لماذا ألغى نتنياهو زيارة وزير خارجيته أشكنازي إلى الإمارات؟

حجم الخط
0

إسرائيل ليست دكتاتورية ولا حاجة للمبالغة، ولكن نتنياهو يفقد صوابه. وإذا لم يكن واضحاً لأحد ما حتى الآن بأن الدولة هي هو، وأنه يحرص على مصالحه قبل مصالح دولة، فسيصبح هذا الآن جلياً أكثر. لا نية مبيتة عنده لإيقاع الضرر بالدولة، فقد فعل إلى جانب هذا أموراً رائعة، مثل اتفاقات السلام مع أربع دول عربية. ولكن حسب سلوكه هذا الأسبوع، فإنه يجتهد ليثبت أنه حقق هذه الاتفاقات لنفسه قبل كل شيء. أما الدولة فيمكنها أن تنتظر.

فمثلاً إلغاء زيارة وزير الخارجية غابي أشكنازي إلى الإمارات، التي خطط لها مسبقاً، لم تكن زيارة استعراضية، بل كانت عملاً. إذ لم تتضمن الطاولة احتفالات فتح السفارة والقنصلية فحسب، بل مواضيع متبادلة ومهمة للدولتين أيضاً، كان يفترض أن توقع هناك سلسلة من الاتفاقات، ولكن الحاكم الأعلى قرر إلغاء الزيارة، فهو ملزم في أن يكون الأول. وماذا عن فتح السفارة؟ وماذا عن الاتفاقات؟ تبدو أقل أهمية. المهم أن يكون الأول.

لا شك بأن لرؤساء الدول أهمية عليا في تحقيق العلاقات، غير أن لهم معنى كبيراً في العلاقات المتطورة مع دول عربية خصوصاً في سلسلة قنوات الاتصال في مجالات الاقتصاد والتجارة والسياحة وغيرها، لا يمكن لهذه العلاقات أن تكون متعلقة بنزوات الزعيم، فهي ليست علاقات شخصية، بل علاقات مهمة إذا ما تطورت إلى أكثر بكثير من العلاقات بين الزعيمين.

ولكن نتنياهو استخدم الفيتو. فمن اللحظة التي ألغيت فيها زيارته إلى الإمارات، في ظروف ليس لها صلة لا بوزير الخارجية ولا بالإمارات، يتضح أن المصلحة الإسرائيلية هي مواصلة تطوير العلاقات. ليس واضحاً أنّ ما كان سينجز هذا الأسبوع سيتحقق بعد شهرين أو ثلاثة أشهر أو في الأسبوع القادم. ربما نعم، وربما لا. لعل أحداً ما يندم فيغير الرأي. وها هو، بين المصلحة الشخصية والمصلحة الوطنية، نرى أن نتنياهو يفضل الأولى.

واستقبلت الإمارات إلغاء زيارة أشكنازي بالدهشة. وثمة محادثات مع جهات في الإمارات توضح أنهم لم يتمكنوا من فهم ما حصل بالضبط. فهم لا يخططون لأي خطوات للرد، ولن يجمدوا العلاقات. ولكن خطوة نتنياهو كانت إشارة سلبية. وبسببه قد ينظرون إلى إسرائيل بعين أقل عطفاً. فإذا كان رئيس الدولة تصرف على هذا النحو فينبغي التعاطي بتردد بعض الشيء مع تلك الدولة.

ماذا بعد؟ هل سيؤخر نتنياهو استثمارات عظمى سبق أن أعلن عنها؛ لأن شيئاً ما لم ينسجم مع جدول أعماله أو مع مصالحه السياسية؟ ربما، فكل شيء محتمل. هذا محزن، لأن العلاقات مع الدول العربية الأربع تعدّ علامة طريق مهمة. نتنياهو ملأ الدلو، ولكنه في اللحظة التي يرى أنه لا يتدبر له فيها شيء ما، سيركل ذاك الدلو. اعتقدنا أن الدولة مهمة أكثر. أما نتنياهو فيعتقد خلاف ذلك.

بقلمبن – درور يميني

 يديعوت 17/3/2021

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية