لبنان: علاقة الودّ والتعاون تستعيد زخمها بين عون والحريري بعدما أصابتها “طوربيدات” باسيل

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت-“القدس العربي”:عاد الهدوء إلى المشهد السياسي في لبنان بعد “طوربيدات ” رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل التي أصابت التسوية الرئاسية والعلاقة بين التيارين البرتقالي والأزرق، وطويت صفحة السجالات السياسية بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر بقرار من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري اللذين اتفقا على تفعيل العمل الحكومي وتحريك المشاريع المتوقفة والبدء بإجراء سلّة تعيينات وتكثيف جلسات مجلس الوزراء بحيث تنعقد في الأسبوع جلستان مبدئياً.

ولوحظ أن الطرفين ركّزا على أن التسوية الرئاسية لم تكن يوماً بخطر، وأن الرئيسين عون والحريري يدركان دقة المرحلة، وأن التراشق طوي بعد ردّ مفصل من رئيس الحكومة وضع خلاله النقاط على الحروف قبل أن يتوجّه إلى قصر بعبدا ليتداول معه في المستجدات وليحرصا على الظهور معاً في بهو القصر الجمهوري وهما يتبادلان أطراف الحديث لإظهار ودّ العلاقة بين الرئاستين الأولى والثالثة والتفاهم على تحقيق نتائج عملية وملموسة وضرورية لمصلحة الوطن.

وحسب أوساط “المستقبل” فإن الرئيس الحريري جدّد التأكيد على دقة المرحلة وصعوبتها، واتفق مع رئيس الجمهورية على ضرورة تسريع العمل الحكومي لتحقيق الإنجازات المطلوبة، معتبراً أننا جميعنا في الحكومة أنجزنا موازنة تاريخية، ويفترض الإسراع في إقرارها في مجلس النواب في ظل أجواء من الهدوء ومعاودة العمل الذي كان شعار الحكومة بعد تأليفها.

ولاقت أوساط التيار الوطني الحر أجواء تيار المستقبل بقولها إن صورة رئيس الجمهورية مرافقاً رئيس الحكومة إلى خارج المكتب الرئاسي تؤكد على الانفراج الذي حقّقه لقاؤهما وعلى تبديد صفحة التشنجات التي طويت تمهيداً لمرحلة جديدة من العمل والإنتاج على قاعدة ان البلد يحتاج إلى “الشغل مش للحكي”.

وكان سبق لقاء الرئيسين عون والحريري تبريد على خط دار الفتوى من خلال إيفاد الرئيس عون وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي لتأكيد حرص رئيس الجمهورية على صلاحيات رئيس الحكومة وحكم الأقوياء إضافة إلى زيارة لوفد التيار الوطني الحر من دون رئيسه جبران باسيل. ولم يُعرَف بعد إن كان لقاء بعبدا الرئاسي مهّد الطريق أمام لقاء الرئيس الحريري والوزير باسيل الذي لم يرَ إشكالية مع الرئيس الحريري، معتبراً “أن العلاقة معه ليست بحاجة إلى ترميم” متهماً “حلقة متضررين حول رئيس الحكومة وخارجها بالإساءة، لكننا سنلتقي”.

توازياً، بدا أن علاقة الحريري برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في حاجة إلى ترميم بعد سلسلة تغريدات على الجبهة الاشتراكية المستقبلية حول ملفات عديدة، وفي وقت تراجعت حدة السجالات بين الطرفين لم يتم التوافق على أي لقاء بين الحريري وجنبلاط بدليل قول الأخير “لم أسمع بذلك، ما عندي خبر”.

وإذا كانت الحركة السياسية عادت إلى نصابها، وإذا كان تفعيل دور المؤسسات يفترض الإسراع بإقرار الموازنة وإجراء التعيينات الإدارية، فإن هذه التعيينات قد تكون سبباً لإشكالية جديدة ليس على توزيع المراكز بين المسلمين والمسيحيين مناصفة بل داخل الطوائف والمذاهب ولاسيما على الصعيد المسيحي، حيث هناك اتهامات للوزير باسيل بمحاولة احتكار معظم التعيينات وتهميش حصة كل من حزب القوات اللبنانية وتيار المردة وحزب الكتائب. وطلائع هذا الإشكال بدأت مع قول رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إن “ما للمسيحيين هو للمسيحيين وليس ما للمسيحيين هو لباسيل” ثم مع انتقاد النائب طوني سليمان فرنجية حركة الوزير باسيل ومحاولة مصادرة دور الأحزاب المسيحية وحتى دور ممثل تيار المردة في الحكومة وزير الأشغال يوسف فنيانونس في اقتراح الأسماء للتعيين في وزارة الأشغال أو في المنطقة الاقتصادية في طرابلس وغيرها.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية