بيروت – «القدس العربي» : بدأ لبنان منذ أمس الجمعة يتأثّر بمنخفض جوي بارد يحمل اليه الامطار والثلوج والبرد القارس حيث تنخفض درجات الحرارة على السواحل والجبال بشكل قياسي لتلامس 3 درجات على الساحل وصفراً على ارتفاع 400 متر وتحت الصفر على المرتفعات، وأفيد عن احتجاز سيارات بسبب الثلوج على طريق ترشيش وعلى طريق ضهر البيدر.
ويأتي الثلج ليغطي الفعل الاسود نتيجة الفعل وردة الفعل على وجود عضو « تكتل لبنان القوي « النائب زياد اسود في المطاعم والذي كاد يهدّد بنشوب فتنة طائفية ومناطقية في البلاد.وقد حضر هذا الموضوع في اجتماع المجلس الاعلى للدفاع الذي إنعقد برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا. وجاء هذا الاجتماع الطارىء ليستبق دعوة الثوّار الى منع النواب من الوصول الى مجلس النواب يوم الثلاثاء لمناقشة البيان الوزاري لحكومة الرئيـس حسـّان دياب والتصـويت على منحـها الثقة.
البلاد تحت تأثير الثلج الابيض بعد فعل الفتنة «الأسود»
وشارك في اجتماع بعبدا رئيس الحكومة حسّان دياب ووزراء الدفاع زينة عكر ، المالية غازي وزني، الخارجية والمغتربين ناصيف حتي، الداخلية والبلديات محمد فهمي، الاقتصاد والتجارة راوول نعمة، العدل ماري كلود نجم وكل من قائد الجيش العماد جوزف عون، مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات، مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، المدير العام لامن الدولة اللواء انطوان صليبا، الامين العام لمجلس الدفاع الاعلى اللواء الركن محمود الاسمر، مدير المخابرات في الجيش العميد انطوان منصور، ورئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد خالد حمود، مدير المعلومات في الامن العام العميد منح صوايا، مساعد مدير عام امن الدولة العميد سمير سنان. اضافة الى المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير والمستشار الامني والعسكري لرئيس الجمهورية العميد بولس مطر.
وحسب البيان « استهل الرئيس عون الاجتماع بكلمة موجزة عن الاحداث الاخيرة التي حصلت منذ الاجتماع الامني الاخير الذي عقد برئاسته في 20/1/2020 وشدّد على اهمية ضبط الوضع الامني للمحافظة على الاستقرار والسلم الاهلي من جهة، وعدم التهاون مع اي محاولة للنيل من هيبة الدولة ومؤسساتها ومقراتها الرسمية من جهة اخرى.وبعدما عرض قادة الاجهزة الامنية المعطيات والمعلومات المتوفرة لديهم، شدّد رئيس مجلس الوزراء على تكثيف الجهود التنسيقية بين مختلف الاجهزة العسكرية والامنية لتعميم الاستقرار في البلاد واستباق الاحداث التخريبية لتفادي اي تطورات. وطُلب الى الاجهزة الامنية والقضائية التعاون في ما بينها لاتخاذ التدابير اللازمة بحق المخالفين، تطبيقا للقوانين والانظمة المرعية الاجراء.وأبقى المجلس على مقرراته سرّية، تنفيذاً للقانون».
وعلى خط اقتصادي مالي، عرض رئيس الحكومة للأوضاع الاقتصادية والمالية والنقدية والاجتماعية فضلاً عن اقتراح خطة إنقاذ للاقتصاد مع مجلس الإدارة والمجلس الاستشاري العالمي لتجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم.وأكد امامهم « أن بلدنا يمرّ بمرحلة استثنائيّة تحمل الكثير من التحدّيات والمخاطر، ونواجه اليوم أزمات متعدّدة ورثناها عن السياسات التي تمّ اعتمادها في السابق، فبتنا اليوم أمام حائط مسدود، ويبقى الحلّ بهدم الجدار الذي يخنق لبنان، ويعطّل دورته الاقتصاديّة، ويتسبّب بأزمات اجتماعيّة ومعيشيّة وببطالة ونقص حادّ بالسيولة «.
وقال « أصبحت إمكانات الدولة قليلةً جدًّا، لذلك نبذل جهودنا ونحاول بكلّ ما توفّر لدينا من إمكانات واتّصالات نقوم بها لإحداث فرق. لكنّنا نعود ونتذكّر المثل اللبناني الشهير «ما حكّ جلدك متل ظفرك». وانطلاقًا منه نتطلّع إلى الدور المهم للبنانيّين في الخارج، من مغتربين ورجال أعمال، فدوركم هو الأساس لمساعدة وطنكم لبنان، وطنكم الأم، وإنّنا نراهن على هذا الدور ليشكّل جزءًا أساسيًّا من ورشة الإنقاذ، لأنّه في حال انهار لبنان لا سمح الله فسيدفع الجميع الثمن، من لبنانيّين مقيمين ومغتربين ومواطنين عاديّين وموظّفين ورجال أعمال ومؤسّسات اقتصاديّة، صغيرة كانت أم كبيرة، فإنّه لن يوفّر أحدًا «.
وختم « مع الأسف، لبنان اليوم في مأزق حقيقي وخطر مفصلي يهدّده. وبغض النظر عن الأسباب التي أدّت إلى ذلك وأوصلت البلد إلى ما هو عليه، وأنتم أدرى بها، فهذا لبنان، أوّلاً وأخيرًا، مستقبل أولادنا وأحفادنا هو من مسؤوليّتنا جميعًا. لذلك، أدعوكم اليوم إلى وضع يدكم بيدنا، فلنتعاون معًا لتجاوز هذه المرحلة الحسّاسة والخطيرة «.