رأي القدس اكد مسؤولون فلسطينيون واسرائيليون يوم امس حدوث لقاءات سرية بين اسحق مولخو مبعوث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والمفاوض الفلسطيني صائب عريقات قيل انها لا تتعلق بمفاوضات السلام وانما مسألة اضراب الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ونقل اسلحة من الاردن الى قوات الامن الفلسطينية.المسؤولون في السلطة الفلسطينية نفوا اكثر من مرة وجود اي مفاوضات سرية مع الاسرائيليين كعادتهم دائما، وعندما تأكدت هذه المفاوضات من قبل الجانب الاسرائيلي ادعوا انها تعلقت بقضايا تقنية مثل نقل الاسلحة واضراب الاسرى.نقل اسلحة الى قوات الامن الفلسطينية ليس من اختصاص الدكتور عريقات فعلى حد علمنا ان قنوات التنسيق الامني سالكة والاتصالات بين الضباط الفلسطينيين والاسرائيليين لم تتوقف، والرئيس محمود عباس دافع عنها والتنسيق الامني الذي تتم في اطاره، بانه اي التنسيق، مصلحة فلسطينية وليس اسرائيلية.الامر الآخر ان الدكتور عريقات ليس جنرالا في قوات الامن، وما زال يحمل لقب كبير المفاوضين الذي استعاده بعد ان استقال منه اثناء ازمة الوثائق الفلسطينية وتسربها من مكتبه، مضافا الى ذلك ان هناك وزيرا للاسرى في حكومة سلام فياض، فلماذا لا يتفاوض هو حول مسألة الاضراب؟ما نريد ان نقوله ان المفاوضات السرية لم تنقطع ولن تنقطع بين السلطة والمسؤولين الفلسطينيين ولكن دون شرط وقف الاستيطان في الاراضي المحتلة، والدليل على ذلك هو اعلان حكومة نتنياهو عن بناء 850 وحدة استيطانية في الضفة في اطار مشروع موسع لبناء وحدات اخرى.والاغرب من كل ذلك ان هذه المفاوضات تتم بالتزامن مع مفاوضات موازية مع حركة ‘حماس’ وباقي الفصائل الفلسطينية من اجل تحقيق المصالحة الوطنية وتشكيل حكومة وحدة وطنية، ومفاوضات ولقاءات اخرى في عمان من اجل اعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني.لا نعرف ما هو رد فعل حركة ‘حماس’ وباقي الفصائل الاخرى على هذه اللقاءات السرية، وما اذا كانت تعرف بها وما تتناوله من قضايا وتتضمنه من تنازلات. فالحركة تلتزم الصمت المطبق ولا توجه اي كلمة نقد واحدة لهذه المفاوضات التي تعتبر في رأينا اخطر بكثير من مسألة عدم وصول الوقود الى محطة كهرباء غزة، واتهام السلطة بالتواطؤ مع اسرائيل ومصر بعرقلة وصول الوقود باقذع التهم.كيف ستكون هناك حكومة وحدة وطنية ومصالحة وطنية اذا كانت المفاوضات مستمرة وتتناول قضايا مصيرية، وكيف ستكون هناك مصالحة وطنية مختلفة هذه المرة عن المرات السابقة اذا كان كل طرف يتصرف بمعزل عن التنسيق مع الطرف الآخر والتشاور معه؟القضية الفلسطينية تعاني هذه الايام من حالة اهمال غير مسبوقة حيث تراجعت اهميتها الى مرتبة متدنية من سلم الاولويات العالمية، ويتحمل طرفا المعادلة الفلسطينية اي حركتا ‘فتح’ و’حماس’ المسؤولية الاكبر في هذا الصدد لانهما باتا منشغلين في امور حياتية معيشية في امارتيهما في الضفة والقطاع مثل الماء والكهرباء والرواتب وبما يشغلهما عن الانخراط في القضايا الاساسية مثل المقاومة والعصيان المدني وحشد الرأي العام العربي والعالمي خلف القضية المركزية العربية الاولى.Twitter: @abdelbariatwan