بيروت – «القدس العربي» الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله بين العيدين، بشرى زفها رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى اللبنانيين في زمن انسداد أفق الحلول للأزمات السياسية والأمنية المتراكمة، لتشكل فسحة أمل علّه يمكن النفاذ منها إلى مقاربات إيجابية تخرق الجمود القاتل في الملفات المترنحة.
أما البشرى الرئاسية فلا تجد من يحملها باستثناء بعض الآمال المعقودة على حراك دولي من هنا وتواصل داخلي من هناك لم يتخط بعد الشق النظري ولم ينتج حتى الساعة أي تبدّل في مواقف الكتل الوازنة في الاستحقاق، في حين لا يجرؤ أي من المسؤولين على التبشير ولو بنبأ بسيط يبرد قلوب أهالي العسكريين المحتجزين لدى «جبهة النصرة» و «داعش»، وعجلة المفاوضات لتحريرهم متوقفة في انتظار تعهد من الخاطفين بوقف القتل ولا تزال الحكومة تبحث عن الشخص المناسب للعب دور الوسيط، بعد انسحاب الوسيط القطري وترنح وساطة «هيئة علماء المسلمين» ونفض «النصرة» يدها من مسألة تكليف الشيخ وسام المصري، كل ذلك وسط تهديد «داعش» بإعدام عسكريَين خلال ساعات إذا لم تعاود الحكومة إحياء عملية التفاوض.
وواصل أهالي العسكريين تحركهم وسعوا إلى تعبيد الطريق أمام مقايضة تنقذهم، ولهذه الغاية زاروا رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون في الرابية، سائلين عن موقفه النهائي من المقايضة.
فأشار إلى ان «المسلحين ما كان يجب ان يسمح لهم بالخروج من عرسال قبل إطلاق سراح العسكريين. أما اليوم، فأي تفاوض له ثمن، أو فدية، والمقايضة تعتبر أحد هذه الأثمان. ونحن لم نرفض يوماً المقايضة لكن ضمن القوانين المرعية»، داعياً إلى «انتداب ضابطين من قوى الأمن الداخلي والجيش لمواكبة الأهالي ووضعهم في أجواء المفاوضات بشكل مستمر، وانتداب ممثل عن الأهالي يشارك في اجتماعات خلية الأزمة».
أما الأهالي فشددوا من جهتهم على ان «ما سمعناه من «الجنرال» أراحنا وطمأننا».
وينتظر ان يلتقي وفد من الأهالي امين عام تيار المستقبل احمد الحريري في بيت الوسط في حضور اعضاء من المكتب السياسي على ان يزوروا في الايام المقبلة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، فيما يعدّ الناطق باسم الأهالي العدة للانتقال إلى السعودية للتشاور مع رئيس تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري.
وفيما أشارت مصادر مواكبة لملف العسكريين إلى ان المفاوضات حالياً متوقفة، وبعض الأهالي يتصل بـ «هيئة العلماء» طالباً تدخلها، نفت «النصرة» أن تكون كلفت الشيخ المصري لعب دور الوسيط بينها وبين الدولة اللبنانية، ولفت الأخير إلى انه يتجه نحو سحب يده من القضية بفعل عدم استجابة الحكومة اللبنانية لطلب تكليفه رسمياً، وعدم شعوره بجدية من قبلها.
في غضون ذلك، وفي غياب أي معطيات إضافية تتصل بحصيلة الجهود الفرنسية أو الروسية أو الأممية المبذولة على الخط الرئاسي، تشخص الأنظار إلى المملكة العربية السعودية التي يُنتظر ان تشهد حركة محورها الاستحقاق الرئاسي، في ضوء استدعاء رئيس تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري عددا من قيادات «المستقبل» على ان ينضم إليها الرئيس فؤاد السنيورة للتشاور في ملفات الساعات لا سيما المساعي المبذولة لحل عقدة الاستحقاق الرئاسي والحوار المزمع عقده مع حزب الله عشية تحديد ساعة الصفر لانطلاقه قريباً.
وكانت الرياض شهدت أمس لقاء بين الرئيس الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع كان الاستحقاق في صلبه وتخلله تشاور في مجمل الملفات المطروحة على بساط البحث السياسي.
وكان رئيس المجلس نبيه بري أكد خلال لقاء الأربعاء النيابي أن «عيدية الحوار بين «المستقبل» و «حزب الله» بين العيدين». وكان ممثل تيار المستقبل المفترض في الحوار نادر الحريري عاد إلى بيروت أخيرا في مؤشرإلى قرب موعد انطلاقه.
أما على صعيد لجنة التواصل النيابية المكلفة وضع قانون جديد للانتخابات فهي علّقت اجتماعها اليوم بقرار من النائب روبير غانم بعد تعليق «القوات اللبنانية» مشاركتها في اجتماعاتها، وأكد غانم بعد اجتماعه بالرئيس نبيه بري في عين التينة، ان «اللجنة مستمرة في مساعيها للوصول إلى توافق بشأن قانون الانتخابات»، مشيراً إلى ان «القوات» التزمت بالنظام المختلط من خلال الاقتراح المقدم من جانبهم مع «المستقبل» و «الاشتراكي» ومستقلين وبالتالي تستطيع اللجنة ان تتابع عملها»، لافتاً إلى ان «الرئيس بري مستمر في استشاراته في هذا الإطار».
وأعلن عن إرجاء اجتماع اللجنة الذي كـان مقررا غـدا إلـى مـوعد يـحدد بعـد عـطلة الأعـياد «لأن الحوار بين الفرقاء سيتم بين العيدين بما قد يـؤدي إلى فتح الـطريق أمام أولويات رئاسة الجمهورية وقانون الانتــخاب».
من سعد الياس: