بيروت- “القدس العربي”:
على الرغم من تقدم ملف ترسيم الحدود البحرية إلى الواجهة من جديد، لم يغب الملف الرئاسي عن المواقف والمتابعة. ومع بداية العد العكسي لانتهاء ولاية الرئيس اللبناني ميشال عون نهاية هذا الشهر يبقى الملف الرئاسي حاضراً بقوة في مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي أعلن للمرة الأولى أنه يريد رئيساً وطنياً سيادياً، منتقداً ضمناً طرح أسماء غير جدية بقوله “ليست الرئاسة تتويج مسيرة حياة خاصة، بل تتويجاً لمسيرة وطنية في خدمة القضية اللبنانية”، مؤكداً “مواصلة الصلاة من أجل انتخاب رئيس للجمهورية قبل الحادي والثلاثين من هذا الشهر الأخير من المهلة الدستورية”.
وقال “أول ما نرجو أن يسبق التوافق على اسم المرشح المتصف بالمواصفات التي يجمعون عليها، رؤية موحدة وطنية واقتصادية للحكم ولعلاقات لبنان العربية والدولية، بحيث تتفق عليها جميع القوى السياسية. وما نخشاه أن يستمر ربط جلسة الانتخاب بتوافق لا يحصل، فتنتهي المهلة الدستورية من دون توافق ومن دون انتخاب رئيس. وهذا مرفوض بالمطلق لأنه جريمة بحق الشعب اللبناني والدولة في حالتيهما الراهنتين”.
وسأل الراعي: “كيف لمجلس نيابي أن يعتبر الشغور الرئاسي هو الممكن، والانتخاب هو المستحيل؟ أين الضمير؟ وأين المسؤولية الفردية والوطنية؟ وأين المرشحون الجديون الذين يوحون بالثقة إن انتخبوا، أكانوا مرشحي تحد أم مرشحي توافق؟ ليست الرئاسة تتويج مسيرة حياة خاصة، بل تتويجاً لمسيرة وطنية في خدمة القضية اللبنانية. وما نخشاه أيضاً أن تسليم نواب بحصول شغور رئاسي لا يعود إلى انتظار الاتفاق على اسم رئيس، بل إلى تموضع من شأنه أن يحدث شغوراً دستورياً يؤدي إلى تغيير في مقومات البلاد، وماهية الوجود اللبناني الحر، في ظل الشغور الرئاسي والتخبط الحكومي. لذا، يجدر بالقوى اللبنانية المؤمنة برسالة لبنان أن تمنع حصول ذلك، وتحافظ بجميع الوسائل الناجعة على لبنان التعددي، المدني، الديمقراطي، الموحد في كنف دستور لامركزي توافقنا عليه. وهذه أمانة في عنق كل مواطن وجماعة”.
وأضاف البطريرك الراعي: “مع رغبة الشعب اللبناني الكاملة بتأليف حكومة جامعة وقادرة، فإن إلهاءه بالاجتهادات الدستورية وبكيفية انتقال صلاحيات رئاسة الجمهورية إلى مجلس الوزراء، هي شؤون باتت وراءه. فالغليان الشعبي اليوم تخطى هذا المنطق وأدرك أن عدم انتخاب رئيس جديد هو فعل إرادي وتخريبي وتدميري لضرب المركز الأول والأساسي في الدولة، ومن خلاله كل بنيتها الدستورية والوطنية. وحين يقوم الشعب على مسؤولين أساؤوا الأمانة التاريخية، تسقط الاجتهادات وتفقد قيمتها. الشعب لا يهتم بدستورية انتقال صلاحيات الرئاسة الأولى، بل يسأل لماذا لم تنتخبوا رئيساً؟ وإذا لم ينتفض النواب على أنفسهم ولم ينتخبوا رئيساً وطنياً وسيادياً ومؤهلاً لتسلم مقاليد الحكم، فلا يلومن الشعب إذا انتفض عليهم جميعاً”.
في المقابل، اعتبر أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله “أن عقد جلسة انتخاب الرئيس كان امراً مهماً، واكدت الجلسة ما قلناه بعد الانتخابات النيابية والمجريات بعدها من انتخاب رئيس المجلس ونائب الرئيس وايضاً الاقتراع الخميس انه لا يوجد تحالف سياسي يملك الاغلبية في المجلس، وهناك قوى يمكن ان تشكل اغلبية على الحبة او الموضوع… كما اكدت الجلسة ان من يريد حقيقة انتخاب رئيس جمهورية يجب ان يبتعد عن منطق التحدي ورؤساء التحدي”، سائلاً “في ظل التطورات العالمية الكبرى كيف نأتي برئيس يتحدى جزءاً كبيراً من الشعب اللبناني يؤيد المقاومة وخيارها؟ وكيف نبني بلداً برئيس تحدي؟”، وقال “عندما نتكلم عن رئيس تحدي يعني اننا نحكي بتخريب البلد”.