لماذا يروّج وزير خارجية لبنان لإسرائيل والنظام السوري؟

حجم الخط
10

انفتحت قريحة جبران باسيل، وزير الخارجية اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال، خلال الفترة القصيرة الماضية على التصريحات المثيرة للجدل مجددا، والتي كان منها تصريح لافت لقناة «الميادين» اللبنانية يقول فيه باسم اللبنانيين: «نحن ليس لدينا قضية أيديولوجية ضد إسرائيل ونحن لا نرفض وجودها. إسرائيل يحق لها أن تنعم بالأمان».
استدعى التصريح المذكور تعليقا سريعا من الوزير اللبناني محمد المشنوق مطالبا بإقالة باسيل لمخالفته الدستور والقوانين والاتفاقات، متسائلا: «هل هذا موقف لبنان في المحافل الدولية؟».
ونتيجة آراء باسيل المعروفة وتصريحاته العنصرية المكشوفة ضد اللاجئين، فقد اجتهدت عدة وفود دبلوماسية عربية حضرت القمة الاقتصادية العربية الرابعة التي عقدت في بيروت الأسبوع الماضي على تخفيف غلوائه الجامح وطالبوا باستخدام البيان الختامي للمصطلحات التي تعتمدها الأمم المتحدة.
باسيل الذي اعتبر مرة «كل أجنبي قابع على أرضنا من غير إرادتنا هو محتل من أي جهة أتى» (والمقصود بالأجنبي اللاجئ السوري والفلسطيني طبعا)، هو نفسه الذي طالب في القمة الأخيرة بعودة النظام السوري «إلى حضننا» معتبرا تعليق عضوية دمشق «عارا تاريخيا» ومستحثاً المشاعر القومية لدى ضيوفه بالقول: «ماذا يبقى من عروبتنا إن كنا هكذا؟».
تتناظر، في مقاييس وزير الخارجية اللبناني، الدعوة مع العروبة إلى العنصرية الفاضحة مع اللاجئين السوريين والفلسطينيين، ورفض احتلال أولئك النازحين الفقراء «الأجانب» لبلاده مع الدعوة لاحتضان نظام الأسد الذي بطش بحرّية بلاده لعقود، والتغنّي بفلسطين مع إعلان عدم وجود «قضية أيديولوجية» ضد إسرائيل.
يخفي هذا التحريض المُعلن ضد اللاجئين سياسة دولة بأكملها، وهو ما يجعلنا نفهم لماذا يُترك الأطفال السوريون ليموتوا من البرد، وأن تطارد الشرطة طفلا يعمل ماسح أحذية ثم يُترك أمام أنظارهم ليموت بعد وقوعه من الطابق السادس إلى «منور» بناية، وأن يعتقل المئات منهم كل فترة من دون احتجاج يذكر، وأن تهدم مخيماتهم، وأن يضغط عليهم كي يغادروا بالقوة، وأن يهدد كثيرون بهدم محلاتهم.
يفهم أيضا لماذا تستقيل الدولة اللبنانية برمتها من واقع حماية الفلسطينيين الممنوعين من العمل في 70 مهنة، ويقام جدار حول مخيم عين الحلوة، ويمنعون من التملك والتوريث، وهو ما أنتج واقعاً مخيفا هو أن أكثر من 66٪ من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان فقراء و56٪ منهم عاطلون عن العمل، وثلثهم يعانون من أمراض مزمنة و95٪ ليس لديهم تأمين صحي، وتتكشف بين حين وآخر فضائح إنسانية من قبيل استثناء الفلسطينيات من الفحص الصحي لسرطان الثدي، ووفاة طفل فلسطيني لرفض المستشفيات استقباله.
العنصرية، التي يمثلها جبران باسيل، لا يمكن أن «تختلف أيديولوجيا» مع إسرائيل ولا مع النظام السوري، واختلافها الحقيقي والوحيد هو مع الفقراء، بمن فيهم اللبنانيون أنفسهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    اللاجئين السوريين والفلسطينيين بلبنان في رقبة العرب والمسلمين ليوم الدين. ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول .Dinars:

    للي ما يعرفو ، خلي الحكي يكون باللبناني ، إنو إسرائيل يا باسيل فلت عام 1187 بشكل صليبين هزمهن الأيوبي ورجعو ع فلسطين بشكل صهاينة ليسيطرو على الأدس، القدس، وضواحيها وإلي لبنان منضواحيها أو بالأحرى مجال المئة سنة تحت الصليبيين.

  3. يقول سلام عادل(المانيا):

    يبقى لبنان حالة خاصة وهو المتضرر الاكثر بسبب القضية الفلسطينية من كل العرب لاته بلا حول ولا قوة وبرغم وضعه التعيس لم يرفض او الاصح اجبر من قبل باقي العرب ان تاتي الفصائل الفلسطينية بعد ايلول الاسود في الاردن اليه فلذلك يجب مراعاة وضع لبنان

  4. يقول استبرق العزاوي:

    لبنان الذي يتغنى المسؤولون فيه بما يسمى التعايش والتنوع يثبت دايما بأن هذه ليست سوى شعارات فارغة لأنني عشت هنا في الولايات المتحدة وسط مجتمع الجالية اللبنانية ولمست عامل العنصرية والطائفية . وباسيل يمثل لسان حال مجتمعه . لا يتذكر باسيل حينما نزح اللبنانيون في 2006 إلى سوريا وفتحت البيوت السورية أبوابها للنازحين اللبنانيين يكرم بينما لاحظنا كيف كانت معاملة لبنان الرسمي ولبناني الشعبي أهل سوريا النازحين . أما. تصريحات باسيل عن المجرم بشار. الأسد فلا غرابة فيها لأنه يقتفي أثر عون المسؤول الحزبي له . المعروف عنه تقلباته

  5. يقول ع.خ.ا.حسن:

    بسم الله الرحمن الرحيم.
    رأي القدس اليوم عنوانه(لماذا يروّج وزير خارجية لبنان لإسرائيل والنظام السوري؟)
    جبران باسيل (وزير خارجية لبنان) يغرد خارج سرب المزاج الشعبي العربي الإسلامي الذي يرفض وجود إسرائيل اللقيط الغاصب لفلسطين والمشرد لشعبها؛وفي تصريح صحفي يقول «نحن ليس لديناقضية أيديولوجية ضد إسرائيل ونحن لانرفض وجودها .إسرائيل يحق لها أن تنعم بالأمان».فرد عليه وزير لبناني آخر هو محمد المشنوق مطالبا بإقالته (لمخالفته الدستور والقوانين والاتفاقات، متسائلا: «هل هذا موقف لبنان في المحافل الدولية؟».)
    ‌ موقف باسيل هذا يفضح التحالف الوجودي الوثيق بين إسرائيل ونظام الاسد ب(الدعوة لاحتضان نظام الأسدالذي بطش بحرّية بلاده لعقود، والتغنّي بفلسطين مع إعلان عدم وجود «قضية أيديولوجية» ضد إسرائيل.)
    تيار الأقلية الهامشية بين العرب والمسلمين (التي يمثلها جبران باسيل، لا يمكن أن «تختلف أيديولوجيا» مع إسرائيل ولا مع النظام السوري) . اسرائيل والنظام السوري توءمان ؛وجود أحدهما يعضد وجود الآخر وكلاهما يتعايشان بالقوة الجبرية الدموية الغاشمة.
    وهنا نتساءل عن موقف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ممثل سنة لبنان الذين يرفضون الأسد وإسرائيل؟

  6. يقول Yazied:

    ان استقبلت الفلسطينيين في ارضك فهو جزء صغير من واجبك تجاه مقداستك وتجاه عروبتك ان كنت تملك ذره صغيره من الدين ومن العروبه

  7. يقول بلحرمة محمد:

    يا سيد داود نقولها بكل اسى واسف ان العرب والمسلمين لم تعد تهمهم ما تقوله الشريعة الاسلامية او ما جاء به الدين الاسلامي من محبة واخاء ورحمة وتكافل وتازر وتعاون على البر والتقوى وما الى دلك من الاخلاق الحميدة فقد ضاعوا في غياهب المجهول فاضحوا كالغراب الدي اراد ان يقلد مشية الحمامة فالاسلام اصبح لديهم شعارا والعبادات باتت لديهم عادة وما نراه عبر جغرافيتنا المنكوبة يوحي بدلك ومنها العنصرية والكراهية المتفشيتان بشكل كبير في وسطنا حكاما ومحكومين.

  8. يقول سامح //الأردن:

    *كان الله في عون النازحين والمشردين
    من ديارهم .
    حسبنا الله ونعم الوكيل في كل مسؤول
    ظالم فاسد (لا يخاف الله).
    سلام

  9. يقول احمد:

    ما اصعب ظلم الاخوة

  10. يقول تونس الفتاة:

    انا اتفهم موقف لبنان و السيد جبران باسيل هذه بلادهم وهم أحرار فى من يستقبلون و من لا يستقبلون و اظن انهم لا يحتاجون دروس من أحد فى هذا خصوص كل دول العالم بدون استثناء تطبق ذالك و انا اتفهم من يتألم لوضعية السوريين و الفلسطنيين لذالك عليه اما تقديم المساعدة لهم او استقبالهم فى بلدانهم لكى لا يلقون هذه المعاملة التعيسة فى لبناناو فى غيره من الدول….لبنان عانى الكثير و تجمل الكثير …من جراء حروب و اهاول ليست حروبه و لا تعنيه بالمرة ….

إشترك في قائمتنا البريدية