وتعقيبا على اخبار اعتذار اسرائيل لتركيا وتعظيم الخبر من قبل الاعلام التركي والتركيز عليه هذا يضعنا امام التحليل التالي:اولا: حزب العمال الكردستاني هو حزب كان ولا يزال مدعوما من اسرائيل بغض النظر عن مطالبه المحق بعضها. الا ان اسرائيل هي التي كانت تدعم برزاني الاب والابن في شمال العراق، واعتقد والكل يعلم ان الاكراد، سواء في شمال العراق او في جنوب تركيا او غرب ايران كلهم ينادون بنفس المطلب وهو قيام دولة كردية تضم الاكراد جميعا. فها هم حزب العمال الكردستاني قد انسحب حسب طلب رئيسة عبدالله اوجلان الى شمال العراق بما يعني ان الحاضن لحزب العمال الكردستاني هو البرزاني أي شمال العراق ومعسكرات التدريب هي شمالي العراق، واسرائيل اختطفت عبدالله اوجلان من كينيا في افريقيا وسلمته لتركيا لاثمان سياسية يمكن الحديث عنها في مقال اخر، والان وفجأة يعلن عبدالله اوجلان وقف اطلاق النار ويطلب من حزبه حزب العمال الكردستاني الانسحاب الى شمال العراق وهذا ما يسرنا ويثلج صدورنا ان يتوقف نزيف الدم وان يستفاد من الاموال التي تنفق في القتل والدمار في البناء والاعمار. ثانيا: زيارة اوباما الى الاراضي المحتلة اسرائيل وخطابة الذي لا تأويل له الا نذير حرب وبنفس الوقت اتصال نتنياهو رئيس ورأس الحربة في اسرائيل على السيد اردغان وتقديم الاعتذار له عن حادثة السفينة مرمرة من غير أي مقدمات رغم تمنعه السابق واصراره. رغم ان طلب اردغان كان له ثلاثة شروط تستطيع اسرائيل ان تلبي اثنين وتمتنع عن الثالث وهو فك الحصار عن غزة، ولهذا ابت اسرائيل حتى فقد الشرط الثالث.اذا تعالوا نتحسس ما هو الثمن الذي ممكن ان تقوم به تركيا او تنتظره اسرائيل من تركيا مقابل اعتذارها لها وقد طنطن الاعلام التركي كثيرا وكأنه انتصار تركيا في تشاناكالي ثانية، دوائر الحرب على الشرق الاوسط او الوليد القادم كما فعل فرعون بقتل كل مولود ذكر يولد كما ذكر في القرآن الكريم كي يحول دون تقويض ملكة كذلك تفعل امريكا والغرب للحيلولة دون ولادة دولة اسلامية تخرج عن طوعهم فهم الان بطورالتسريع في توجيه ضربة قاصمة لايران وهم يعلمون مدى ردود الفعل كيف ستكون حيث لن تكون لعبة سهلة ونتائجها ليست مؤكدة لهذا لا شك ان كل الاحتمالات ممكنة، فمثلا عند ضرب ايران سيكون السلاح المستخدم نوويا وستدك اسرائيل او غيرها ايران بكل ما اوتيت من قوة وكذلك جنوب لبنان والضاحية الجنوبية وكذلك جميع الاماكن الحساسة في ايران مثل كل ما يتعلق بالمفاعلات النووية ومرافقها وكذلك المراكزالعسكرية ومراكزالاتصال والتجمعات البشرية والمرافق العامة كي ينشغل الناس وحتى العسكر بالانقاذ وعمل فوضى في البلد لكثرة الدمار الذي سيحل بها وكذلك تحريك العملاء لعمل فوضى في البلد وكذلك تصفيات لبعض الشخصيات التي لم تتمكي من تصفيتهم قبل الفوضى وما الى ذلك، لكن في الطرف الاخر ما هو المتوقع؟ يمكن للجهاديين الوصول الى حدود فلسطين وتحقيق الحلم الذي طالما تمنوه وهو اخطر على اسرائيل من ايران وسورية وحزب الله بثلاثتهم مجتمعين وكذلك يقض مضجع الحكام العرب وعلى راسهم ملك الاردن فهم الان وبلا شك في غرفة عمليات يعملون ليل نهار لعمل حلول وللخروج من هذا المأزق ان حل، والمطلوب من تركيا وهذا ما نتحسسه ولا نتمناه ان تدخل الى سورية بجيشها بعد ســــقوط الاسد بحجة حفظ الامن وتامين الاسلحة الكيماوية لتامينها من ان تقع بايدي اناس لا يحسنون استخدامها فتفتك بالمدنيين ولكن تكون الغاية ان لا تقع في ايدي الجهاديين ويستخدموها ضد اسرائيل كما صرح به الجميع من اصدقاء اسرائيل وما اكثرهم، وكذلك كي تؤمن حدود اسرائيل من جهة سورية، وبهذا ستصطدم تركيا بالجهاديين وتقوم تركيا بدور باكستاني جديد في الشرق الاوسط لا سمح الله وهذا ما لا نتمناه ،خاصة ان لتركيا مكانة مرموقة عند العرب والمسلمين نرجوا ان لا تقع تركيا في هذا المطب القاسم وان تعود لتحتضن المسلمين وتعيد لهم اللحمة وتدفع وتذود عنهم، وهذا ما يؤهلها لان تقوم بدور قيادي لهم مرة اخرى.كما لا نستبعد ان تمتد اطراف الحرب الى الكوريتين حيث ان امريكا ستزج في الحرب الايرانية وهي مجرورة جرا لانها في وضع لا تحسد عليه من جراء الحرب على الاسلام بما يدعى الارهاب، وكوريا الشمالية ستستغل هذه الفرصة لتنقض على الجنوبية وتعيدها الى بيت الطاعة وكذلك الصين مع اليابان وهكذا قد تكون بداية حرب وخيمة تبدا بايران ثم تننهي بالكون لتندثر دولا وحضارات وتولد من جديد دول وتنبني حضارات.د. عبدالوهاب شولي[email protected]