لبنان: التصويت على القانون الاورثوذكسي للانتخاب اليوم سيفجر أزمة

حجم الخط
0

بيروت ـ ‘القدس العربي’: على وقع مقاطعة كتلة المستقبل وجبهة النضال الوطني تنعقد الهيئة العامة لمجلس النواب اليوم لدرس وإقرار مشروع اللقاء الاورثوذكسي للانتخابات الذي ينص على انتخاب كل طائفة ومذهب لنوابه ، فيما تتركز الانظار على موقف كل من نواب القوات اللبنانية والكتائب لجهة المشاركة وامكانية التصويت على هذا المشروع وما يسببه من شرخ مع حلفائهم في قوى 14 آذار.
وعشية الجلسة تكثفت الاتصالات وأجرى الرئيس سعد الحريري إتصالاً برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع دام 50 دقيقة للتداول في صيغة توفيقية تقوم على النظام المختلط بين الاكثري والنسبي، وتردد أن الحريري قد يقدم تنازلات إلى ‘القوات اللبنانية’ في ملف قانون الانتخاب، بحيث يتم التوافق بين الجانبين ويحظى بموافقة رئيس حزب ‘التقدمي الاشتراكي’ النائب وليد جنبلاط و’الكتائب’، الأمر الذي يتيح لهذا المشروع نيل تأييد الاكثرية النيابية في مواجهة المشروع الأرثوذكسي. وفُهِم أن هذا المشروع سيكون بمثابة تعديل للمشروع الأرثوذكسي والمشروع المختلط الذي اقترحه رئيس مجلس النواب نبيه بري. كذلك أوفد الحريري الى بيت الكتائب المركزي النائب أحمد فتفت للقاء منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل الذي كان تشاور هاتفياً مع الحريري وجعجع في محاولة للاتفاق على قانون توافقي.
غير أن معلومات ‘القدس العربي’ أفادت ان القوات والكتائب سيشاركان في جلسة اليوم ما يؤمن لها النصاب القانوني لكن بعض الاعضاء سيتغيبون كنائبي زحلة المنتميين الى القوات انطوان ابو خاطر وجوزف المعلوف ونائب الاشرفية الكتائبي نديم الجميل وسيسعى ممثلو الكتائب والقوات الى حث الرئيس بري على عدم التصويت فوراً على الاورثوذكسي وإعطاء فرصة للتوافق على المشروع المختلط. فيما سيتوافر الغطاء الدرزي للجلسة من خلال مشاركة المنافس السياسي للنائب وليد جنبلاط في الطائفة الدرزية الامير طلال ارسلان والنائبين فادي الاعور وأنور الخليل وهم 3 نواب من اصل 8 دروز، أما المشاركة السنية فستقتصر على 3 نواب من اصل 27 هم قاسم هاشم وكامل الرفاعي والوليد سكرية.وبعدما تردد أ، نواب البعث والحزب السوري القومي الاجتماعي سيرفضون المشروع الاورثوذكسي لأنه طائفي أفيد أن نواب الحزبين وعددهم اربعة سيشاركون في الجلسة اليوم.
وفيما أعلن نائب القوات النائب جورج عدوان ان القوات اللبنانية ستشارك مبدئياً في الجلسة، استبعد ان يذهب الرئيس نبيه بري فوراً الى التصويت، متوقعاً ان يسعى الى تفاهم على القانون المختلط.غير أن نائب حزب الله علي فياض ناقض في دردشة مع ‘القدس العربي’ هذا السيناريو ، وقال ‘هذا السيناريو عمره اشهر’، متوقعاً التصويت سريعاً على المشروع الاورثوذكسي.
الى ذلك، كشف رئيس القوات سمير جعجع عن أن الاتصال المطول مع الحريري لم يؤد الى تفاهم على تفاصيل اساسية تغير في نتيجة قانون الإنتخابات سلباً او ايجاباً على رغم التقدم بشأن الخطوط العريضة للقانون. واضاف’ ثمة مجموعة تفاصيل لم نتفق عليها، ثمة تقدم بالخطوط العريضة لكن التفاصيل المتبقية لا تقدم فيها وسنبقى نحاول حتى آخر لحظة لحلها’.
وعلمت ‘القدس العربي’ أن التفاصيل تكمن في عدد من التقسيمات الانتخابية ولاسيما ما يتعلق بمنطقة الشوف وعاليه التي تريد القوات أن تشمل بعبدا ايضاً وهو ما يرفضه النائب جنبلاط.فيما ترفض الكتائب اقتراح جنبلاط أن يكون قضاء بعبدا ذي الاغلبية المسيحية والشيعية مع قضاء المتن وتطلب ايضاً ضم بعبدا الى الشوف وعاليه.
من ناحيته، ترأس الرئيس بري امس اجتماعاً تنسيقياً لقوى 8 آذار في عين التينة بقي بعيداً عن الاعلام، فيما أطل رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ليقول ‘نحن بالأساس طرحنا عدة مشاريع قوانين للانتخابات، اول قانون طرح رسمياً هو قانون الحكومة وقالوا يريدون 15 دائرة فوافقنا، ثم رفضوا ثم قلنا يوجد القانون الارثوذكسي فبدأت الصرخة، قلنا فلنعتمد لبنان دائرة واحدة ورفضوا ايضاً ثم طرحنا الارثوذكسي كمجلس تأسيسي، ولكن ايضاً رفضوا. ويتأكد لنا من هذه النوايا ان احدهم لا يريد الا الستين ( ويقصد النائب جنبلاط ) وآخر لا يريد سوى ‘المخلوطة’ (ويقصد كتلة المستقبل) والتي انتهى موسمها’.
واضاف عون ‘تعرفون النغمة التي رفضوا تغيير فاصلة واحدة منها، اليوم نريد هذا القانون الارثوذكسي، المسيحيون كلهم اقروا الارثوذكسي واقره الموارنة مجتمعين وباركه البطريرك، وفي اللجان الفرعية وافقت عليه الاحزاب المسيحية. اليوم نسمع ان هناك اشخاصاً يقومون بثنائيات، الشرط كان ان نؤمن الموافقة المسيحية ويؤيدنا حلفاؤنا بذلك’.
وأكد أن ‘لا اجماع سوى على الارثوذكسي، والثنائيات التي تحصل لا تجوز، ثانياً نحن لا يمكن ان نؤمن كل يوم هذا الاجماع المسيحي والاجماع الوطني حول القانون ولا يمكن ان نقبل بحصول اجماع على اعادة حقوق مسلوبة من جانبين سرقا الحقوق المسيحية ويرفضان اليوم حضور جلسة المجلس النيابية’.
وإعتبر أنه ‘منذ 1992 حتى اليوم هناك الغاء للطائفة المسيحية وتهميشها في دورها ونحن ملزمون بالدعوة الى الاتحاد المسيحي في سبيل استعادة الحقوق وهذه الحقوق لكل مسيحي وليست لحزب فقط بل يتناول حقوق جميع المسيحيين.
ونأمل منهم ( ويقصد الكتائب والقوات ) ان يبقوا على موقفهم ولا احد يفتش عن اتفاق جانبي وسيكون لنا موقف آخر من كل الفرقاء بعد التصويت’، خاتماً ‘لا نستهدف احداً والادعاء ان هذا القانون يهدد الوحدة الوطنية إدعاء كاذب ، فالعدالة هي التي تؤمن الوحدة الوطنية’.
في المقابل، وبعد إعلان نواب جبهة النضال عدم مشاركتهم في الجلسة النيابية العامة اليوم، اعلنت كتلة المستقبل أيضاً ‘انها لن تشارك في جلسة لاقرار قانون تفتيت لبنان واعادته الى عصر الانحطاط والفصل المذهبي والطائفي، الذي لا تعتمده اكثر الدول عنصرية لا في الشرق ولا في الغرب’، وقالت ‘ليتحمل كل فريق مسؤوليته الوطنية امام الشعب اللبناني واجياله الحالمة بوطن متحضر متطور حديث ومجتمع متماسك متضامن على اساس المواطنة وليس على قاعدة القسمة المذهبية والطائفية’.
ودعت الكتلة نواب الامة الى ‘عدم المشاركة في جلسة التوقيع على اغتيال لبنان وقتل عيشه المشترك وتدمير فكرة الوطن المستقبل المتألق’، معتبرة ان ‘الموافقة على مشروع تفتيت لبنان سيدخل البلاد والشعب في لجة ليس لها قرار’، محذرة من ‘الانزلاق نحو الهول الاتي من الانقسام الطائفي والمذهبي’.
ورفضت الكتلة ‘الادارة الانفرادية الخارجة عن الاصول والنظام الداخلي لمجلس النواب التي يعتمدها تكراراً رئيس مجلس النواب نبيه بري وخصوصاً ما يتعلق بتحديد جدول الاعمال وإدارة جلسات مجلس النواب’، لافتة الى ان ‘الجلسة النيابية العامة التي دعا اليها بري يوم تمت بطريقة مخالفة لاحكام النظام الداخلي لمجلس النواب وهي تهدد بتوسيع وتعميق الشرخ الحاصل في البلاد بسبب استمرار انقلاب ‘حزب الله’ واستخدام نفوذ سلاحه في لبنان، كما ان الاصرار على طرح مشروع ما سمي باللقاء الارثوذكسي كبند وحيد على جدول اعمال الجلسة ومن دون الافساح في المجال لمناقشة مشاريع اخرى، من شأنه افساح المجال لضرب اسسس لبنان القائمة على العيش المشترك والتنكر لاتفاق الطائف وافساح المجال امام ارتكاب جريمة لا تغتفر بحق الوطن وتماسك شعبه ووحدته الوطنية’.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية