لماذا اغتالت إسرائيل شيرين أبو عاقلة؟

حجم الخط
78

يأتي اغتيال شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة «الجزيرة» في فلسطين، كذروة تصعيد كبيرة من قبل إسرائيل ضد الصحافة العربية العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستمرارا لنهجها ضد الصحافة عموما، والإعلاميين الفلسطينيين خصوصا.
لم تكتف إسرائيل بقتل المراسلة الشهيرة «بدم بارد» مرتكبة، كما قالت «الجزيرة» في بيانها الرسمي، «جريمة مفجعة تخرق الأعراف والقوانين الدولية» بل إنها في سعيها للتنصل من مسؤوليتها عن الاغتيال تريد ارتكاب جريمة أخرى بالادعاء أن شيرين أبو عاقلة قتلت نتيجة «نيران عشوائية أطلقها المسلحون الفلسطينيون».
المراسلة، التي يعرفها عشرات الملايين من المشاهدين، التي خسرتها عائلتها الصغيرة (والكبيرة) هي الآن في مشرحة بانتظار تسجيتها في كفن وتشييعها في جنازة وطنية تليق بها.
شيرين العارفة بألاعيب الإدارة الإسرائيلية، والتي تعرضت لعدد لا يحصى من أشكال المراقبة ومحاولات الاعتقال والتضييق عليها من قبل الجنود والمستوطنين الإسرائيليين، تقوم هذه المرة، وبطريقة فريدة من نوعها، بإعداد تقريرها الأخير عن وفاتها شخصيا.
ربما لم تتمكن شيرين، والمنتج علي السمودي، الذي كان قربها وأصيب بإطلاق النار عليه في الظهر، من التقاط صور عناصر الأمن الإسرائيليين الذين أطلقوا النار عليها، لكن تاريخها المهني الطويل حافل بالكثير من الشهادات التي يمكن استخدامها لكشف المجرمين الإسرائيليين الذين قتلوها، وتفنيد خبث الدعاية الإسرائيلية اللئيمة التي تريد تحميل وزر اغتيالها للمدافعين عن مخيم جنين، وعنها.
تحدثت أبو عاقلة في مقابلة خاصة أجرتها معها «الجزيرة» عن أسباب استهداف سلطات جيش الاحتلال الإسرائيلي لها ولزملائها من الصحافيين، وأشارت إلى أن تلك السلطات تقوم باستهدافهم عبر الادعاء أن وجودهم في الأمكنة التي يفترض أن يوجد فيها الصحافيون هي خرق أمني وهو ما يجعل توقيفهم أو استهدافهم بالقتل، كما حصل فعلا معها، منعا لهذا «الخرق الأمني».
تحدثت أبو عاقلة أيضا عن أن المضايقات ومحاولات الاعتقال لها ولزملائها لم تكن تجري على أيدي الجنود وعناصر الأمن الإسرائيليين فحسب، بل كان أي مستوطن متطرف مسلح قادرا على توقيفها وطلب أوراقها الرسمية ومحاولة توقيفها بسلطة السلاح الذي يحمله.
في تقريرها الأخير الذي أنجزته عبر استشهادها تقول شيرين أبو عاقلة إن الحقيقة التي تقدمها الصحافة ضد ممارسات السلطات الإسرائيلية ومستوطنيها (ومجرميها المحترفين تحت أي مسمى آخر) مستهدفة لأنها تفضح المجرمين متلبسين، وخلال قيامهم بالجريمة، وهو أمر تعالجه القيادات الأمنية الإسرائيلية بمزيد من الجريمة.
لقد ارتكبت إسرائيل 625 انتهاكا بحق الإعلاميين في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال العام الفائت، وقامت خلال اعتدائها الأخير على قطاع غزة بتدمير 59 مؤسسة إعلامية، ويمكن اعتبار جريمتها الأخيرة باغتيال شيرين أبو عاقلة تصعيدا إجراميا غير مسبوق يضاف إلى الجرائم المهولة بحق الصحافة والشعب الفلسطيني والعالم.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول جاسم:

    الصهاينة عدو مجرم قاتل لا يفرق بين صحفي ومواطن عادي ولايفرق بين طفل او شيخ او امرأة، فعقيدة هذا العدو عقيدة قتل واستعباد لغير اليهود وكل من يطبع معه أو يسالمة او ينسق معه أمنيا هو قاتل بنفس الدرجة

  2. يقول فراس:

    رحمه الله على الشهيده

  3. يقول مجيد:

    لها الرحمة هذه البطلة الشهيدة

  4. يقول طارق:

    انا كجزائري اقول انه لا يوجد سلام مع هؤلاء القردة الحرب والقتال ضد الصهاينة أشرف للعرب من التطبيع وهاذ الخنوع.. الله يرحم شهداء فلسطين والأمة

  5. يقول نور كمال:

    المؤلم في الأمر أن يقوم يائير لبيد وزير الخارجيّة الإسرائيلي بكر أربعة وزراء خارجيّة عرب و يتعلق الأمر بكل من وزراء دويلة الإمارات ،امارة المغرب ، البحرين و مصر إلى قمّة النقب، ويُؤلمنا أكثر أن يكون وزير خارجيّة مِصر الدّولة المحسوبة على أنها الكُبرى من بينهم، ويضع إكليلًا من الزّهور على قبْر بن غوريون الذي ارتكب وحُلفاؤه المجازر في حقّ العرب، والمِصريين منهم على وجه الخُصوص، وأعدموا الأسرى وأطفال مدرسة بحر البقر بدَمٍ بارد

  6. يقول سامح //الأردن:

    *هذا الكيان الصهيوني المجرم القاتل
    إلى زوال إن شاء الله.
    حسبنا الله ونعم الوكيل في كل فاسد وظالم وقاتل.

  7. يقول Essam:

    نقترح أن يقوم مذيعي الجزيرة والقنوات الأخري بدلا من تقديم أنفسهم أن يكون اسم الشهيدة شيرين ابوعاقلة وهذا يتم بالتزامن بعد دفنها يوم غدا ولو لمدة يوم واحد وهذا دعم لجميع شهداء الكلمة … الصحافة الحرة

  8. يقول عبدو ڤنيش:

    رحم الله الشهيدة.

  9. يقول المالكي:

    صراحة قتل الصافية الشهيدة ينم عن غباء ليس له حد…

  10. يقول اسماعيل:

    إن اليهود قتلة أنبياء الله ورسله جل وعلا على مر التاريخ والقرآن الكريم يثبت هذه الأحداث قرآن يتلى إلى يوم القيامة، فكيف بك عندما يكون القاتل يهوديا وصه يونيا في قالب واحد فلن تجد أقذر من هذه الفئة على مر العصور والأزمنة، هم البلاء الموجود على كوكب الأرض وأساس معاناة الشعوب في كل كوكب الأرض وليس في فلسطين وحدها.

1 2 3 4 7

إشترك في قائمتنا البريدية