لماذا لا تهتم أوروبا كثيرا بالانتخابات المغربية؟ ولماذا غابت قضايا مثل الأزمات مع الجزائر وألمانيا وملف القروض؟

حسين مجدوبي
حجم الخط
35

مدريد- “القدس العربي”:

يشهد المغرب اليوم الأربعاء انتخابات تشريعية وبلدية، ولم تعد الانتخابات في هذا البلد تثير اهتماما كبيرا في دول الاتحاد الأوروبي بحكم غياب أي تغيير جوهري قد تحمله في ملفات عديدة ومنها العلاقات الخارجية.

ويشارك في الانتخابات الحالية 30 حزبا سياسيا، لكن الرأي العام المغربي وكذلك الإعلام الغربي يركز على عدد قليل منها وخاصة العدالة والتنمية المتزعم للائتلاف الحكومي ثم حزب التجمع الوطني للأحرار. ونجح الإعلام الوطني ثم لاحقا الدولي في حصر المنافسة في الحزبين، رغم أن لا أحد منهما سيتجاوز 20% من الأصوات المعبر عنها، وسيحتاج إلى عدد من الأحزاب لتشكيل الحكومة المقبلة. ويبقى المثير في هذه الحملة هو أن المواجهة بين العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار بينما هما يشكلان العمود الفقري للحكومة الحالية.

ولا تشكل نتائج الانتخابات هاجسا للدول الأوروبية أو الاتحاد الأوروبي كمنظمة، ويقول مصدر أوروبي لجريدة “القدس العربي”: “ندرك أن هذه الانتخابات لن تحمل أي جديد على مستوى السياسة الخارجية للمغرب ومعالجة ملفات مثل الهجرة مهما كان نوع الحزب الفائز أو الائتلاف الذي سيتشكل لاحقا، ليبراليا أو إسلاميا أو محافظا أو يساريا”.

واهتم الاتحاد الأوروبي مرتين بالانتخابات التشريعية، وكانت الأولى سنة 1997 عندما فازت أحزاب الحركة الوطنية بالمراتب الأولى وهي الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال وبدعم من طرف التقدم والاشتراكية ومنظمة العمل الشعبي حيث كان هناك رهان كبير على دمقرطة المغرب، ثم تساؤلات حول المواقف من القضايا الدولية ومنها مع الاتحاد الأوروبي بحكم أن هذه الأحزاب كانت تطالب بإعادة النظر في العلاقات مع الأوروبيين وكانت شعاراتها شبه ثورية في تلك الفترة.

واهتم الغرب بالانتخابات التشريعية المغربية لسنة 2011 التي جاءت إبان الربيع العربي ومنحت الفوز لحزب العدالة والتنمية ومنح الدستور المغربي صلاحيات كبرى لرئاسة الحكومة، وكان التساؤل عن المواقف التي سيتخذها زعيم الائتلاف الحكومي ثم علاقته بالمؤسسة الملكية: هل سيكون هناك توافق أو اصطدام بحكم أن زعيم هذا الحزب وقتها عبد الإله بن كيران كان يطالب الملك محمد السادس باستبعاد عدد من مستشاريه؟

وكان تصرف وعمل هذه الحكومة مثل حكومة التناوب أي لم تتدخل في القضايا الكبرى الخاصة بالأمن والسياسة الخارجية والدفاع وبقيت هذه الأخيرة من اختصاص المؤسسة الملكية. بل حدث أن الحكومة الإسلامية الثانية بزعامة سعد الدين العثماني تخلت عن معظم صلاحياتها، ويكفي أنه لم يتم  تقريبا استقبال العثماني في أي عاصمة أوروبية خلال السنوات الأخيرة، وهي سابقة في تاريخ الحكومات المغربية.

وعمليا، لم تشهد الحملة الانتخابية الحالية أي نقاش عميق حول الأزمات التي شهدها المغرب مع إسبانيا وألمانيا والجزائر مؤخرا ثم أزمات سابقة مع هولندا وبلجيكا، ولم يركز أي حزب على التصور المقبل للدبلوماسية المغربية أو ملفات مثل القروض الخارجية. وتناولت الأحزاب بعضا من هذه القضايا في برنامجها المكتوب ولكن دون التركيز عليه في النقاشات والحوارات.

ومن باب المقارنة، رغم أن الانتخابات لا تمس جوهر القضايا الكبرى في الكثير من الدول خاصة الديمقراطية منها، فوصول اليسار إلى الحكم في إسبانيا مؤخرا، وهي الدولة ذات المؤسسات الصلبة، حمل تغييرات عميقة في المشهد الداخلي مثل التعامل مع الهجرة وقضايا مطالب كتالونيا وبلد الباسك وفي السياسة الخارجية بالتقليل من التنسيق مع الولايات المتحدة والرهان على السياسة الأوروبية الموحدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول حاجي مدريد:

    اوروبا و باقي الدول لا تهتم بالانتخابات لان المغرب متحكم في سياسته الداخلية و لا يحتاج الى نصائح من احد و اغلب الدول اخذت العبرة من تدخل المانيا و اسبانيا.لذا كل الدول لا ترغب في المواجهة المباشرة.

  2. يقول جاد ابركان:

    في المغرب ،عادة ما الانتخابات او الترويج لها أمور تصب جلها او كلها في الامور الداخلية فقط ،اما السياسة الخارجية للبلاد فهي في يد الملك او الموءسسة الملكية التي هي عبارة عن مستشاري الملك وموظفين في مختلف المجالات يشكلون حكومة مستترة وغير شاهرة تسير الشؤون الخارجية والدفاع والأمور الدينية الإسلامية واليهودية والمسيحية ،ولهذا لا يهتم بها الغرب او امريكا لان السياسة العامة الخارجية للبلاد ثابتة،اما الوزراء في مختلف الوزارات فلهم الحرية التامة في مزاولة عملهم وعندما يظهر قصور او فضايح او فساد فيتم اقالتهم فورا من طرف الملك باقتراح من رءيس الحكومة،راس الحكومة هو رءيس الحكومة وليس رءيس الوزراء،حسب الدستور

  3. يقول عبد الوهاب عليوات:

    اعتقد انه على اوربا ان تهتم اكثر للانتخابات المغربية وتساهم في الدفع بها كي تكون انتخابات خارج اطر الحسابات المسطرة مسبقا.
    اعتقد ان من واجب اوربا ان لا تتخلى عن الشعب المغربي في هذه الظروف الصعبة التي تعرف غلقا شبه كلي للحدود مع اوربا.. لان الشعب المغربي الطيب يستحق ديمقراطية حقيقية تسمح له بان يساهم بشكل فعال في صناعة سياسات دولته بدل ابقائها في ايادي عدد من المستشارين الملكيين

    1. يقول كريم:

      كمغربي أشكرك على إهتمامك. فالنبي(ص) أوصى بالجار. وأنا من جانبي أدعو أوروبا لمساعدة الشعب القبايلي لينال استقلاله

    2. يقول هيثم:

      شكرا لك يا أخي كريم على هذا الرد المباشر في الزاوية 90.

    3. يقول عبدو:

      أحسنت الرد اخ كريم، حقا إنه لرد جميل لمثل هؤلاء الأشخاص، فلا أحد يسألهم عن رأيهم في بلدنا، ونحن راضون كل الرضى بسياسة بلدنا الخارجية، فأما مشاكل الدولة الداخلية فهي مشاكلنا لا مشاكل الغير، والحمدلله مشاكلنا تحل بالعقل كما قمنا بإغلاق موضوع الصحراء المغربية، الآن وجب على البلد الشقيق أن ينظر الى مشاكله ويحلها عوض اتهام بلد جار في كل شيء، حتى الفياضانات القادمة المغرب سيكون سببها.

  4. يقول ابو ادم:

    لان قناع أوربا سقط ولم يرقها تقدم المغرب في شتى المجالات ومزاحمة صادراتها بالجودة العالمية لمنتوجاتها وغزوه لأسواق أفريقيا .
    الدول الغربية تريد المغرب سوقا استهلاكية للتحكم فيه كما تشاء ولا تريده سوقا تنافسية .
    لذلك يجب على المغرب ان ينوع شركائه لكي لا يكون ضيعة لأحد.
    ولقد لاحضنا الحرب الشرسة التي قادتها ألمانيا وفرنسا ضد تركيا لما لمسوا أنها سائرة في طريق استقلاليتها في جميع الميادين .

  5. يقول هيثم:

    و هل من الضروري أن يهتم الغرب الأوروبي بالانتخابات المغربية؟ الصحافة الأوروبية وبعض الشخصيات السياسية الفرنسية والاسبانية مهتمة نسبيا. البلد آمن و مستقر بسياسته الواقعية الحكيمة وتطوره الاقتصادي والاجتماعي الهاديء. حفظ الله المغرب و المغاربة.

  6. يقول فضيل دزاير:

    الإنتخابات في دول المغرب الكبير وجزء هام من افريقيا هي شكلية فقط لأن القرار في القضايا الحاسمة يكون فردي ولا علاقة له بالشعوب. باريس طبعا هي من توجه كل شيء.

    1. يقول طرفة:

      فرنسا تتحكم فعلياً في الكبرنات أما المغرب فهو أمة مند 12 قرن…

    2. يقول معاذ:

      هذا ينطبق على باقي الدول المغاربية و ليس المغرب لأن المغرب نظام الحكم فيه ملكي و كل التوجهات و الأوامر الخارجية و الديبلوماسية تكون أوامر ملكية

  7. يقول المستغرب:

    نجاحات البلدان المستضعفة من قبل القوى الاستعمارية في مسارها نحو التخفيف من هيمنة الاقوياء تزعج السادة الغربيين المتقدمين و يحاولون التعتيم على النجاحات و لا يهتمون الا بالاخفاقات. نجاح التجربة المغربية في التعامل مع التيار الإخواني المغربي بادماجه في المجال السياسي و استمراره في قيادة الحكومة لولايتين دون صدام و توقيع امين عام حربه على الاتفاق الثلاثي المغربي الأمريكي الإسرائيلي بدون تحفظ لم يكن بحسبانهم.

  8. يقول alaa:

    لا تهتم اوروبا وغيرها من دول العالم بالانتخابات ليس في المغرب وحسب بل في كل الدول العربيه لانها ليست انتخابات حقيقية وليس لها اهميه

  9. يقول SOUAD france:

    ما يهم اوروبا هو الهجرة غير الشرعية و سبة ومليلة كتراب تابع للفضاء الاوروبي والمغرب لم يطالب بي مدنه وجزره و رضخ لي ضغوط اوروبا لي استرجاع المهاجرين بما فيهم القصر ادن لا يوجد شئ يهتم به الاوروبين في المغرب ولا يهمهم الوضع الداخلي للمغرب وشؤون المغاربة وحقوقهم المنعدمة كما ان الاوروبين يستحودون علي كل شئ في المغرب من الكهرباء والماء الي البنوك والفنادق والإتصالات والتأمينات وحتي الاسماك ..

    1. يقول هذا مني:

      الحقيقة أن فرنسا لن تستطيع ان تختار من سيحكم المغرب كما فعلته مع الجزائر في التسعينات

    2. يقول هيثم:

      الحمد لله هم على الأقل وجدوا في المغرب الماء والكهرباء و الابناك والتأمينات والفنادق والاتصالات و الأسماك… و هذا يجعلنا لا نعيش أزمة العطش و الأوكسجين و طوابير الحليب و نقص الدقيق و ندرة الزيت.

    3. يقول أسامة حميد -الصحراء المغربية:

      تسديدة قوية يا هيثم وفي الزاوية 90. الله يعطيك الصحة.

  10. يقول NADJIB FRANCE:

    لان اسبانيا والمانيا وضعوا المغرب في الزاوية و اوقفوا مساعداتهم المالية للمغرب

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية