لماذا لا نستقدم معارضة سورية من سري لانكا او الفلبين؟
24 - سبتمبر - 2013
حجم الخط
0
في اجترار مقصود للمقال الذي تسبب في اقفال مجلة ‘الكفاح العربي’ في مطلع التسعينات، لم اجد بديلا عن استعارة عنوان المقال ذاك لوصف خيبة السوريين بحال المعارضة السورية هذه الايام، لن استغرق في التفاصيل وقد بات معلوما للجميع مقدار التخبط الذي تعانيه المعارضة، والتشرذم الذي كان سببا لما آلت اليه الامور اليوم. اذ لم يبق للسوريين اليوم في الخارج والداخل سوى ان يبحثوا في زوايا الصور المنشورة على الفيسبوك وتويتر عن فسحة وطن يأملون ان يعودوا اليه يوما. ملايين اللاجئين ومئات الالاف من النازحين وعشرات الالاف من الباحثين عن فرص عمل في دول الخليج، عسى ان يجدوا سقفا يحميهم واولادهم بعد ان انهدم سقف الوطن جراء قصف النظام الوحشي وتواطؤ العجز العربي والصمت الدولي المهين. لم يعد للسوريين أمل في الخلاص وقد عشش الدمار في المدن والقرى والانفس، ولم يبق متسع للتفاؤل في ظل لهاث المعارضة السورية المحموم للحصول على حصة او كرسي او مقابلة تلفزيونية في احسن الاحوال؟ بهتت الشخصية السورية وفضحت الثورة عري مواقف معارضيها وانفصالهم عن الواقع وغربتهم الحقيقة عن سورية، وكأنهم جاؤوا من كواكب اخرى خارج مجموعتنا الشمسية. كيف لهؤلاء ان يدركوا ما الذي دفع ابوعبدو بائع الخضراوات، ومثله كثر، الى ترك بضاعته وحمل السلاح ليسلط فوهته على جاره في الحي او الوطن لا فرق، ومن يجيب على نداء أبو عبدو الحائر وهو يمسح بندقيته المتعبة عوضا عن فاكهته: خاين يا طرخون زرعوك بسورية وطلعت باسطنبول يا طرخون. ومن يسمع صدى سؤالهم هناك في اسطنبول التي باتت مرتعا للمؤتمرات والمؤامرات والتحالفات ومقبرة لحلم السوريين بتمثيل حقيقي مشرف يحفظ ماء وجه السوريين وما تبقى منها، اسطنبول التي تقيم فيها الان قيادات المعارضة يفصلون سورية جديدة على مقاسهم، متجاهلين الواقع العسكري الشائك في الداخل ومعاناة ملايين السوريين في مخيمات اللجوء والنزوح، او على اقل تقدير عاجزين عن وضع تصور للحل وغافلين عما يحصل في بعض سفاراتهم الوليدة ومن بعض سفرائهم المستجدين في العمل الدبلوماسي والسياسي. فاليوم مثلا يقبع حوالي الثلاثين طفلا في مهب الانتظار حتى يبت في امر تسجيلهم بالمدرسة السورية، التي منحت دولة قطر ـ مشكورة – لسفارة الائتلاف الوطني ترخيصا لانشائها، رغم انهم من دون معيل بحجة امتلاء صفوف المدرسة وعدم وجود متسع. واليوم ايضا ظهرت نتائج قبول المدرسين للمدرسة ذاتها، فكانت على غير ما اختارته لجنة القبول وعلى غرار مسابقات المعلمين في سورية، وكأن المشكلة جينية لا علاقة لها بنظم الحكم التي ثرنا عليها، بل بتراث من القهر يحول كل ذي منصب الى متحكم جديد. هذا عدا تأخير السفارة استصدار التأشيرات للمواطنين العاديين واستعجال تأشيرات اصحاب التوصية الخاصة. كيف للاخوة العرب ان يحذوا حذو قطر في فتح سفارات للائتلاف، ووسائل التواصل الاجتماعية باتت توصل الاخبار للقريب والبعيد، بما فيها من سلوكيات واداء غير موفق لهذه السفارة او تلك، بل ما الاجابة التي سنقدمها كسوريين لدولة قطر عن التصرفات هذه بعد ان شرعت ابوابها للسوريين واتخذت سياسيا مواقف مسبوقة ومتقدمة وبادرت باستقبال اول سفارة لتسيير اعمال السوريين فيها؟ الجميع واعني التعميم اسهم بسلوكاته الفردية والعامة بان يفقد السوريون الامل بمستقبل افضل وبأن يمعن الاخرون (عربا وغربا) في لامبالاتهم تجاه ثورة شعبنا النبيلة. في ظل غياب الحلول وكثرة التنظير والاسئلة، لم اجد بدا من أن أحيي الدعوة القديمة مع تغيير الغرض والغاية وادعو لاستقدام معارضين من سري لانكا او الفلبين، فربما يخلصون النية في خدمة ثورتهم وتكون مصلحة رب عملهم (الشعب السوري) هي الاولى وبوصلتهم في كل ما يعملون او يرمون اليه.