بيروت- “القدس العربي”: لن تكون الجلسة الثانية لانتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية المقرّرة غداً الخميس أفضل من الجلسة الأولى في حال اكتمال نصابها، إذ سيقاطعها نواب “تكتل لبنان القوي” احتجاجاً على تحديدها في ذكرى 13 تشرين/أكتوبر، التي تمّ فيها إنهاء تمرّد العماد ميشال عون وإخراجه من قصر بعبدا في عملية عسكرية للقوات السورية. وما يعزّز عدم اكتمال النصاب هو توجّه “كتلة الوفاء للمقاومة” للتضامن مع حليفها التيار الوطني الحر والتغيّب عن الجلسة، خصوصاً أن حزب الله لم يحسم بعد اسم مرشحه إلى الرئاسة وينتظر التوافق بين رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ورئيس التيار جبران باسيل.
أما القوى السيادية فستشارك في الجلسة وتقترع مجدداً للنائب ميشال معوض، الذي أجرى لقاءات مع “تكتل الاعتدال الوطني” ذي الأغلبية السنية لكسب أصواته، علماً أن أعضاء “التكتل” الذين صوّتوا في الجلسة الأولى لـ”لبنان” لم يحسموا موقفهم بعد بالتصويت لمعوض رغم التقارب في الرؤية بين الطرفين.
أما بالنسبة للنواب التغييريين الذين صوّتوا في الجلسة الأولى للمرشح سليم إده، فأمامهم خياران إما التصويت لأحد الأسماء المتبقية التي يطرحونها (الوزير السابق زياد بارود والنائب السابق صلاح حنين والوزير السابق ناصيف حتي)، أو الاكتفاء بالتصويت بورقة بيضاء مرمّزة في انتظار انتهاء مشاوراتهم لجمع أغلبية مؤيدة لأحد مرشحيهم. وأفيد بأن تواصلاً تمّ بين “نواب التغيير ونواب صيدا جزين الثلاثة (أسامة سعد وعبد الرحمن البزري وشربل مسعد) لتنسيق المواقف وإيجاد أرضية مشتركة.
وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري أكد التزامه بالأعياد الوطنية فقط، وسأل “هل 13 تشرين الأول عيد رسمي؟”، نافياً استهدافه أو استفزازه التيار من خلال تحديد الجلسة في هذه الذكرى، قائلا “ما كنت داير بالي”.
إلى ذلك، طلب التيار الوطني الحر مواعيد من الكتل النيابية لتسليمها ورقة الأولويات الرئاسية التي أعلن عنها النائب باسيل والتي سلّمها إلى كل من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس الجمهورية ميشال عون، بهدف “النقاش حول ما نتوخى من العهد المقبل والرئيس المقبل، وهذا الأمر يسهّل الوصول للتوافق”، بحسب باسيل الذي أضاف “لا يمكن القول إننا لا نريد الفراغ وفي الوقت عينه لا نريد التفاهم مع أحد، وأولويتنا في الأسابيع المقبلة هي انتخاب الرئيس، فهو يجنّبنا زيادة المآزق والأزمات”.