لا جديد عند أوباما

حجم الخط
0

إن تنديد الولايات المتحدة الشديد قبل اسبوع ونصف بالبناء الاسرائيلي في حي يهودي في القدس، خاطيء ويعبر عن انحياز غير عقلاني. وتذكرون أن التصريح تناول مشروعا سكنيا فيه 2600 وحدة سكنية على ارض قفر في اساسها. وخصص نصف المشروع للبناء للعرب. وصدرت رخص البناء قبل سنتين لكن منظمة «سلام الآن» استصوبت أن تصرف الانتباه اليها قبيل لقاء نتنياهو واوباما خاصة وذلك لاحراج رئيس الوزراء.
ينبغي أن نصنف تصريحات البيت الابيض ومتحدثي وزارة الخارجية الامريكية على أنها تنديدات هي الأشد انحيازا على اسرائيل بين كل ما سمع قط من الولايات المتحدة.
وقد صرح متحدث البيت الابيض، جوش آرنست قائلا: «هذا التطور سيستدعي فقط تنديدات من المجتمع الدولي، ويبعد اسرائيل عن اقرب حليفاتها ويسمم الجو لا مع الفلسطينيين فحسب بل مع الحكومات العربية التي قال رئيس الوزراء نتنياهو إنه معني بانشاء علاقات بها». وبالغت متحدثة البيت الابيض، جان ساكي، وقالت إن تلك الخطط «ستضع علامة سؤال على التزام اسرائيل بالتفاوض في احراز تسوية سلمية مع الفلسطينيين».
تعلم الولايات المتحدة جيدا أن البناء المخطط له موجود في قلب أحياء القدس اليهودية، وأنه سيشمل سكنا للعرب ايضا. ونددت الادارة ايضا بشراء يهود لسبعة بيوت في سلوان، وبذلك أعطت دعما امريكيا لسياسة السلطة الفلسطينية لمنع اليهود من الاستيطان «في شرقي القدس العربية». ولذلك تُحل الولايات المتحدة سياسة الـ «يودن راين» لعباس الذي كانت عنده الوقاحة لاتهام اسرائيل بأنها دولة فصل عنصري في خطبته الاخيرة في الامم المتحدة.
يحث التصريح دولا اخرى بصورة غير مباشرة على التنديد باسرائيل، وقد حظي بأصداء في الاتحاد الاوروبي الذي شكك هو ايضا «بالتزام اسرائيل بالتفاوض في تسوية سلمية». ونقلت الرسالة التي تقول إن اسرائيل «تسمم الجو» الى الدول العربية المعتدلة ايضا وأثنتها بذلك عن الرد على جهود نتنياهو لانشاء علاقات جديدة بها.
ليس الهجوم المسموم على اسرائيل غير عادي بسبب قوته غير التناسبية فقط، بل حينما نفحصه في سياق اوسع ايضا. واذا تجاهلنا الحرب في غزة وهجمات عباس التاريخية على اسرائيل في الامم المتحدة فان هذا التصريح لا يقبله العقل ايضا في سياق الاحداث التي تصيب المنطقة، فان دولا كاملة – العراق وسوريا – تنهار؛ واصبح ملايين لاجئين؛ وقتل اكثر من 200 ألف في سوريا وحدها؛ وينشر قطع الرؤوس البربري علنا في الانترنت. وتستصوب الولايات المتحدة وهي ترى ذلك التنديد بأخلص حليفة لها وبالدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة. فلماذا؟ لأن بلدية القدس أجازت قبل سنتين مشروع سكن في حي يهودي (سيشمل سكنا للعرب ايضا).
لن نعتذر أبدا عن بناء بيوت في القدس اليهودية؛ ويوجد شيء من الجنون في التنديد الامريكي بنا لفعلنا ذلك. وتشير صرامة تلك التوبيخات اشارة خفية الى أن ادارة اوباما بقيت مصممة على ارغام اسرائيل على تبني توجهها وذلك برغم الاحداث الاخيرة واعترافها بأنها اخطأت في تقديرها أن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني عبء كبير على الاستقرار الاقليمي. ولا تنطوي حقيقة أن اوباما يسلك هذا السلوك قبل انتخابات مجلس النواب بخمسة اسابيع، على الخير في ما بقي من مدة ولايته.
يتحدث نتنياهو باسم اكثر الأمة. ويجب على زعيم المعارضة اسحق هرتسوغ أن يسمع صوته بصفته زعيما حقيقيا لحركة العمل الصهيونية، وأن يعلن بأن حزبه يؤيد الحكومة في كل ما يتعلق بالبناء في القدس وإن لم يفعل فانه يدير ظهره لمُثل مؤسسي الدولة ومؤسسي حزبه وسيجد نفسه معزولا ومحسورا.
إن رد القيادة اليهودية الامريكية حيوي هو ايضا، وقد امتنع القادة الى الآن عن انتقاد معلن لاوباما فيما يتعلق باسرائيل. ويجب على الايباك أن تدافع دفاعا قويا عن حق اسرائيل في القدس وأن تبدأ حملة مخططا لها لتشجيع التأييد بين اعضاء مجلس النواب. واذا امتنع القادة اليهود في الولايات المتحدة عن اسماع اصواتهم الآن، وشجعوا آخرين بذلك بالفعل على الانضمام الى استعمال الضغط على اسرائيل، فسينتهي الامر الى اضعاف كبير لمكانتهم وتأثيرهم.

إسرائيل اليوم 12/10/2014

ايزي لبلار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية