نظرية ابن خلدون في فلسفة التاريخ خير برهان على فلول الدولة وانهيارها يقول تبدأ الدول في بدايتها من البداوة وبعد جهد تنهض وتقوى أركانها تشيخ وتموت. بعدما يتفرق الجمع وتتشتت المصالح تكلم ابن خلدون عن العصبية والقبلية لنهوض الدول ودواعي سقوطها لكن في العصر الحديث نحن نتكلم عن الأنظمة الديمقراطية التي يعتبرها فلاسفة السياسة من أرقى النظم السياسية عبر الأزمنة فلكل نظام سياسي تبعات سلبية إذا ما غلبت المصلحة على سياستها وباتت تكيل بمكيالين.
عقود الهيمنة
تشخيص الحالة الأمريكية والتبجح بالديمقراطية للتسويق عالميا وبعد عقود من الهيمنة أضح نظام الحكم السياسي، أقصد الديمقراطية، نظام مسخرة وأضحوكة في العالم.
لقد كانت شخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تحمل صفات الأنا والكذب المرضي وأسلوب الحياة الطفيلية، ناقوس الخطر في أمريكا والعالم.
وبدأ الشعب الأمريكي صاحب دولة القطب الأوحد يشعر بالقلق والخوف على مصير دولته وتزحزحها عن مكانتها الدولية حتى انتهى عصر ترامب ليخلفه بايدن الضعيف جسديا وسياسيا فانهيار الهيمنة على ما يبدو وضحت معالمه بعد زيارته للشرق الأوسط ومقابلته للعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز التي لم تتمخض عن أي شيء فأين سطوة الدولة الكبرى وزئيرها ؟
هدف الزيارة
لقد هبطت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في تايوان في ختام أسابيع من التكهنات الشديدة بشأن توقفها المتوقع على الرغم من التحذيرات الصريحة من بكين ضد الرحلة. وأكد الوفد في بيان مشترك أن هدف الزيارة هو التزام أمريكا الثابت بدعم الديمقراطية النابضة بالحياة في العالم وهدف الزيارة المعلن تأكيد على دعم وتعزيز مصالح البلدين المشتركة فضلا عن تعزيز منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة. في المقابل حلق الطيران الحربي الصيني بعيد وصول بيلوسي وعبرت مقاتلات صينية مضيق تايوان كنوع من عرض القوة. وفي وقت سابق توعدت الصين بشن عمليات عسكرية محدودة ردا على زيارة بيلوسي. نفهم من ذلك أن الغطرسة الأمريكية وصلت ذروتها. وكان هذا دافعا قويا لتعزيز بناء الأحلاف والتكتلات الدولية لصد التغول الأمريكي والحد من شيطنته. لكن الى متى تبقى الورقة التايوانية بيد أمريكا لفرض مزيد من التحديات على الصين؟
التحركات السياسية
الصينيون مدركون تماما بأن تايون هي جزء أصيل من جمهورية الصين والتنازل عنها هو تفريط في جزء أصيل من البلد الأم ولكن تبقى شرارة الحرب قائمة بين البلدين في أي لحظة ذلك أن المتتبع لخريطة التحركات السياسية في العالم في الوقت الحاضر يجد أن الولايات المتحدة الأمريكية فقدت أعصابها تماما عندما دعمت أوكرانيا ضد روسيا وتركتها تصارع روسيا الدولة العظمى رغم ابتعادها عن منظومة الدول الكبرى إلا أنها عادت الى الساحة الدولية بكل ثقلها. إذن الأمور ليست رمادية ولا ضبابية. أمريكا تعلب بالنار وفقدت بوصلتها ولم تقدر اليوم على لملمة أوراقها بعدما خلطها ترامب وأجهز عليها بايدن.
الشرق الأوسط أوشك على الفلول من قبضتها روسيا، فهو لا يعبأ بالعقوبات الأمريكية، وإيران فازت ببعض تحالفاتها مع الصين، وروسيا وتحاول أن تنجز صفقة مع بايدن قبل نهاية ولاية حكمه. موجز القول إن خارطة العالم هذه الأيام بدأت تتشكل والمخرج الوحيد لأمريكا هو أن تعيد حساباتها جيدا مع العالم العربي بما يرضي العرب وتعمل على بلورة اتفاق نووي مع إيران تخرج منه أمريكا ببياض الوجه. تعتبر هذه مقدمات لإنهاء حالة التوتر والاضطراب التي يعيشها رؤساء أمريكا من ترامب حتى بايدن. أما السؤال الذي يطرح نفسه كيف تصرفت الصين إزاء زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي الى تايون؟ وقتها قال الرئيس الصيني جين بينغ، خلال مكالمة له مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن كل من يلعب بالنار سيحترق. وقد أشار في ذلك لتايوان.
وقالت وزيرة الخارجية الصينية تشاو ليجيان إن جيش التحرير الشعبي الصيني لن يقف مكتوف الأيدي إذا حصلت زيارة بيلوسي للصين، فضلا عن الاستفزاز العسكري على حدود تايوان، كل هذا على ما يبدو مؤشر ودافع لدى الصين لغزو تايوان.
كاتب عراقي
هناك عشرات الغواصات النووية الأمريكية ببحر الصين ,
تحمل مئآت الصواريخ برؤوس نووية , قادرة على مسح الصين من الخريطة !
الصين تعرف ذلك , ولهذا فهي لا تجازف بإحتلال تايوان , ولن تجازف !! ولا حول ولا قوة الا بالله