مرت سنوات عدة على التصريح الشهير لعماد فاخوري، وزير التخطيط الأسبق عندما تحدث بحماس مع مايكروفون التلفزيون الأردني، بعد النسخة الأولى من مؤتمر لندن عن 20 مليار دولار آتية بالطريق على شكل استثمارات لاحتواء اللجوء السوري.
غادر صاحبنا موقعه الرسمي وانضم لمؤسسة دولية وما زالت المليارات أقرب إلى «مزحة على الورق» فيما لم يعمد أي مواطن أردني لـ»ثقب أذنيه» تجهيزا للحلق، حسب الأغنية الشهيرة لسميرة توفيق.
ثمة من ثقب منخار الأردني أيضا بمليارات، سمعنا الأمير محمد بن سلمان يعد بها جنوب الأردن.
كنت في صغري شغوفا بمسرحية «في انتظار غودو» حتى اللحظة، وبعد نحو 35 عاما لم أعرف بعد من هو «غودو» ولماذا انتظرناه ولماذا لم يشرفنا «عطوفته أو معاليه» حتى اللحظة؟!
النط والصيد معا
مجددا، يحب بعض الوزراء الأردنيين لعبة «طهي الحصى والحجارة» على طريقة القصة التراثية القديمة للخليفة عمر بن الخطاب والمرأة التي تطبخ الحصى لإسكات جوع أولادها.
حاولت محطة «المملكة» التلفزيونية مرتين على الأقل تقديم تصور للمشاهدين عن ما الذي تعنيه العبارة التالية: عمان تتحول إلى مركز دولي للطاقة البديلة.
ما الذي يعنيه ذلك بصورة محددة، في ظل حكومة أخفقت حتى اللحظة في تقديم شرح لشعبها لعبارة من ثلاث كلمات، هي «فرق أسعار المحروقات».
الشعب الأردني، وبدون ربيع عربي، يقرأ العبارة على كل فاتورة كهرباء تصل أي مواطن، لكن أحدا لم يشرحها حقا بعد.
قبل ذلك قيل لنا إن بلدية العاصمة تخطط لمدينة خالية من «ثاني أوكسيد الكربون». أيضا لم يشرح لنا أحد ما هو المقصود، فأنا شخصيا ولدت في عمان وما زلت أشتم كل الروائح فيها.
وليس سرا أن وزير الريادة والتقنيات – الحراكي سابقا ما غيره – قال شيئا يوما عن تحويل البلد إلى مركز عالمي لشيء غامض، ووزير الصحة، وعدنا مؤخرا أن «يتعالج الكون عندنا» من كورونا.
ما نقترحه على الوزراء خطوات أسهل وأبسط.. على الأقل من حق المواطن الأردني عندما يعتقل مثلا لسبب سياسي أن يعرف البشر لماذا اعتقل وما هي تهمته، ولماذا تم الإفراج عنه منعا للتأويلات والتهويل.
يمكن للحكومة أن تحسن من جودة بعض الخدمات وبدون مبالغات وتهويل، مثلا معالجة الحفر والمطبات في شوارع العاصمة. أما التحول إلى «قلب العالم النابض» فيحتاج لوقت ولقدر من التواضع، ويمكن تركه للأجيال المقبلة.
لسنا مستعجلين على صناعة صاروخ ومجد العهد الصناعي الرابع. أقله مرحليا ضبط تلاعب شركات السجائر بالأصناف والأسعار.
مجددا التواضع مطلوب. قديما قالت جارتنا «أم العبد» رحمها الله «كثير النط .. قليل الصيد» فلا يوجد الآن في أذني المواطن ولو سنتيمترا واحدا إلا وفيه طعنة من «وعد» وضربة من «وهم وزاري» حتى كدنا لا نجد مكانا لـ»ثقب أو لحلق جديد».
من فستان نانسي لقرار اردوغان
على طريقة صديقنا في إطلالته على شاشة تلفزيون «رؤيا»: «كبرها بتكبر وصغرها بتصغر» يمكن رصد الهوس الهوائي في متابعة بعض الملفات.
مثلا على «أم بي سي» وتحديدا في «ذا فويس» وحصريا في الحلقة الأخيرة من الموسم الأول وقبل التصفيات النهائية، كان فستان نانسي عجرم «الأقصر» دون ضجيج، والسبب في رأيي أن الجمهور، الذي لا يحب الفساتين القصيرة، لا يتوقع مشاهدة نانسي بفستان طويل أو بملابس الصلاة مثلا.
النافذة الهادفة، التي ترصد كل صغيرة وكبيرة عبر شاشة «الجزيرة» وهي تراقب التحولات الهامة في العهد السعودي الجديد من خلال المنصات والتواصل، سلطت بقسوة الأضواء على الفساتين الكاشفة، التي ظهرت على عارضات أزياء ألمانيات قرب المدينة المنورة.
كلام على الشاشة عن استياء الشعب السعودي.
نهاية الأسبوع الماضي، كانت حافلة بالنقاش العاصف عبر الشاشات والمنصات بعنوان فساتين العارضات في العمق السعودي وقرار الرئيس اردوغان تحويل متحف «آيا صوفيا» إلى مسجد مع جناح فيه لكنيسة، مع أنه رئيس منتخب ويحاسبه شعبه على أفعاله وقراراته، خلافا لمن يتولى وظيفة رئيس ديوان التشريع في الأردن مثلا!
تقميش الفضائيات
«أم بي سي» مجموعة تلفزيونية ممولة سعوديا، لكن الفستان القصير لنانسي لم يثر أي نقاش خلافا لعارضات الأزياء اللواتي التقطن صورا في المدينة المنورة لصالح مجلة «فوغ» بفساتين أطول قليلا- الحق يقال – من فستان نانسي.
مدير مكتب «القدس العربي» في عمان
*(ما حك جلدك.. غير ظفرك)..
حمى الله الأردن من الأشرار والفاسدين.
القرار ليس للرئيس اردوغان وإنما قرار محكمه مختصه ويجب ان يوقعه رئيس الجمهورية. ولك أن تتخيل ان يرفض رئيس جمهورية رفض المصادقة على قرار محكمه في بلد يقول صباحا ومساء انه بلد ديمقراطي وما سوف يُقال بحق هذا الرئيس