقا تشكلت لجنة فينوغراد التي انتقدت بشدة الحرب التي تبينت في نظرة الى الوراء بانها كانت من الحروب الناجحة. فهل ستنشأ بعد الجرف الصامد لجنة؟ يبدو أن لا. وحسنا أن كذلك. شبعنا لجان.
2.في منتصف الليل، كان يفترض ان يدخل الى حيز التنفيذ وقف نار من 72 ساعة. نحن في «الزمن الضائع» في هذه اللعبة، أحد لا يعرف كيف ينهي، احد لا يعرف كيف يواصل. شهر من القتال، 64 جنديا قتيلا، ثلاثة مدنيين قتلى، ضرر بمليارات الشواكل ولم نتحدث بعد عن الدمار والضرر في الطرف الاخر، كل هذا من أجل ماذا؟ إذن هذا هو، ليس واضحا بعد.

أفترض أن في نهاية المطاف، بعد بضع جولات اخرى من وقف النار، وبضع جولات اخرى من التهديدات سيتحقق الاتفاق. حماس ملزمة بان تحصل على شيء ما، فهذه حرب بقاء لخالد مشعل. اذا لم يستطع التلويح بانجاز، سيلفظ وينبذ. وهو يقاتل في سبيل حياته الان وفي النهاية سيحصل من المصريين أو من أو من الاسرة الدولية على انجاز يلوح به. وعندها سندخل الى وقف النار.
متى ستكون الجولة التالية؟ لا نعرف. يحتمل سريعا، يحتمل بطيئا. ويُسأل السؤال، هل كان يستحق؟ كل هذه العملية للحصول على هدنة اخرى، أقصر أو أطول من تلك التي حصلنا علينا بعد «الرصاص المصبوب»؟.
3.جوابي هو لا. لان شيئا واحدا مؤكدا سيحصل هنا. سيتم تحريك عملية «اعمار غزة». ستكون آلية رقابة تتأكد من أن المال لا يذهب الى حماس وليس عندي شك بان قسما هاما من المال سيذهب الى حماس. هكذا كان، هكذا سيكون. وكالة الغوث ستكمل ما ينقص (آمل أن تكونوا قرأتم ايال عوفر يوم الجمعة حين شرح كيف تمول الوكالة قسما من صناعة ارهاب حماس في غزة).
المال ستستغله حماس للتعاظم وفي الجولة التالية سنلقاها، كالمعتاد، معززة. أنفاق اكثر، صواريخ أكثر، مروحياتها الطائرة ستصبح طائرات بلا طيار، ويحتمل أن تكون تعرف منذ الان كيف تتفجر علينا، والقصة ستكرر نفسها بدقة.
سيتبين، مرة اخرى، بان رئيس شعبة الاستخبارات عرف وحذر، المخابرات نبهت، ولكن القيادة السياسية، المدمنة على الهدوء، أملت بان تصدأ الصواريخ. إذن ما تبقى لنا هو الامل بان في المرة التالية سيكون هنا رئيس وزراء ورئيس اركان قادران على أن ينظرا الى الواقع في العيون ويفهما بانه لا توجد اختصارات للطريق.
«طريق طويل قصير»، هذا هو قصة موشيه بوغي يعلون التي يفصل فيها بانه لا يمكن تقصير الطريق الى السلام. التغيير يجب أن يكون جذريا، من تحت، الى ان يمر به الفلسطينيون، لا يوجد ما يمكن الحديث فيه معهم عن السلام. كل من يبحث عن طرق مختصرة على أنواعها سيؤدي فقط الى اطالتها. وبالفعل، يا بوغي، ذات الشيء هنا. خفت من الدخول، لم ترغب في السير الى مواجهة حقيقية، سعيت الى القفز عن المشكلة، احتوائها، ادخالها في علبة والقائها في بحر غزة. يخيل لي أن هذا لن ينجح. فحماس لا تعتزم الذهاب الى اي مكان، ستعود اليك، او الى وريثك، في المرة القادمة، وهي أقوى وأخطر. خسارة.

معاريف 11/8/2014

بن كسبيت

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية