بيروت – «القدس العربي»: تحت عنوان «علينا أن ننجو، معاً» أطلق مترو المدينة دعوة لمشاهدة عرضه المسرحي الكبير والمسجّل. إنه عرض «السيرك السياسي»، الذي قُدّم لمرة واحدة ضمن مهرجانات بيت الدين سنة 2017، جرى وضعه بتصرّف الراغبين بمشاهدته عبر يوتيوب في أي وقت خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر. تلك المشاهدة المدفوعة والتي تبدأ من 10دولارات يمكنها المساهمة بتأمين الحد الأدنى لإستمرارية المسرح.
«السيرك السياسي» انطلق اونلاين، بدءاً من أول الشهر الجاري، ويستمر إلى نهايته. في حين أعلن مترو المدينة أنّ «ريع هذا العرض راح يدعم استمرارنا بظل هذه الحرب الهمجية… الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والأمان للبلاد».
لارا نهرا، مسؤولة التواصل في مترو المدينة قالت ل-» القدس العربي» رداً على الإستفسار حول تعبير «علينا أن ننجو، معاً»: يعود عرض «السيرك السياسي» لسنة 2017 جرى تسجيله، وخضع للمونتاج، وبات جاهزا ليحضره الراغبون. الفكرة من الدعوة لحضوره اونلاين وبكل بساطة أن قطاع الفن والمسرح يتجمد كلياً خلال الحروب. عندما تطول تلك الحروب تُصبح أمكنة الفن والمسرح أقل تحملاً للمتابعة والصمود أمام الضغوط المالية والمستحقات المتوجّبة. فالعروض التي نقدّمها تشكل المردود المادي الوحيد لمترو المدينة كمؤسسة. ومع اطلاق «السيرك السياسي» أونلاين سيشكل بعضاً من الدعم الذي يمكنه تأمين الإستمرارية. ونحن بصدد التحضير لتقديم عرض آخر للشهر المقبل.
وعن البدل المحدد للبطاقة تقول لارا نهرا: سعر البطاقات 10 و50 و100 دولار. ولدى شراء البطاقة من قبل الشخص يصله الرابط من يوتيوب لحضور العرض، وفي الوقت الذي يختاره خلال الشهر.
لماذا لم يعرض «السيرك السياسي» سوى لمرة واحدة؟ تقول: كان عرضاً كبيراً، شارك فيه لاعبوا سيرك اتو من خارج لبنان. كان سيركاً بكل معنى الكلمة من حبال وسوى ذلك من مقتضيات السيرك. كما أن عدد افراد الأوركسترا بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي كان كبيرا، ولم يكن مسرح المترو القديم يتسع لها. ولهذا لم تكن اعادته باليسيرة. شعرنا بأن موضوع «السيرك السياسي» يحاكي المرحلة التي نعيشها.
وفي تفاصيله، التي يحاكي مرحلتنا الحاضرة؟ تقول: عرض موسيقي قاد الأوركسترا المايسترو لبنان بعلبكي، وشارك في تجسيده 22 فناناً. يجمع بين الخيال والسيرك والسحر. ويكشف عن عالم مفعم بالألوان حيث كل شيء ممكن. وعلى إيقاع أوركسترا غنية تمزج بين المؤلفات الكلاسيكية وأنماط الموسيقى الشعبية والجاز، يستعدّ مواطنو «خربة الأحلام» لحدث العام، إنها الانتخابات.
إلا أنّها انتخابات بلا مرشحين باستثناء أبو فاس الذي يُغدِق ومديرة حملته وعوداً كبيرة بالازدهار والتغيير على الفقراء والمتوهمين والمتملقين. الجميع يرقص ويغني أمام المرشح الوحيد الذي لا ينافس إلا نفسه، وهو يؤدّي حركات بهلوانية، فيرمي الوعود بالهواء ويلعب على جميع الحبال. العرض لا يزال يحاكي اللحظة الراهنة، فيُظهر كيف تنتهي السلطة والمال والأوهام بمأساة، مما يدفع مواطني «خربة الأحلام» نحو مصير الهجرة الأبدي.
وعن مبادرة مترو المدينة في إغاثة النازحين تقول نهرا: في بداية النزوح وعلى مدى ثلاثة أيام استقبلنا مساعدات قدّمها الناس من مقتنياتهم الشخصية. ومن ثمّ وزعنا تلك المساعدات على النازحين الذين ملأوا المدارس المحيطة بالمترو. وكررنا تلك المبادرة مرة ثانية. وفي الخطوة الثالثة ساعدنا أحد شركاء مترو المدينة الذي يعمل في كندا لجمع بعض المال. إقتطع بعضاً من المال الذي دخل محلّه وأرسلها لنا. اشترينا مواد غذائية بالجملة وقصدنا العائلات التي تستضيفها عائلات أخرى. وهؤلاء غير معروفين من قبل كافة العاملين في مجال الإغاثة تقريباً، تعرّفنا إليهم من خلال الفريق الذي قرر مشاركتنا في إغاثة النازحين. وانجزنا التوزيع في الأسبوع الماضي. وقد تكون لنا مبادرات اخرى لم تُحدد بعد.