للأمريكيين: لا تصدقوا “الكذاب ابن الكذاب” حتى لو قال “نعم لدولة فلسطينية”

حجم الخط
0

أسرة التحرير

المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة – لأول مرة منذ نحو شهر – مع رئيس الوزراء نتنياهو كانت واجبة ومهمة. في حديثه، ضغط بايدن على نتنياهو للموافقة على إقامة دولة فلسطينية خالية من السلاح ولا تهدد أمن إسرائيل. “أعتقد أننا سننجح في تحقيق شيء ما”، قال الرئيس بعد الحديث، في لقاء مع مراسلين في البيت الأبيض. “توجد عدة أنواع من حل الدولتين، وهناك دول أعضاء في الأمم المتحدة لا جيش لها، أعتقد بوجود سبل نعمل فيها”.

ليست هذه أقوالاً في الهواء، بل خطوات لتنفيذ خطة محددة. وحسب الـ “نيويورك تايمز”، يتحدث الأمريكيون عن خطط من مرحلتين لإنهاء الحرب، تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية وإلى اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية. فقد سبق لوزير الخارجية السعودي أن أعلن عن استعداد بلاده للتطبيع بشرط إقامة دولة فلسطينية، كي يوضح لإسرائيل بأن العرض جدي. خيراً فعل الرئيس بايدن إذ أعاد حل الدولتين إلى جدول الأعمال الدبلوماسي. هذا الحل كان ولا يزال الوحيد الممكن للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، رغم رفض إسرائيل في السنوات الأخيرة – “إنجاز” سلبي نسبه نتنياهو لنفسه، من خلال إضعاف السلطة الفلسطينية وتعزيز حماس، وتمويل تحولها إلى وحش عسكري فتاك أهان إسرائيل في 7 أكتوبر.

بات مهماً هجر الحلم القائل بأن السلام مع الفلسطينيين (تسوية إقليمية وإقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل) ممكن في عهد نتنياهو؛ لأنه زعيم فاشل، حمل إسرائيل والنزاع إلى درك أسفل الآن. وبسياسته الشوهاء وبشخصيته السيئة والتمسك بهما، أمور تعرض مستقبل إسرائيل للخطر.

لا معنى أيضاً لتصديق نتنياهو إذا ما عبر عن استعداد ما للبحث في حل الدولتين. في هذه المرحلة، على الأمريكيين معرفة أن ليس هناك قيمة لقول أو تعهد ما من نتنياهو، فالحديث يدور عن رجل بلا كلمة. حتى شركاؤه الطبيعيون يسمونه “كذاب ابن كذاب”.

على الأمريكيين أن يفهموا ما بات في إسرائيل واضحاً لمزيد من الناس ممن صحوا من إيمانهم الأعمى بنتنياهو: “اليوم التالي” لا يتناول فقط اليوم التالي للحرب، بل اليوم التالي لنتنياهو. نتنياهو ملزم بإنهاء دوره التاريخي في أقرب وقت ممكن ويسمح لآخرين محاولة ترميم الكارثة التي خلفها وراءه.

 
هآرتس 21/1/2024

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية