ظاهرة عربية: تشويه سمعة الناشطات لإرهاب المجتمع المدني

حجم الخط
21

اجتمعت في الأيام القليلة الماضية عدة قصص إخبارية تتعلّق باستخدام سلاح الإساءة الجنسيّة الفاحشة ضد ناشطات سياسيا.
انتهى الأول نهاية سعيدة نسبيّاً فقد توفّر للضحيّة الأولى، هاجر الريسوني، عفو ملكيّ مفاجئ أخرجها من السجن بعد الحكم عليها بسنة سجن، كما طال العفو أحكاماً متعلّقة بالقضية، تخصّ خطيب الريسوني، رفعت الأمين، الأستاذ الجامعي السوداني المقيم في المغرب، المحكوم أيضا بالسنة سجنا، وطبيبها الذي حكم عليه بالسجن عامين، وذلك بعد اتهامات مشينة لها بالإجهاض والفساد ومحاكمة اتهمت بالانتقام السياسي من صحافية ناشطة في صحيفة «أخبار اليوم» المعارضة كانت آخر تدويناتها عن ضحايا فيضانات ونقدا للمسؤولين عن «تسيير البلاد».
وكانت تداعيات الثاني سلبيّة على القائم بالهجوم، وزير المهجّرين اللبناني غسان عطا الله الذي ظهر على قناة تلفزيونية تستضيف النائبة المستقلة بولا يعقوبيان ليهاجمها ليس بالمحاججة السياسية ولكن بالتعريض الأخلاقيّ بها، مقارنا بين تاريخه «المشرّف» و«تاريخها المشبوه»!
ورغم أن النائبة والإعلامية ردّت بشكل مفحم على وزير محسوب على تيار رئيس الجمهورية اللبنانية، الذي وصفته بـ«تيار الصفقات والنصب»، ورادة عليه بأنهم «كذابون وبلا شرف»، وهي محاججة منطقية لأنها تردّ على سخافة المنطق الذي يربط الأخلاق بالكذب في المسائل الشخصية، وباستسهاله تحقير المرأة بيولوجيا، فيما كان ردّ يعقوبيان يعيد السجال إلى سكته الحقيقية: الأخلاق في السياسة تتعلّق بالكذب على الجمهور والفساد واللصوصية ونهب البلاد، فمصلحة البلاد تتعلق بهذه المسائل التي تنعكس على حياة الملايين من البشر، وليس بما يحصل في غرف نوم السياسيين.
يتعلق الحدث الثالث بقيام أذرع نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بحملة إساءة لسمعة الناشطة إسراء عبد الفتاح، والتي كان من أشكالها ظهور عنوان رئيسي مخجل في صحيفة «الجمهورية» يقول: «ليالي الأنس في بيت إسراء عبد الفتاح: «الناشطة» تشعل مواقع التواصل بسهرات الفرفشة حتى الفجر».
حسب المعلومات الواصلة فقد تعرّضت الناشطة للضرب والتعذيب وتم الاعتداء عليها كي تقبل بفتح هاتفها الجوال، كما قام الجلادون بمحاولة خنقها بأكمام ملابسها وتعليقها بواسطة كلبشات مع استمرار الضرب والإهانات.
تشكل واقعة إسراء الحالة الأكثر سوءا، فإضافة إلى الخطف والاعتقال والتعذيب فقد شارك الإعلام الرسميّ في إضافة أشكال خسيسة من التدمير المعنويّ إضافة إلى التنكيل الجسدي الذي تتعرض له، وهو ما يعني أن الإعلام المصري تحوّل عمليّا إلى تابع للأجهزة الأمنية ومشارك فاعل في التعذيب.
أما اللجوء إلى التشويه الأخلاقي لفتاة سجينة وغير قادرة على الدفاع عن نفسها فهو يمثل هبوطا بالإعلام إلى مستوى الغرائز المتوحشة والتخلص من أي عائق أخلاقي يمنع هذا الهبوط الشنيع.
تدل الحوادث الثلاثة على وجود بنية متخلّفة عن الشرائع الأممية المعروفة لحقوق الإنسان والمرأة والتي تتباهى نخب هذه الدول الذكورية بتوقيع أنظمتها عليها، كما أنها تدلّ على انفصال مريع عن الواقع الذي تجاوز طرق تفكير الساسة، كما يدل على تخلّف قانوني يسمح لبعض الأنظمة العربية، حين تريد، أن تستخدم عقوباتها بشكل انتقائي للتعريض بالنساء وانتهاك حرياتهن وأجسادهن وعقولهن. صحيح أنه يوجّه نحو النساء لكنّ المقصود به إرهاب الجميع والتدليل على وجود فكرة الدولة الشمولية المسيطرة على البشر والمجالات العامة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول تونس الفتاة:

    اساليب لديكتاتوريات تعيسة ….للبعض ….و اخلاق سياسية من اتعس ما يكون …..للبعص الاخر …..و االذى يجمع الاثنين هو تعاستهم ….

    1. يقول عبد المجيد - المغرب:

      أعتقد أنه ليس هناك أتعس من الذين ركلهم الشعب في الإنتخابات التشريعية والرئاسية معا، وبالتالي رمى مشاريعهم التغريبية والغريبة عن المجتمع، في سلة القمامة.

  2. يقول علي:

    ليلة الهجرةالنبوية حاول بعض المتربصين بالنبي المهاجر- صلى الله عليه وسلم- أن يقتحم بيته ليروا ما إذا كان موجودا في الداخل مع بناته، فقال عمه أبوجهل وهو آنئذ قائد حملة الحصار والعدوان: أتعيرنا العرب بأننا آذينا بنات محمد واقتحمنا الدار عليهن؟
    هذا موقف أبو جهل الجاهلي، ولكن العسكر الجهلة الجاهليين أو ما تحت الجاهليين، يقتحمون على نساء المسلمين وغير المسلمين ليلا ونهارا دون خجل وحياء،يروعونلأطفال، ويرهبون الكبار،ويقلبون البيوت رأسا على عقب، ولا يكتفونبذلك بل يستخدمونأبواقهم الكاذبة المأجورة للتشهير بالشريفات، والخوض في الأعراض، ولا يجدون في ذلك حرجا أو غضاضة. إلى وقت غير بعيد كان اعتقال النساء أوالإشارة إليهن عملا مخجلا لا يقربه أعتى الطغاة،ولكن عساكر الزمان الجهلة في الشرطةوالجيوش لا يحفلون بذلك الآن. هناك في معتقلات الأستاذ بلحة أكثر من ثلاثمائة امرأة وفتاة منذ مظاهرات سبتمبر الماضي،ومن قبله مئات لهم سنوات أبرزهن بنات القرضاوي والشاطر وغيرهما،وقد ظهرت علا القرضاوي عليها آثار الضرب الوحشي، فهل هذه استنارة؟وهل هذه تقدمية؟وهل هذه إنسانية؟ متى يتكم السادة المستنيرون؟ متى يتكلم المثقفون الذين يصفون الإسلام بالظلامية؟ هل آتاكم حديث حقوق الإنسان؟

  3. يقول الكروي داود النرويج:

    التعذيب لا يفعله الشرفاء! أما الإفتراء فلا يفعله الرجال!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  4. يقول سلام عادل(المانيا):

    اسباب كثيرة ومتعددة خلف كل الحالات ولكن يبقى السبب الرئيسي والاهم هو كون المتعرض لالاهانة والعنف والابتزاز والقذف والسب هي المراة لان الرجال في مجتمعاتنا يشعرون بالنقص عندما يجدون نساء يمتلكن الشجاعة والنزاهة والشرف والشرف هنا ليس بالمعنى المعروف بالحفاظ على غشاء البكارة بل بقول الحق والصدق فمجتمعاتنا متخلفة بسبب ذكوريتها

    1. يقول علي:

      ما زال الإصرار على تحويل المسألةإلى ذكورية ونسوية!
      هناك أنظمة مجرمة لا توفر رجلا ولا امرأة، ولا ترعى خلقا ولا دينا، وتصر على الإجرام بتعذيب النساء والرجال جميعا بل وقتلهم.
      الإجرام العسكري والبوليسي والمنشاري هو الذي يستحق المواجهة والمقاومة.

  5. يقول .Dinars. #TUN.:

    المرأة بها تنهض الأمم.

  6. يقول ع.خ.ا.حسن:

    بسم الله الرحمن الرحيم رأي القدس اليوم عنوانه (ظاهرة عربية: تشويه سمعة الناشطات لإرهاب المجتمع المدني)
    المجتمع المدني العربي يعيش في رعب من حكامه العملاء يتبع ذلك أن لسان حاله يقول (في فمي ماء وهل ينطق من في فيه ماء) واذا تجرأ ونطق ماتشتم السلطات منه أي انتقاد أو تعريض بالزعيم الأوحد الملهم جدا!!! فالذكر له سجن وتعذيب وحشي كثيرا ما يفضي إلى الموت ومحاكمة صورية حكمها مقرر قبل بدئها .
    وأما الانثى. وحظها الاقل من التعذيب البدني فيلفق لها تهم جنسية تخص عفافها .
    ففي المغرب اتهمت الناشطة هاجر الريسوني بالاجهاض لأنها تجرأت وانتقدت مسؤولين في قضايا غير سياسية كالتصرف الخاطئ في معالجة فيضانات
    اجتاحت بعض المناطق في البلاد.
    وفي لبنان تعرضت النائبة بولا يعقوبيان من وزير لبناني باتهام غير اخلاقي والذي ظهر معها على قناة تلفزيونية (مقارنا بين تاريخه «المشرّف» و«تاريخها المشبوه»!)
    وأما الحدث الثالث فيتعلق (بقيام أذرع نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بحملة إساءة لسمعة الناشطة إسراء عبد الفتاح، والتي كان من أشكالها ظهور عنوان رئيسي مخجل في صحيفة «الجمهورية» يقول: «ليالي الأنس في بيت إسراء عبد الفتاح: «الناشطة» تشعل مواقع التواصل بسهرات الفرفشة حتى الفجر».)

  7. يقول سوري عتيق:

    وسائل إعلام السلطة التي من المفروض ان تبث برامج توعية وترفيه واخبار صادقة في العالم العربي تتحول بفغل السلطة الغبية إلى وسائل لتشويه سمعة كل معارض واختلاق اخبار مفبركة وبرامج تلميع السلطان

  8. يقول اليماني:

    مصر تعاني من نظام يشبه نظام مافيا بكل معنى الكلمة أكثر بشاعة من نظام مبارك فقد استطاع تحويل الإعلام مطبلين ومخبرين وضباط جيش بكل معنى الكلمة وعندما تتابع أعلام السيسي تحس انك تتابع قنوات تبث من معسكرات الجيش وأصبح هناك اضمحلال أخلاقي فني أدبي إلى درجة التقزز والتقيؤ

  9. يقول بلحرمة محمد:

    من يقنعني اننا في بلدان عربية تحترم القانون وتعمل بموجبه فالقانون وحقوق المواطنين ان صح انهم مواطنون والديمقراطية في جغرافيتنا العربية المنكوبة هي عناوين عريضة للكدب والتضليل والخداع فالحاكم العربي وزبانيته يفعلون ما يحلو لهم ويدوسون على القوانين التي شرعوها ولكن في نفس الوقت يخرجونها من مستودع الاموات ليطبقوها حرفيا على كل من تسول له نفسه فضح الفساد والافساد فهل فعلا نحن دول لها قوانينها ومؤسساتها ومجتمعاتها ومبادئها واستقلالها وغيرها من مكونات الدولة؟ الجواب بالنفي لاننا لا زلنا نعيش زمن ما قبل الدولة.

  10. يقول alaa:

    كل الدول أومعظمها يلفقون التهم لمعارضيهم ويشوهون سمعتهم حتي أصبحت معروفه لدي الشعوب ومحفوظة ..إسطوانه مشروخه ..

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية