رحّب وزير خارجية الجزائر، رمطان لعمامرة، الأربعاء، بزيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، إلى دمشق، في اليوم الذي سبقه، قائلا إن بلاده «تبارك هذه الخطوة» وتبع ذلك اتصال من وزير خارجية إيران أمير عبد اللهيان بنظيره الإماراتي، رحّب فيه أيضا بزيارة المسؤول الإماراتي الكبير واعتبرها «خطوة إيجابية».
بعد يومين فحسب من الزيارة، باشرت أبو ظبي، بسرعة، خطوات أخرى للتطبيع مع النظام السوري، فأعلنت عن اتفاق مع حكومة دمشق على إنشاء محطة توليد كهرضوئية، وقدّم وزير ومستشار سوري سابق، كمال زهر الدين، أوراق اعتماده قنصلا في دبي والإمارات الشمالية، وهو ما يعني أن الاتفاقات وتسليم أوراق الاعتماد كانا قد نوقشا سابقا، وأن إجراءات أخرى ستتبعها.
تذّكر الخطوات الإماراتية، بالطبع، بالتسارع الهائل في العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية والسياحية بين أبو ظبي وتل أبيب، والذي حصل بعد اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي في 13 آب/أغسطس 2020، حين أصبحت الإمارات ثالث دولة عربية، بعد مصر والأردن، توقّع «اتفاقية سلام» مع إسرائيل، والدولة الخليجية الأولى التي تقوم بذلك.
وزير خارجية الأردن، أيمن الصفدي، الذي كانت بلاده لعبت دورا كبيرا في تحريك ملف التطبيع مع النظام السوري، ورأى أن ما يحدث مع النظام السوري هو «لغياب أي استراتيجية فعالة لحل الصراع السوري» لكنّه أوضح، من جهة أخرى، أسباب عمّان الداخلية التي دفعت بهذا الاتجاه حيث قال إن بلاده «تستضيف 1,3 مليون لاجئ سوري لا يتلقون الدعم الذي قدّمه العالم من قبل».
موقف الجزائر، التي تستعد لاستقبال قمة الجامعة العربية السنة المقبلة، الداعم للنظام السوري، كان واضحا منذ بدايات الأحداث السورية، ويمكن تلمّس أسبابه في طبيعة النظام الجزائري العسكرية والأمنية المشابهة، نسبيا، لطبيعة النظام السوري، والتي تبدت بخوضه حربا هائلة لمنع استلام «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» للسلطة عام 1991 بعد فوزها في الانتخابات البرلمانية، وكذلك في مواقفه من الحراك الشعبي السلمي الذي انطلق عام 2019.
تشير هذه المواقف المتعددة إلى وجود أسباب خاصة بكل دولة عربية للترحيب بالتقارب مع النظام السوري، فالجزائر والعراق ومصر (بعد استلام الرئيس عبد الفتاح السيسي للسلطة عام 2013) كانت من الدول الداعمة، بشكل أو آخر، للنظام السوري، وهو ما ينطبق على فصائل وأحزاب واتجاهات سياسية عربية موالية لإيران، كما هو حال «حزب الله» اللبناني، والميليشيات الشيعية العراقية، وحوثيي اليمن، لكن المستجد كان التحول التدريجي في مواقف الدول الخليجية، التي خفضت بعثاتها الدبلوماسية أو أغلقتها عام 2012 احتجاجا على تعامل النظام مع المتظاهرين.
هل يعتبر الأمر، إذن «اعترافا بانتصار الرئيس بشار الأسد» على ما رأى أمين عام «حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، في كلمة له أمس، أم أنه، عمليا، اقتراب من نظام الأسد المنهار اقتصاديا، والذي سقطت شرعيته السياسية وتدهورت علاقاته مع المنظومة الدولية، من إسرائيل؟
وكيف يمكن فهم سعي الجزائر لإعادة نظام متهالك سياسيا واقتصاديا وتاريخه مبقع بالوحشية، التي ما زالت عجلاتها تدور يوميا ضد شعبه، إلى الجامعة العربية، وتستطيع مباركة مواقف الإمارات، التي تقاربت بشكل مذهل مع إسرائيل، في الوقت الذي ترفع فيه وتيرة التصعيد السياسي وتهدد بلدا شقيقا ومجاورا، هو المغرب، بالعقاب، وتتهمه بالتآمر عليها مع تل أبيب؟
ما يحصل لا يمكن ربطه بإعلاء شؤون السياسة والدبلوماسية في ملفي إسرائيل والنظام السوري، في الوقت الذي تتجبّر فيه إسرائيل ونظام الأسد ضد الفلسطينيين والسوريين، لكن يمكن، بالأحرى، ربطه بالتقاء بوصلتي الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي والاستبداد العربي، مع كل ذيوله وتداعياته.
موقف الجزائر من التطبيع واضح لا لبس فيه، الجزائر ثمنت رفع العزلة عن نضام الاسد، دون مباركة كل مساعي ابو ضبي، الربط اذا بين رفع العزلة عن سوريا الاسد والتطبيع غير وارد.
المسألة ليس الربط الذي تتكلم عنه وإنما شعارات المقاومة والممانعة اثبتت الوقائع أنها هراء وأن الأسد والإستبداد العربي هم الوجه الأخر للإحتلال الإسرائيلي، وموقف الجزائر لايغير في الأمر شيئًا.
رحمكم الله هو الأمر الواضح منذ بداية قمع الثورات العربية الإستبداد العربي والإحتلال الإسرائيلي تربطهما علاقة وثيقة وظهرت إلى العلن بالتطبيع مع إسرائيل ونظام الأسد.
قليل من الواقعيه أيها الاخوه. لو كان النظام فرطان لهذه الدرجه لما رأينا بعد ١٠ سنوات هذا التغير في مواقف دول كانت تطالبه علانيه بالتنحي.ثم هل من عاقل يقتنع بأن تتم زياره وزير خارجيه الإمارات إلى عرين الاسد دون ضوء اخضر امريكي. أمريكا تلعب على ١٠٠ حبل هذه سياستها. العتره علي اللي بيمشي وراها من غير ما يعرف لوين رايح
فتش عن الخفايا