لمنع جولة كنيست رابعة: هل يتمكن “أزرق أبيض” من تشكيل الحكومة بعيداً عن “المشتركة”؟

حجم الخط
0

كما تشير الاستطلاعات والمزاج العام في الدولة عشية جولة الانتخابات الثالثة، لا يقف الواقع السياسي في دولة إسرائيل أمام تغيير يؤدي أخيراً إلى تشكيل حكومة في إسرائيل. فهذا التعادل بين الكتلتين، كما ينعكس في كل الاستطلاعات، قد يؤدي بالدولة إلى جولة انتخابات رابعة، في وضع هاذ لم تشهد له الدولة مثيلاً قط. في هذا الوضع يثور القلق والتفكير على نحو طبيعي لدى كل ذي عقل: كيف نمنع حملة الانتخابات التالية؟ كيف نوقف قطار الانتخابات هذا الذي تحرك دون كوابح إلى اللامكان.

يتضح اليوم من تحليل هذا الواقع أن البحث في حكومة وحدة لـ”أزرق أبيض” والليكود مع بنيامين نتنياهو كرئيس وزراء في السنتين الأوليين، لن تؤدي إلى حل هذه المتلازمة. ولا أمل أيضاً في أن يفر أحد الأحزاب من كتلة اليمين إلى “أزرق أبيض”. من هنا، نستنتج بأنه إذا ما وفر الوسط العربي للقائمة العربية المشتركة 16 مقعداً فإنه كفيل بأن تقع انعطافة في ختام جولة الانتخابات الثالثة، وهذا ما تتنبأ به الاستطلاعات الأخيرة. في مثل هذا الوضع سيكون من الصعب جداً تجاهل الحزب الثالث في حجمه بالكنيست، تحديداً حين لا يكون هناك خلاف في أن بنيامين نتنياهو ساهم في تعاظم هذا الحزب، وهو الذي لم يفوت أي فرصة لشرخ عرب إسرائيل والمس بهم وإقصائهم. ويبرز هذا في الشعار الانتخابي لليكود الذي يقول: “ليس لغانتس حكومة دون القائمة المشتركة”، أي أنك إذا صوت لغانتس فستحصل على أحمد الطيبي وشركائه في الحكومة. يتبين أن “أزرق أبيض” فزع بما يكفي من هذا الربط، وحرص في الأيام الأخيرة على الخروج في تصريح علني: “أزرق أبيض” لن يشكل حكومة بمساعدة القائمة العربية المشتركة.

كما هو معروف، عشية حملة الانتخابات، فإن السياسيين من كل الأنواع والأصنام يحلون اللجام ويطلقون العنان لشعارات ووعود بلا تمييز، كما يقول المثل العربي “الكلام ببلاش”، ويطلقون التصريحات المختلفة والمتنوعة، مثلما سمعنا أفيغدور ليبرمان يعلن هذه الأيام بأن لا مشكلة له بأن يجلس في حكومة واحدة مع عمير بيرتس، واورلي ليفي أبقسيس، ويئير غولان اليساري المزعوم. هكذا برأيي، فإن “أزرق أبيض” أيضاً، إذا كان محباً للحياة ويريد أن يشكل الحكومة القادمة ويضع حداً لقصة الانتخابات الباهظة هذه التي لا نهاية لها، وبالتوازي يضع حداً لمملكة نتنياهو.. فلا يمكنه أن يتجاهل القائمة العربية المشتركة. ينبغي الارتباط بها كي تتمكن القائمة المشتركة من مساعدة “أزرق أبيض” بالتأييد من الخارج للائتلاف كي يشكل الحكومة القادمة. كل خيار آخر يعرض كبديل هو وهم عديم الأساس.

إن ارتباط ائتلاف يتشكل من “أزرق أبيض”، و”إسرائيل بيتنا”، وحزب العمل – غيشر – ميرتس، سيوفر أساساً لإقامة حكومة مع 56 مقعداً حين يكون دعم الخارج قادماً من القائمة العربية المشتركة مع 15 مقعداً، ما سيخلق كتلة متماسكة من نحو 56 مقعداً تشكل أساساً لحكومة قوية ومستقرة. هذا ليس بسيطاً، المشكلة هي بالطبع إقناع ليبرمان للجلوس في حكومة مدعومة من الخارج من القائمة العربية المشتركة حين يكون رأيه عن رجالها معروفاً تماماً. هنا، على “أزرق أبيض” أن يقنع ليبرمان بأن هذا أمر الساعة لإنقاذ الدولة من حملة انتخابات رابعة، وأنه إذا كان هذا منوطاً بنتنياهو، فلن يتردد للحظة في الارتباط بالقائمة المشتركة، مثلما لم يتردد في الارتباط بغباي والعمل في حينه. مشكلة نتنياهو هي التعلق بالكتلة التي ستمنعه بالطبع من مثل هذا الارتباط.

إن لارتباط “أزرق أبيض” بالقائمة المشتركة ميزة مهمة وذات مغزى، ودعم القائمة المشتركة للحكومة التي ستقوم سيخلق زخماً جديداً ومشوقاً يسمح باستئناف الحوار مع الفلسطينيين على أساس خطة القرن لترامب، بدعم من الدول العربية المعتدلة والجامعة العربية، وكفيل بأن يغير وجه المنطقة ويحل هذه المشكلة.

بقلم: افرايم غانور

 معاريف 18/2/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية